* وصلتني أمس العديد من الرسائل وعلى رأسها رسالة من الهرم المريخي الفريق منصور عبدالرحيم الذي رأى إن ما كتبناه أمس فيه قسوة على فريق المريخ، وقال المطلوب من الإعلام النقد بتوازن حيث يمكن التبصير بالعيوب وفي نفس الوقت رفع الروح المعنوية ودعم اللاعبين بالثقة. * ما قاله الأخ منصور صحيح، ولكنني تعودت على إبراز الجوانب السلبية لتتم معالجتها لأنني ومن خلال متابعتي لفريق المريخ منذ أن كنت يافعاً قبل أربعة عقود، عرفت التركيبة النفسية للاعبين السودانيين الذين إذا أشدت بهم ومدحتهم يستهينون بخصومهم.. وكثيراً ما تعرض الإعلام المريخي في السنوات الأخيرة لهجوم عنيف من الجمهور عقب الهزائم، حيث يتهم الجمهور الإعلام المريخي بالمدح الزائد للاعبين الذي يحولهم إلى طواويس فيستهترون وتأتي الهزائم الموجعة. * وعموماً أنا أكتب في عمود وحيد يمكن النظر من خلاله للسلبيات والعيوب، كما أنني أتخذ خط التحذير كي نحترم خصومنا ولا نستهين بهم، بينما هناك عشرات الأعمدة الحمراء تعمل على رفع المعنويات، وأمس كانت كل خطوط الصحف المريخية داعمة معنوياً لفريق المريخ ولاعبيه. * الكثيرون اعتبروا نتيجة المريخ أمام ليوبار في دواليزي جيدة ويمكن تعويضها في أمدرمان يوم السبت والتأهل للنهائي، لكن الذين يعرفون وحوش نياري، الحصان الأسود للكونفدرالية هذا العام، يؤكدون إن المريخ بات أمام خطر حقيقي بعد خسارته في الذهاب. * قلنا إن هذا الفريق يتميز بجراءة كبيرة ولم يخرج من أي مباراة خارج أرضه دون يهز شباك خصمه..كما أنه سيأتي بعدة فرص تمتد من الفوز إلى التعادل وحتى الخسارة بفارق هدف إذا أحرز هدفين وكذلك فرصة الحسم بركلات الترجيح إذا خسر 1/2 * وقد أحرز هذا الفريق 9 أهداف خلال 7 مباريات خاضها خارج أرضه حيث سجل أهدافه التسعة في 6 مباريات، ومباراة واحدة فقط لم يسجل فيها خارج أرضه هي مباراة المغرب الفاسي حامل اللقب ومع ذلك أقصى المغرب الفاسي في دور الترضية وتأهل للمجموعات. * في الدور التمهيدي سجل ليوبار هدفين في مرمى موكاف بأفريقيا الوسطى.. وفي دور ال32 سجل هدفين نظيفين في مرمى الصفاقسي بتونس عوض بهما خسارته في دواليزي 1/2 وفي دور ال16 سجل هدفين في مرمى هارتلاند بنيجيريا.. وفي مرحلة المجموعات سجل هدفاً في كل من المباريات الثلاث التي لعبها خارج أرضه أمام الوداد والملعب وجوليبا.. * ويلاحظ إن ليوبار حقق التعادل خارج ملعبه ثلاث مرات بينما حقق الفوز خارج ملعبه مرة واحدة أمام الصفاقسي في تونس وخسر ثلاث مباريات خارج ملعبه أمام هارتلاند والمغرب الفاسي والوداد ولكن هذه الخسائر لم تحرمه من الوصول لنصف النهائي.. * لاحظوا نتيجته السلبية على أرضه بالخسارة أمام الصفاقسي في دواليزي 1/2 والتي عوضها بقهر الصفاقسي في تونس بهدفين نظيفين مما يؤكد إنه الحصان الأسود بحق وحقيقة، فهل بعد هذا سيطمئن أهل المريخ رغم خسارتهم ذهاباً 1/2 وهل خبرة المريخ أفضل من خبرة الصفاقسي التونسي الذي فشل على أرضه في المحافظة على الفوز الذي حققه في دواليزي؟! * كما أن ليوبار يمكن أن يواصل هوايته بتحقيق التعادل خارج ملعبه، فيفعلها أمام المريخ مثلما فعلها أمام الملعب وجوليبا في مالي.. * واضح إن ليوبار يؤمن الدفاع ويقفل منطقته في مباريات الإياب ثم يهز شباك خصومه عبر الهجمات المرتدة.. والتي يجيدها الفريق.. وليكن في خاطر الجميع عندما تقدم لاعبو المريخ في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع فقاد ليوبار هجمة مرتدة في وجود عدد قليل من لاعبي المريخ في منطقتهم، وكاد أن يحرز الهدف الثالث في مرمى الحضري بتلك التسديدة الأرضية المخيفة من الجانب الأيمن والتي مرت للآوت جوار القائم البعيد بعد أن أوقفت قلوب المريخاب.. * تلك الفرصة التي ضاعت من ليوبار وسط الدهشة والذهول في الدقيقة 94 يمكن إعتبارها نموذجاً أو بروفة للهجمات المرتدة التي سيقودها ليوبار على جبهة المريخ في أمدرمان فأفتح عيونك للآخر يا ريكاردو، وربنا يستر. * وعلى ريكاردو أن يتوقع مشاركة أخطر مهاجمي ليوبار في مباراة السبت القادم، المحترف الكنغولي الديمقراطي (ايريك نييمبا توبوكو) الذي لم يشارك في مباراة دواليزي أمس الأول بسبب الإيقاف، ويتميز هذا اللاعب بالقوة والسرعة وإجادة الخطفات الرأسية من العكسيات وينبغي أن يعمل له دفاع المريخ ألف حساب وحساب بالتغطية اللصيقة خاصة عند تنفيذ الركنيات والركلات الحرة الجانبية، وكذلك زميله هداف الفريق (رودي ندي) صاحب الهدفين في مرمى المغرب الفاسي بدواليزي وصاحب هدف التعادل في مرمى جوليبا ببامكو.. * وهناك أيضاً لاعبان أساسييان لم يشاركا أمس الأول وقد يفاجئ بهما مدرب ليوبار المريخ في أمدرمان وهما لاعبا الوسط (لوسيني كامارا) و(تسيبا موكاسا).. * مباراة الإياب مع ليوبار يوم السبت تحتاج لجهد كبير من قبل الجهاز الفني، كما أنها تعتبر مسئولية اللاعبين ليسكبوا خلالها عصارة جهدهم وكل نقطة عرق ودم ويخوضونها بحماس زائد وروح قتالية يتطاير منها الشرر.. * يجب أن يمارس المريخ ضغطاً شديداً على الخصم، والمطلوب من لاعبي المقدمة التركيز الشديد في ختام الهجمات مع التعاون بين اللاعبين ونبذ الأنانية تماماً.. وعدم إهدار أي فرصة بالتهديف الطائش من أوضاع صعبة حتى لا يتكرر مشهد اتراكو الرواندي في نهائي سيكافا 2009م باستاد المريخ. * وفي نفس الوقت المطلوب من الجهاز الفني الحذر الدفاعي الشديد لأن وحوش نياري كما قلنا بارعون في قيادة الهجمات المرتدة واستثمارها، وبهذه الهجمات المرتدة إغتالوا فرقاً كبيرة منها فرق بطولات معروفة. * كما تتطلب المباراة وقفة جماهيرية شرسة لم يسبق لها مثيل إلا في مباراة الإياب مع قورماهيا الكيني في نصف نهائي كأس الكؤوس عام 1989م.. عندما ملأت روابط المريخ كل أرجاء الاستاد بالطبول والنحاس، واهتزت أرجاء الاستاد بالتشجيع الرهيب، فتحول لاعبو المريخ إلى أسود التهموا العملاق الكيني الشرس الذي كان يعيش أحلى مواسمه. * وعلى ريكاردو أن يدرب جميع لاعبيه حتى حراس المرمى على ركلات الترجيح كثيراً بتدريبات يومية فكل النتائج واردة، فقد يتقدم المريخ بهدفين ويعمل على المحافظة عليهما ليباغت بهجمة سريعة تصيب المرمى في الزمن القاتل مثلما فعل فريق (سان الوا لوبوبو) الكنغولي مع المريخ وأطاحه من دور الترضية للكونفدرالية في العام 2006م. * ويجب إعادة بلة جابر وأكرم فوراً وإعدادهما للقاء السبت فالفريق يحتاج لتواجد كل لاعبيه في هذه المرحلة المهمة والحساسة.. وقد يكون وجود بلة مهماً فالعكسيات هي خير سلاح ضد الفرق التي تلعب بكثافة دفاعية، ولكن في حال إشراك بلة يجب عمل حساب كبير لانطلاقات لاعب الطرف الأيسر رقم 6 (أبوضفيرة). * روح قتالية شرسة وضغط شديد على الخصم مع مؤازرة جماهيرية تهز الجبال يمكن أن يقود للفوز والتأهل.. وقبل كل هذا يجب احترام الخصم وعمل ألف حساب وحساب له.. والله الموفق.