* انقضت الدوريات الأوروبية في غالبية الدول أمس الأول (الأحد 15/05/2016) وانتظم روليتها النهائي عقب موسم طويل وشاق حفل بالعديد من التناقضات واحتوى على الكثير من المفاجآت التي لم تكن في الحسبان ولم تخطر على بال محللي وخبراء كرة القدم. * قوة وإثارة التنافس في الدوريات الأوروبية يحكمهما (الروليت النهائي) ومعرفة عدد الفرق التي كانت تقاتل لأجل اللقب حتى الرمق الأخير بعيداً عن التتويج المسبق قبل ختام عدد من الجولات النهائية. * هذه الميزة كانت تميّز الدوريات الأوروبية وخصوصا (الإنجليزي– الألماني– الإيطالي– الإسباني). * ولكن خلال المواسم الأخيرة بات التغريد على القمة مقتصراً على فرق بعينها مع ظهور بعض الإشراقات المحدودة إضافة لسطوة (الرأسمالية) أو الأندية الثرية التي حققت ما عجزت عن تحقيقه لعقود كالسيتي وتشيلسي وباريس سان جيرمان الفرنسي. * في إسبانيا وخلال المواسم الأخيرة إقتصر التنافس على كل من (برشلونة) صاحب الهيمنة المطلقة خلال المواسم العشرة الأخيرة مع بعض المزاحمة من قبل (ريال مدريد) وبيضة ديك كل (عشر سنوات) من قبل اتليتكو مدريد. * فما قبل 2006 كان الزحام على لقب الليغا الإسبانية يشمل كل من (فالنسيا – ديبورتيفو لاكورونا – وريال مايوركا وسرقسطة أحياناً). * أما الآن فالتنافس المحتدم أضحى بين البارسا والريال فقط مع مزاحمة متباينة من قبل اتليتكو مدريد كما أسلفنا. * أبناء الكتلان احتفلوا باللقب على ملعب غرناطة بينما لم يشفع فوز الريال على ديبور تيفو لاكورنا في اعتلاء قمة الليغا ليواصل البارسا تفوقه في الدوري خلال السنوات الأخيرة. * في إيطاليا توج (يوفنتوس) بلقب الكالشيو للموسم (الخامس على التوالي) ومن المفارقات الغريبة إن منافسي اليوفي على اللقب خلال السنوات التي توج فيها كانوا على التوالي (ميلان– نابولي– روما– نابولي). * وبإستثناء (ميلان) بطل 2010/2011 ووصيف اليوفي في 2011/2012 بفارق (4 نقاط فقط وقتها) لم يكن الفارق النقطي بين الأندية المنافسة وبطل الكالشيو مقبولاً وجاذباً للدوري الإيطالي مما خصم الكثير من رصيده بل كان شاسعاً. * فميلان اكتفى بالوصافة خلف اليوفي قبل (أربعة مواسم) ومن ثم سجل غياباً عن ساحة التنافس وشاركه في الإنقطاع أندية ذات وزن وثقل كانت تشعل الدوري الإيطالي وتضعه في مصاف أقوى الدوريات الأوروبية كإنتر ميلان ولاتسيو وميلان وكييفو فيرونا وبارما الذي غادر بعد إفلاسه لتصبح السيدة العجوز هى من تقود وتتحكم في قاطرة الكالشيو وربما امتد الأمر لسنوات أخرى. * في ألمانيا لم يجد البايرن من يردعه (لأربعة مواسم على التوالي) في ظل غياب تام للمنافسة ويكفي أن أكثر الفرق التي نافست البايرن على المركز الأول (خلال أربعة مواسم ماضية) أنهت الدوري وهى تبتعد بفارق (10 نقاط) عنه. * شالكه وفيردر بريمن وهامبورج وباير ليفركوزن كانت تمنح البوندسليغا نكهة خاصة من الإثارة وخلال السنوات الأخيرة اقتصر الأمر على (بروسيا دورتموند) لمنافسة البايرن وبيضة ديك أخرى في (الوصافة) وهو فريق (فولفسبورج). * المتابع للدوري الإنجليزي سيكون على علم تام بأن المراكز الخمسة الأولى لن تخرج من إطار (مانشستر يونايتد– أرسنال– تشيلسي– ليفربول) وأحياناً (توتنهام– ايفرتون) وفي المواسم الأخيرة (مانشستر سيتي). * ولكن ما حدث خلال الموسم الحالي كان عكس توقعات الجميع بعد أن خلت المراكز الأربعة الأولى من (مانشستر يونايتد– تشيلسي– ليفربول) في وضعية تبدو أنها تتجه للإنقلاب وتبادل الأدوار بالبريمر ليج. * فليستر سيتي المتوج باللقب لم يستغل ضعف وتراجع مردود (الكبار) كما يقول البعض لأنه وصل لسقف ال (81) نقطة وهو السقف الذي توجت به غالبية الأندية السابقة ويكفي دليلاً على أن البريمر ليج شهد انقلاباً خلال الموسم الحالي بعد أن خلت قائمة الهدافين من أي لاعب من أندية (المانيو– الأرسنال– الليفر– البلوز). * حيث اقتصرت قائمة الهدافين منذ الترتيب الأول وحتى السابع على لاعبي (ليستر– مان سيتي– توتنهام– سندرلاند– واتفورد) وبالتأكيد فإن السيتي لا يعتبر من الكبار وإن إلى حين !! * ولكن هل ستواصل أندية ليستر سيتي وتوتنهام ثورتها في ظل الغربلة الفنية التي شهدتها أندية تشيلسي (الإيطالي كونتي)، ليفربول (الألماني كلوب)، مانشستر سيتي (الإسباني جوارديولا)، مانشستر يونايتد ربما (مورينهو)؟. * في ايطاليا سحب الأرجنتيني هيجواين الأنظار من تتويج اليوفي بعد أن أحرز هدفه رقم (36) بالكالشيو محطماً الرقم القياسي الذي كان مسجلاً بإسم لاعب ميلان (نوردال) السابق في موسم 1949 – 1950 برصيد (35) هدف. * أما فرنسا أقل الدوريات متابعة فمازالت أموال الخليفي مالك باريس سان جيرمان الفرنسي تؤدي دورها بإمتياز بعد أن كسر رفاق ابراهيموفيتش هيمنة ليون السابقة وباتوا بلا منافس لأربعة مواسم على التوالي. * حاجة أخيرة كده:: انقضت الدوريات وتبقت نهائيات الكؤوس التي لا تخلو من الإثارة.