راي رياضي ابراهيم عوض اللهم استر عوراتنا يحمد لمدرب الهلال التونسي نبيل الكوكي شجاعته واعترافه بتحمل مسؤولية خسارة الفريق امام اتحاد العاصمة الجزائري بهدفين مقابل هدف في ذهاب نصف نهائي دوري الابطال في ملعبه بام درمان. ويحسب لادارة النادي بقيادة اشرف الكاردينال انها لم تتعامل مع الهزيمة بردة فعل غاضبة، أوتصدر قرارات انفعالية،بل بالعكس نرى انها كانت عقلانية في تعاملها مع الحدث، ومنطقية في القرارات التي اتخذتها. اصرار الكاردينال على قيادة البعثة للجزائر بنفسه، من شأنه ان يبث روح الحماس في نفوس اللاعبين ويجعلهم يقاتلون من اجل تحقيق النتيجة التي ترد اعتبارهم وتقودهم الى نهائي اكبر البطولات. اعتراف الكوكي بتحمله المسؤولية ، ينبغي ان يقابله اعترافايضا من الادارة واللاعبين، بالتقصير ، لانه من غير المنطق او المعقول اننوافق جميعنا على تحميل شخص واحد هزيمة فريق، يتكون في كليته من عناصر متعددة. لكننا نعتقد ان تصدي الكاردينال للمهمة، وسفره مع اللاعبين في طائرة واحدة للجزائر، مع عدد من اعضاء مجلس ادارته، فيه اعتراف غير مباشر بالمشاركة في الهزيمة وهو أمر يوضح انهم عازمون على التصحيح. كما ان تصريحات بعض اللاعبين التي اتسمت بالثقة، والوعد بالتعويض في الجزائر ، ثم انتظامهم في التدريبات التي اعقبت مباراة الاحد يؤكد بالفعل انهم جادين في تغيير الصورة التي ظهروا بها في مباراة الخرطوم. المنطق والعقل يقولان ان الخسارة في ملعبك بهدفين مقابل هدف في مرحلة متقدمة من بطولة دوري الابطال، يصعب تعويضهافي الخارج، لكن مع ذلك لا نستبعد ان يفعلها ابناء الهلال ويعودوا من هناك ببطاقة التاهل. كل المطلوب من التونسي نبيل الكوكي ان يستفيد من اخطاء مباراة الذهاب، وعلىلاعبي الهلال ان يؤدواما عليهم داخل الملعب ويتركوا الباقي على الحي الدائم الذي لا يموت، وباذن الله تتحقق النتيجة المرجوة. خبرة الهلال في دوري الابطال ووصوله لهذه المرحلة عدة مرات في السنوات الاخيرة ، قد تعينه في مباراة الجزائر، وربما تقوده الى النهائي، اذا عرف المدرب الكوكي كيف يوظف قدرات لاعبيه بالشكل الامثل، ويبدأ بالتشكيلة المناسبة. من الاخطاء التي لا تغتفر لادارة الهلال ، انها اطلقت يد الكوكي، وجعلته يتصرف في الفريق كما يشاء، دون حسيب او رقيب، وهذا ما ادى الى تراكم العديد من الاخطاء التي كان نتاجها الخسارة من الاتحاد في الخرطوم. لو حرصت الادارة على تفعيل دور اللجنة الفنية التي شكلتها في بداية عهدهابالهلال، لكان بالامكان تجاوز العديد من الاخطاء التي وقع فيها الكوكي كاشراكه لاتير توماس في قلب الدفاع، والاعتماد على طريقة لعب واحدة امام كل الفرق. في كل الاحوال لا بد ان يتم تفعيل دور اللجنة الفنية سواء بقي الكوكي او ذهب، لان المدرب عندما يشعر بان اداءه سيخضع للتقييم من مختصيين، سيجتهد كثيرا لكي يتجنب الوقوع في الاخطاء. آخر الكلام من حسن حظ الهلال ان الفارق الزمني بين مباراتي الذهاب والاياب في نصف النهائيهو اقل من اسبوع، وهذا الامر ربما يساعد اللاعبين على تفريغ غضبهم في شباك الجزائريين. ال 6 ايام التيتفصل بين هزيمة مباراة الخرطوم وموعد نزال الجزائر، ستبقي على جذوة الحماس وارادة رد الاعتبار في نفوس اللاعبين وقد ظهر ذلك في احاديثهم وتصرفاتهم عقب نهاية المباراة. كما ان الدعم الكبير الذي وجده الفريق من الجماهير عقب مباراة الذهاب وعند المغادرة، وكذلك من ادارة النادي والاعلام المتزن سيسهم في توفير كل عوامل التفوق. نتيجة مباراة الذهاب لا تعبر عن واقعها، فالنتيجة العادلة هي فوز الهلال بخمسة اهداف مقابل هدفين، لكن سوء طالع لاعبينا وتالق حارس الاتحاد هو من منح النقاط للاتحاد. كنت اتمنى ان تستعين ادارة الهلال باختصاصي نفسي في رحلة الجزائر، وكذلك برجل دين، للاستعانة بهم في تقديم محاضراتللاعبين، لكي تعزز من ثقتهم بانفسهم وتسهم في تفجير طاقاتهم. شخصية اللاعب السوداني، كما هو معروف عنها مهزوزة، ولا تسقر على حال واحد،لفترات طويلة، ولذلك فكلما وجد من ينصحه ويبصره ويحمسه سيكون اداؤه عاليا. بدأ اعلام المريخ يهيئ في جماهير ناديه، بتوقعخروج الفريق من نصف نهائي دوري الابطال امام مازمبي، وذلك بالطرق على وتر التحكيم الافريقي الظالم. قالوا ان رئيس مازمبي الذي يملك نفوذا واسعا في القارة السمراء نجح في التاثير على حكم مباراة الذهاب في الخرطوم، فكيف سيكون الحال في لوبمباشي؟. عرف اعلام المريخ ظلم الحكام الافارقة عندما تضرر فريقهم منه، واصبح قاب قوسين او ادنى من الخروج، لكنه لم يكشف الطريقة التي وصل بها فريقه لهذه المرحلة. المتابع الذكي والحصيف، سيدرك ان تاهل المريخ لهذه المرحلة، ما كان له ان يتم، ان لم يحظى بدعم غير عادي من بعض الحكامالافارقة. حكام افريقياالمرتشين تخصصوا في ابعاد الهلال عن البطولات الخارجية، منذ بداية مشاركته في المنافسة في منتصف الستينات، ومع ذلك ظلوا راكزين، لا (ولولة) ولا (لولوة). وداعية : اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا. [email protected]