* أعتقد أن العديد من أنصار العملاقين سيفاجئون بأن اليوم الأربعاء الموافق 28 نوفمبر سيشهد لقاءً للقمة الكروية في نهائي منافسة كأس السودان. * ساد الإحباط صفوف محبي الناديين بسبب السقوط المحزن للفريقين في نصف نهائي الكونفدرالية، وأتى الحزن متناسباً مع حجم الآمال التي كانت معقودة على الفريقين في البطولة القارية. * كل المباريات التي تلت سقوط القمة في البطولة الإفريقية شهدت حضوراًَ جماهيرياً متواضعاً إلى درجة أن أحد لقاءات المريخ حقق دخلاً بلغ سبعة آلاف جنيه فقط لا غير! * والحديث نفسه ينطبق على دخول مباريات الهلال، كما أن فئة مقدرة من جماهير النادي الأزرق ظلت تدخل الإستادات لا لتشجع الفريق، بل لتهتف بسقوط المجلس ورحيل البرير! * في المريخ الإحباط مسيطر، والحنق على المدرب وبعض اللاعبين متصاعد. * وفي الهلال الغضب متمدد، والوضع متفجر إلى درجة أجبرت مجلس إدارة النادي على الاستعانة بالشرطة لحراسة تدريبات الفريق الإعدادية للقاء اليوم! * علاوةً على ذلك فقدت بطولة الكأس شيئاً غير قليل من أهميتها بسبب تعامل الاتحاد معها بطريقة غير راشدة، بكثرة التأجيلات والتعديلات، وإهمالها المستمر لها! * لم تحظ مباريات نصف النهائي بالبث التلفزيوني! * وحدثت فيها نتائج مخزية، لا تليق بالمرحلة المتقدمة التي لعبت فيها. * هزم الهلال أهلي مدني بخماسية نظيفة! * وسحق المريخ نيل الحصاحيصا بسبعة أهداف للا شيء! * لكل ذلك افتقدت مباراة اليوم الكثير من أهميتها وقوة جذبها للجماهير، وستأتي باردة على غير العادة، ونتوقع ألا تشهد الإقبال الجماهيري المعتاد لمباريات العملاقين. * ورغم ذلك كله فإن المباراة لن تفتقد كامل أهميتها. * يرغب لاعبو المريخ ومدربهم في إنقاذ موسمهم بإحراز بطولة الكأس كي لا يخرجوا صفر الأيادي! * وسيسعى لاعبو الهلال لتعزيز لقب الدوري ببطولة الكأس كي يحققوا الثنائية ويخففوا درجة الإحباط التي تفشت وسط أنصارهم عقب خسارتهم أمام جوليبا المالي في الكونفدرالية. * لذلك نقول إن مباراة اليوم تعني اللاعبين أكثر مما تعني محبيهم، لأن بعضهم سيسعى إلى تأكيد جدارته بالاستمرار مع الفريق، علماً أن لقاء نهائي الكأس كثيراً ما يتسبب في شطب المخفقين. * هناك حسابات أخرى تخص إدارتي الناديين. * سيسعى مجلس المريخ إلى حض اللاعبين على الفوز بالبطولة كي لا ينهي مسيرته بمحصلة صفرية من بطولات الموسم الحالي. * وسيجتهد مجلس الهلال لحث اللاعبين على الظفر باللقب كي لا تزداد النقمة الجماهيرية عليه. * بالنسبة لريكو محصلة الفوز باللقب تتساوى مع محصلة الخسارة، لأنه راحل في الحالتين! * لكنه وبكل تأكيد يتمنى أن يرحل وهو منتصر على الهلال للمرة الثانية وفائز بأحد الألقاب ليرد به على من اتهموه بالفشل. * أما غارزيتو فيعلم جيداً أن تكرار الخسارة أمام المريخ سيحول النادي إلى جحيم لا يطاق بالنسبة إليه، وسيرفع معدل الغضب الجماهيري عليه، لا سيما بين أنصار قائد الفريق الذين يعتبرون غارزيتو مخلب قط استخدمته الإدارة في حربها الشرسة مع البرنس. * لذلك سيعمل على تحفيز لاعبيه للفوز بكل ما أوتي من قوة وخبرة، ليهدئ وتيرة الانتقادات المتصاعدة له، ويخفف غضبة الجماهير التي ساقته إلى مخافر الشرطة ببلاغات متعددة سعياً إلى الانتقام من حربه المعلنة على النجم الجماهيري الأول في النادي الكبير. * لأول مرة في تاريخ المريخ جاهر بعض محبي النادي برغبتهم في أن يخسر فريقهم لقاءً يجمعه مع الهلال، لأن الفئة المذكورة تخشى أن يتسبب فوز فريقها في استمرار بعض العناصر التي فقدت القدرة على العطاء! * والحديث نفسه ينطبق على فئة غير قليلة من أنصار الهلال، ترى أن هزيمة فريقها أمام المريخ وخسارة لقب الكأس ستعجل بالتغيير على الصعيد الإداري، وستسهل مهمة إبعاد مجلس البرير. * لذلك كله أطلقنا على مباراة اليوم لقب (قمة التناقض)! * مريخاب يتمنون خسارة المريخ أمام الهلال! * وهلالاب ينتظرون هزيمة فريقهم أمام المريخ! * فلمن تنحاز (قمة التناقض) يا ترى؟ * الشيء المؤكد أن الفائز لن يفرط في الفرح. * كما أن الخاسر لن ينغمس في دوامة الحزن المعتادة. * تعلقت همة محبي القمة بالكونفدرالية، وعندما أخفق الفريقان في الفوز بلقبها حدث الإحباط، وفقدت البطولات المحلية قوة جذبها للجمهور. آخر الحقائق * بحمد الله وتوفيقه حظيت الندوة الجامعة التي نظمتها الصدى بالتعاون مع الاتحاد الوطني لشباب ولاية الخرطوم بنجاح باهر، وحضور نوعي متميز. * حرص رئيس الاتحاد العام على الحضور وتحدث بإسهاب على ارغم من كثرة مشغولياته، ونفى عن اتحاده تهمة التقصير، وأعلن رضاءه التام عن محصلة أنديته ومنتخباته في البطولات الخارجية. * قال معتصم إن السودان صنف ضمن أفضل 15 منتخب إفريقي في تصفيات الأمم الأخيرة، ودخل قائمة أفضل 12 اتحاد في تصنيف الكاف فنال فرصة المشاركة بأربعة فرق في دوري الأبطال والكونفدرالية. * وذكر أن موسم 2012 شهد وصول ثلاثة فرق إلى دور المجموعات في الكونفدرالية، وصعود فريقين إلى نصف النهائي، ونوه بما حققه أهلي شندي، وامتدح الخرطوم الوطني الذي قهر الإسماعيلي بالثلاثة. * تحدث سكرتير المريخ عصام الحاج بصراحته المعهودة وشدد على نفس ما نادى به قبل أيام من الآن. * انتقد التجنيس، واتهم اللاعبين الوطنيين بعدم القدرة على استيعاب توجيهات المدربين الأجانب، ودعا الدولة إلى دعم الرياضة. * تحدث الدكتور نجم الدين المرضي مدير إدارة الرياضة بالوزارة الاتحادية بحماس شديد، وأثار حديثه حفيظة الأستاذ عبد العزيز شروني مساعد سكرتير الاتحاد العام فرد عليه بحدة. * وأعقبه المدرب محمد عثمان الكوكي المدير الفني لأهلي شندي الذي شدد على ضرورة الاهتمام بإنشاء مراكز تكوين الصغار في أندية الممتاز، وطالب الدولة الاهتمام بإنشاء الملاعب، كما اقترح تعديل خريطة الموسم عبر برمجة استثنائية لدوري 2013 لينظم بطريقة المجموعتين. * تحدث شروني ممثلاً للاتحاد وهاشم ملاح وأحمد آدم ممثلين للهلال. * قال ملاح إن الدولة تلاحق أندية الممتاز وتأخذ المليارات عبر الضرائب المفروضة على دخول المباريات. * حظيت الندوة بحضور نوعي من المدربين، حيث شهدها وتحدث فيها شوقي عبد العزيز ونقد ومحمد الطيب وعبد المجيد جعفر. * ومن بين الإعلاميين تحدث الزملاء كمال حامد وخالد عز الدين وخالد ماسا. * ومن إداريي الممتاز تحدث عز الدين الحاج سكرتير نادي الخرطوم الوطني. * وتحدث الفريق منصور عبد الرحيم سكرتير المريخ الأسبق فطالب كل الإداريين المولودين في عقدي الخمسينات والأربعينيات بإخلاء الساحة للشباب. * وتطرق الدكتور أحمد دولة بمداخلته القيمة إلى اقتصاديات الرياضة، فأوجز وأفاد. * وتحدث الأستاذ أبو بكر مصطفى ممثلاً لوكلاء اللاعبين، فاتهم الصحافة بعرقلة احتراف اللاعبين السودانيين خارجياً، وأثار حديثه حفيظة العديد من الزملاء. * وجاءت الخاتمة من الدكتور معتصم جعفر الذي دافع عن الكرة السودانية دفاع المستميت. * عشرات المداخلات القيمة، أثرت النقاش، وفتحت آفاقاً جديدة للتفاكر حول الكيفية التي يمكن أن يتم بها تطوير الكرة السودانية. * حددنا زمن الندوة بساعتين وحرصنا على أن تبدأ في وقتها بدقة، وقد كان. * لكن كثرة المداخلات وقيمتها اضطرتنا إلى مد الزمن ساعة كاملة. * التحية للشاب الطموح المثقف الطموح حافظ إبراهيم رئيس الاتحاد الوطني لشباب ولاية الخرطوم على جهده المتميز في التحضير للندوة الجامعة. * بحول الله تتواصل شراكة الصدى معهم سعياً إلى تنظيم ورشة عمل حول كيفية تطوير الكرة السودانية. * نهنئ أسرة مريخ شندي بصعود الفريق إلى الدرجة الأولى. * والتهنئة تمتد إلى مريخ مدني ومريخ المناقل. * رغم كل شيء نتوقع من أنصار الزعيم أن يتدافعوا لمساندة فريقهم في لقاء اليوم. * آخر خبر: قمة الإحباط.. وقمة التناقض!