أزمة الهجوم تطل مع البدايات الأولى وتضع البلجيكي في نفس مأزق الفرنسي لوك ايمال يجتمع بالمهاجمين من أول وهلة وينتقد الفرص المهدرة أمام فريق أديس وليد الطاهر مثّلت ظاهرة ضياع الفرص السهلة أمام المرمى إزعاجاً دائماً للفرنسي غارزيتو منذ لحظة تسلمه تدريب الفريق وحتى رحيله بعد أن ظل يتحدث بصورة متواصلة عن معاناته الكبيرة لعدم توافر المهاجم الهداف الذي يستطيع أن يحول كل الفرص المتاحة إلى أهداف برغم أن غارزيتو كان في دائرة الاتهام بأنه من تسبّب في تلك الأزمة بسبب الحرب التي أدارها ضد تراوري وأجبرته على الرحيل عن الفرقة الحمراء غير أن غارزيتو رحل وسعى المجلس لعودة تراوري ومازال اللاعب يعد المجلس دون أن يصل ليحرر تراوري بذلك شهادة براءة لغارزيتو ويؤكد تسيبه ويضع البلجيكي لوك ايمال أمام خيارات البحث عن بدائل تستطيع حل تلك الأزمة. لعبت أزمة التهديف دوراً بارزاً في حرمان الفرنسي غارزيتو من تتويج مشواره الرائع مع الفرقة الحمراء بالظفر بلقب دوري الأبطال لأن الفرص التي أهدرها المريخ في مشواره الأفريقي لو وجدت المهاجم القناص الذي يستطيع ترجمتها إلى أهداف لما واجهت الاحمر أي صعوبة تذكر في الظفر باللقب الأفريقي ولم يوسّع غارزيتو دائرة خياراته لأن غالبية العناصر كان على عداء سافر معها فأبعد عنكبة بالإعارة وفريقه يعاني من نقص عددي في المقدمة الهجومية وأسقط أوكراه من حساباته واللاعب يحمل بموهبته الفذة الحل السحري لأزمة التهديف وبالتالي حرم غارزيتو نفسه من تحقيق نجاحات كبيرة مع المريخ ودار في حلقة من الخيارات المحدودة جداً مثل بكري المدينة وديديه وعبده جابر فكان من الطبيعي الا ينجح في حل أزمة التهديف لأن ديديه في الأصل لاعلاقة له بالمقدمة الهجومية وهو صانع لعب فرضت عليه ظروف النقص التي يمر بها المريخ في مقدمته الهجومية أن يأخذ موقعه في خط الهجوم وكذلك عبده جابر لاعب جيد لكنه لا تتوافر لديه خبرات طويلة للتعامل مع المباريات الأفريقية لذلك كان يسهم في حل الأزمة في مباريات الممتاز دون أن يتجه غارزيتو لإشراكه في المباريات الأفريقية الا لدقائق معدودات. المشكلة تواجه البلجيكي مبكراً من أول تجربة إعدادية خاضها المريخ بعد تولي البلجيكي لوك ايمال مهام تدريبه ظهرت أزمة التهديف بصورة أسوأ بعد أن تبارى بكري المدينة وعبده جابر وعنكبة واوكراه في إهدار العديد من الفرص السهلة أمام المرمى الأمر الذي جعل الجهاز الفني يعقد اجتماع مواجهة مع جميع العناصر التي تشارك في المقدمة الهجومية للحديث معهم عن الأسباب التي تجعل خط الهجوم يفشل في الاستفادة من الفرص المتاحة وترجمتها إلى أهداف ولخّص ايمال المشكلة في عدم التمركز الجيد من قبل المهاجمين لحظة صناعة الفرصة الأمر الذي يؤدي لإهدار العديد من الفرص السانحة لهز الشباك وقدم ايمال شرحاً عملياً للاعبين حول كيفية التقدم إلى منطقة جزاء الفريق المنافس لحظة الاستحواذ على الكرة واختيار المكان المناسب للتمركز ومن ثم التعامل مع الكرة لحظة التسديد بالرأس أو القدمين بدقة متناهية لأن الفرص في المباريات الكبيرة دائماً ما تكون فرص نادرة جداً ومالم يكن خط الهجوم في كامل تركيزه يمكن أن يهدر جهد المجموعة وأن يتسبب في خروج الفريق صفر اليدين وقام البلجيكي بمعالجات سريعة لحل أزمة التهديف على أمل أن تثمر عن انفراج ولو نسبي في المباراة المقبلة التي تنتظر المريخ أمام سانت جورج الأحد المقبل. خيارات وافرة أمام البلجيكي على غير غارزيتو نجد أن فرص البلجيكي لوك ايمال في وضع نهاية سريعة لأزمة التهديف في الفرقة الحمراء تبدو واردة بنسبة كبيرة، فقد اعتمد غارزيتو بصورة واضحة على بكري المدينة في صناعة الأهداف وتسجيلها في الوقت ذاته بالاستفادة من سرعته الفائقة وتحركاته التي لا تهدأ في ضرب الكرة خلف المدافعين لينطلق بسرعة ويودعها الشباك أو يصنع منها للزميل وبهذه الطريقة سجل المريخ غالبية أهدافه الأفريقية لكن الفرص التي يهدرها بكري المدينة تساوي أكثر من ضعف التي يسجل منها لذلك لا يعتبر بكري خياراً مثالياً في اللمسة الأخيرة لأنه يعتمد على تحركاته المزعجة وعلى أنه يصل كثيراً لمرمى المنافسين ولذلك يحتاج لأن يكون إلى جواره مهاجم هداف يستفيد من أي فرصة سانحة لترجمتها إلى هدف وهي المشكلة التي ستفرض على البلجيكي لوك ايمال أن يعمل بجدية حتى يقدم النصف الثاني لبكري المدينة، وسيكون من ضمن الخيارات المتاحة أمام المدرب البلجيكي المهاجم محمد عبد المنعم عنكبة وهو ايضاً لاعب سريع وقوي ومطارد ويصل سريعاً إلى مرمى المنافسين لكنه مثل بكري يحتاج لأكثر من فرصة حتى يسجل وبارع في تجهيز الأهداف وإتاحة الفرصة للزميل ليسجل أكثر من براعته في تسجيل الأهداف وبالتالي يعتقد الكثيرون أن عنكبة لا يصلح الا لأن يكون البديل المناسب لبكري المدينة لأنه يحمل الكثير من مواصفاته في وقتٍ تحتاج فيه المقدمة الهجومية لمن يستفيد من أصحاب التحركات المزعجة في ترجمة كل الفرص المتاحة إلى أهداف. عبده جابر خيار جيد ولكن حتى الآن الخيار الأفضل على الإطلاق في جانب ترجمة كل الفرص المتاحة إلى أهداف يتوافر في اللاعب عبده جابر لأنه يؤدي ببرود واضح داخل منطقة الجزاء ومن النادر جداً أن يهدر الفرص التي يحصل عليها وبرغم أن اللاعب لم يجد فرصة المشاركة المنتظمة مع الأحمر في دوري الأبطال لكنه حال منحه الجهاز الفني الثقة ووجد فرصة الظهور في المباريات الأفريقية ربما استطاع أن يقدم نفسه كأحد الحلول الممتازة التي يمكن أن يعتمد عليها الجهاز الفني في حل أزمة التهديف برغم أن عبده جابر الذي سجل كثيراً في الدوري الممتاز لم يستطع أن يستفيد من الفرص التي سنحت له للمشاركة في المباريات الأفريقية في تسجيل الأهداف. أوكراه الحل الأمثل من بين جميع الخيارات يكاد الغاني أوكراه أن يكون الخيار الأفضل في جانب ترجمة كل الفرص المتاحة إلى أهداف وبالتالي ربما اتجه لوك ايمال لإشراك أوكراه في المقدمة إلى جوار بكري المدينة لأن الساحر الغاني دقيق في إصابة الهدف ومن النادر جداً أن يهدر الفرص التي يحصل عليها داخل منطقة الجزاء ولا تنقص أوكراه القدرات التي تجعله لا يسجل أفريقياً بدليل أن اللاعب وعلى قلة الفرص التي سنحت له مع المريخ في العام الماضي استطاع أن يسجل هدفاً جميلاً في شباك وفاق سطيف وقدم أوكراه نفسه في المباريات المحلية كهداف من طراز فريد يعرف كيف يستفيد من كل فرصة سانحة بترجمتها إلى هدف برغم أن قصر قامة اللاعب من شأنه أن يحرمه من تسجيل الأهداف بالرأس لكن على الأقل كل الفرص التي سيجدها اللاعب داخل منطقة الجزاء أو التي سيصنعها لنفسه بالحل الفردي يستطيع أن يستفيد منها.