صعود الهلال لنصف نهائي دوري ابطال افريقيا، بعد تعادله امس الاول مع سموحة المصري 1/1 لا يعد انجازاً، في عرف جماهير الهلال، لانه تكرر من قبل مرتين، وهذه هي الثالثة. المرة الاولى كانت عام 2007 وفيها قدم الهلال نفسه بصورة اذهلت العرب والافارقة، واغلب متابعي بطولات الكاف، عندما اكد للجميع ان الكرة السودانية، ما زالت حبلى بالفلتات والمواهب. خرج الهلال من بطولة 2007 التي كانت اقرب اليه من حبل الوريد، بفارق الأهداف عن النجم الساحلي الذي توج في النهاية باللقب، لاسباب يعرفها الجميع. وفي عام 2009 اعاد الهلال الكرة، واقتحم المربع الذهبي بجدارة، وتاهل عن المجموعة التي كانت تضم إلى جانبه فرق كانوبيلارس النيجيري وزيسكو الزامبي والمريخ. خرج الهلال آنذاك كما نعلم من امام مازمبي بفارق الاهداف أيضا، حيث خسر في معقله بام درمان 2/5 بطريقة دراماتيكية، وفاز بجدارة في الاياب بلوبمباشي 2/0 ويحسب للهلال كذلك تأهله الى نصف النهائي مرتين في بطولة كأس الاتحاد الافريقي (الكونفدرالية)، في موسمي2010 و2012 وبروزه اللافت في موسم 2004 حيث كان قاب قوسين او ادنى من التاهل للنهائي. طبعا هذا غير تأهله لنهائي بطولة الاندية الافريقية بشكلها القديم عام 1987 و1992 وتأهله لدور الاربعة في اول مشاركة له في البطولة الافريقية عام 1968م. يمكن اعتبار وصول المريخ الى دور نصف نهائي دوري الابطال، في هذا الموسم انجازاً كبيراً، يستحق الاحتفاء والتباهي به ،لانه يحدث للمرة الاولى في تاريخ الفريق الاحمر. جاءت ردة فعل تاهل الفريق الازرق، عندالهلالاب طبيعية ،رغم (الزنقة) التي حصلت للفريق في ملعب الاسكندرية، وخطفه لهدف التعادل الذي منحه بطاقة العبور في وقت متاخر من المباراة. تعامل الهلالاب مع التأهل بواقعية، حيث لم يفرطوا في الفرح، او يعتبروا فريقهم خارقاً، بل ركزوا في اغلب تعليقاتهم على ضرورة اعداد الفريق بصورة افضل لمباراتي نصف النهائي. الفرح كان هو العنوان الطاغي على كل شيء في المريخ، بعد ان اهداه اتحاد العاصمة الجزائري بطاقة التاهل الثانية لمجوعته قبل ان يلعب مباراة الجولة الرابعة، وهذا أمر طبيعي لواقع فريق لم يكن يحلم بالوصول لدوري المجموعات. ويبدو ان موجة الفرح الهستيري التي انتابت الشارع المريخي، كان لها اثر سلبي على الفريق في البطولة المحلية، الامر الذي افقده 10 نقاط في اربع مباريات دحرجته للمركز الرابع في الترتيب. اكثر ما يخشاه عقلاء المريخ ان يصحى فريقهم على وقع هزيمة مرة ومؤلمة من مازمبي الكنغولي في نصف النهائي، اذا واصل اعلام النادي الطرق على وتر ان المريخ هو بطل افريقيا القادم. آخر الكلام اتهم عدد من المريخاب الهلال بالتهرب من مواحهة فريقهم في نصف النهائي، بتعمده انهاء المباراة بالتعادل، رغم انهم كما قالوا، كان بامكانهم زيادة غلته من الاهداف في الشوط الثاني. وذهب بعضهم الى تفسير الموقف بطريقة مختلفة، عندما اشاروا الى وجود اتفاق بين الهلال وسموحة، على انهاء المباراة بالتعادل، رغم ان احداث ومجريات المباراة كانت تقول غير ذلك. قد يكون مدرب الهلال الكوكي خطط للخروج بالتعادل، حتىيتجنب مواجهة المريخ ،على اعتبار ان الفوز في مباريات الديربي بالسودان غير مضمون، كما هو الحال في كل ديربيات العالم. شخصيا ارى ان الكوكي، اذا كان قد فكر بهذا المنطق، وعمل على الخروج بالتعادل امام سموحة، يكون قد فكر بطريقة صحيحة واحترافية، لان نتائج مباريات الديربي فعلا غير مضمونة. التفوق على فرق من بلاد بعيدة يكون اسهل، من التفوق على فريق ند ومنافس، لذلك كان مدرب المريخ غارزيتو عاقلا عندما قال قبل مباراة اتحاد العاصمة، انه يتمنى ملاقاة مازمبي في نصف النهائي. ليس عيبا ان يتحاشى مدربا ما، مواجهة فريق بعينه في منافسة كبيرة، اذا كان يرى انه سيعرقله، ولا ينتقص من قدر أي مدرب اذا جاهر بالقول، واعلن انه لا يتمنى مواجهة فريق بذاته. الكوكي وغارزيتو تعاملا مع فريقيهما في البطولة الافريقية حتى الآن بواقعية، ولذلك لا نستبعد ان يقوداهما للفوز على اتحاد العاصمة ومازمبي ويتأهلا للنهائي. ننتظر من مدرب الهلال الكوكي ان يحدث التغيير المطلوب في طريقة اداء الهلال، ويعتمد على اللاعبين الذين يملكون القدرة على تنفيذ خططه. عدم تثبيت التشكيلة، والمغامرة باشراك لاعبين ثبت انهم غير مفيدين، بل ومضرين في بعض الاحيان يشكل خطرا على الهلال. وضح ان اتير توماس لا يصلح للعب في منطقة قلب الدفاع مع مساوي، لانه كثير الاخطاء، ولا يجيد التعامل الجيد مع الكرات المشتركة. اتير مكانه وسط الملعب، وتحديدا منطقة المحور. وكما قال صديقي صلاح بكراوي رئيس رابطة أهل الهلال السابق في الرياض، "اتير ده يوم بكتل ليه زول" اذا واصل اللعب في منطقة الدفاع. وداعية : الامنيات بتاهل الهلال والمريخ للنهائي. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته