يحمد لمدرب الهلال التونسي نبيل الكوكي شجاعته واعترافه بتحمل مسؤولية خسارة الفريق أمام اتحاد العاصمة الجزائري بهدفين مقابل هدف في ذهاب نصف نهائي دوري الابطال في ملعبه بام درمان. ويحسب لادارة النادي بقيادة اشرف الكاردينال انها لم تتعامل مع الهزيمة بردة فعل غاضبة، أو تصدر قرارات انفعالية، بل بالعكس نرى انها كانت عقلانية في تعاملها مع الحدث، ومنطقية في القرارات التي اتخذتها. اصرار الكاردينال على قيادة البعثة للجزائر بنفسه، من شأنه ان يبث روح الحماس في نفوس اللاعبين ويجعلهم يقاتلون من أجل تحقيق النتيجة التي ترد اعتبارهم وتقودهم الى نهائي اكبر البطولات. اعتراف الكوكي بتحمله المسؤولية ، ينبغي ان يقابله اعتراف أيضا من الادارة واللاعبين، بالتقصير، لأنه من غير المنطق او المعقول ان نوافق جميعناً على تحميل شخص واحد هزيمة فريق، يتكون في كليته من عناصر متعددة. لكننا نعتقد ان تصدي الكاردينال للمهمة، وسفره مع اللاعبين في طائرة واحدة للجزائر، مع عدد من اعضاء مجلس ادارته، فيه اعتراف غير مباشر بالمشاركة في الهزيمة وهو أمر يوضح انهم عازمون على التصحيح. كما ان تصريحات بعض اللاعبين التي اتسمت بالثقة، والوعد بالتعويض في الجزائر، ثم انتظامهم في التدريبات التي أعقبت مباراة الاحد يؤكد بالفعل انهم جادين في تغيير الصورة التي ظهروا بها في مباراة الخرطوم. المنطق والعقل يقولان ان الخسارة في ملعبك بهدفين مقابل هدف في مرحلة متقدمة من بطولة دوري الابطال، يصعب تعويضها في الخارج، لكن مع ذلك لا نستبعد ان يفعلها ابناء الهلال ويعودوا من هناك ببطاقة التأهل. كل المطلوب من التونسي نبيل الكوكي ان يستفيد من اخطاء مباراة الذهاب، وعلى لاعبي الهلال ان يؤدوا ما عليهم داخل الملعب ويتركوا الباقي على الحي الدائم الذي لا يموت، وباذن الله تتحقق النتيجة المرجوة. خبرة الهلال في دوري الابطال ووصوله لهذه المرحلة عدة مرات في السنوات الاخيرة ، قد تعينه في مباراة الجزائر، وربما تقوده الى النهائي، اذا عرف المدرب الكوكي كيف يوظف قدرات لاعبيه بالشكل الامثل، ويبدأ بالتشكيلة المناسبة. من الاخطاء التي لا تغتفر لادارة الهلال ، انها اطلقت يد الكوكي، وجعلته يتصرف في الفريق كما يشاء، دون حسيب او رقيب، وهذا ما ادى الى تراكم العديد من الاخطاء التي كان نتاجها الخسارة من الاتحاد في الخرطوم. لو حرصت الادارة على تفعيل دور اللجنة الفنية التي شكلتها في بداية عهدها بالهلال، لكان بالامكان تجاوز العديد من الاخطاء التي وقع فيها الكوكي كاشراكه لاتير توماس في قلب الدفاع، والاعتماد على طريقة لعب واحدة امام كل الفرق. في كل الاحوال لا بد ان يتم تفعيل دور اللجنة الفنية سواء بقي الكوكي او ذهب، لأن المدرب عندما يشعر بأن أداءه سيخضع للتقييم من مختصين، سيجتهد كثيراً لكي يتجنب الوقوع في الاخطاء. آخر الكلام من حسن حظ الهلال ان الفارق الزمني بين مباراتي الذهاب والاياب في نصف النهائي هو اقل من اسبوع، وهذا الامر ربما يساعد اللاعبين على تفريغ غضبهم في شباك الجزائريين. ال 6 ايام التي تفصل بين هزيمة مباراة الخرطوم وموعد نزال الجزائر، ستبقى على جذوة الحماس وارادة رد الاعتبار في نفوس اللاعبين وقد ظهر ذلك في احاديثهم وتصرفاتهم عقب نهاية المباراة. كما ان الدعم الكبير الذي وجده الفريق من الجماهير عقب مباراة الذهاب وعند المغادرة، وكذلك من ادارة النادي والاعلام المتزن سيسهم في توفير كل عوامل التفوق. نتيجة مباراة الذهاب لا تعبر عن واقعها، فالنتيجة العادلة هي فوز الهلال بخمسة اهداف مقابل هدفين، لكن سوء طالع لاعبينا وتألق حارس الاتحاد هو من منح النقاط للاتحاد. كنت أتمنى ان تستعين ادارة الهلال باختصاصي نفسي في رحلة الجزائر، وكذلك برجل دين، للاستعانة بهم في تقديم محاضرات للاعبين، لكي تعزز من ثقتهم بأنفسهم وتسهم في تفجير طاقاتهم. شخصية اللاعب السوداني، كما هو معروف عنها مهزوزة، ولا تستقر على حال واحد لفترات طويلة، ولذلك فكلما وجد من ينصحه ويبصره ويحمسه سيكون اداؤه عالياً. بدأ اعلام المريخ يهيئ في جماهير ناديه، بتوقع خروج الفريق من نصف نهائي دوري الابطال امام مازيمبي، وذلك بالطرق على وتر التحكيم الافريقي الظالم. قالوا ان رئيس مازمبي الذي يملك نفوذا واسعا في القارة السمراء نجح في التأثير على حكم مباراة الذهاب في الخرطوم، فكيف سيكون الحال في لوبمباشي؟. عرف اعلام المريخ ظلم الحكام الافارقة عندما تضرر فريقهم منه، واصبح قاب قوسين او ادنى من الخروج، لكنه لم يكشف الطريقة التي وصل بها فريقه لهذه المرحلة. المتابع الذكي والحصيف، سيدرك ان تأهل المريخ لهذه المرحلة، ما كان له ان يتم، ان لم يحظى بدعم غير عادي من بعض الحكام الافارقة. حكام افريقيا المرتشين تخصصوا في إبعاد الهلال عن البطولات الخارجية، منذ بداية مشاركته في المنافسة في منتصف الستينيات، ومع ذلك ظلوا راكزين، لا (ولولة) ولا (لولوة). وداعية : اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته