قضية الكابتن هيثم مصطفى تعدت الأرقام القياسية في العالم فقد فجر قضية بحساب النتائج ربح فيها حقوقه المادية على الهلال منذ عهد الأخ مالك جعفر وحصد في نفس الوقت مالاً لم يفصح عنه من خزينة المريخ وإن كانت من جيوب الأفراد أو الدولة وبعد أن خسر جزءاً من محبيه من جمهور الهلال الذي انقسم حول موقفه الا أنه عوض الجزء المفقود من جمهوره بالهلال بنصف جديد من جمهور المريخ بعد أن انضم اليه ليصبح لأول مرة في تاريخ الكرة السودانية بجمهور نصفه أزرق اللون ونصفه الخلفي أحمر اللون بينما ترك الهلال منقسماً إدارياً وجماهيرياً، كما ألحق المريخ بالهلال عندما قسمه أيضاً لنصفين جماهيرياً وإدارياً بعد أن انضم اليه. ولم تقف الانقسامات التي نجح في فرضها على أكبر ناديين في السودان فإن الأمر لم يقف عند هذا الحد فقد أقحمت قضيته لجنة التحكيم الولائية وهو يتركها خلفة مكشوفة الظهر قبيحة المظهر بعد أن أصبح لاعباً شرعياً وقانونياً في صفوف المريخ رغم قرار التحكيمية عديم الأثر بأنه لا يزال لاعب الهلال لأن شطبه باطل كما جاء في قرارها غير القابل للتنفيذ وها هي تواجه ورطة جديدة بسبب هيثم حول شرعية مجلس المريخ ولم يتبقَ للجنة التحكيم إلا أن تنصب صيوان العزاء لتلقي (الفاتحة) في رحيل طيبة الذكر لجنة التحكيم التي لا أعرف لها مخرجاً مما تورطت فيه. قضية هيثم خلفت وراءها مجلس إدارة الهلال غارق في الصراع والجدل عن شرعيته منقسماً حول نفسه في وقت كان يتعين عليه توحيد جهود كل رجالاته من أجل دعمه في التسجيلات وهو مقبل على مشاركات خارجية مهمة ثم ليلحق به المريخ ويتفجر فيه نفس الصراع حول الشرعية وما أدراك ما الشرعية ولتتصاعد الاستقالات بالجملة فيه كما كانت في الهلال. أما ثالثة الأثافي فإن أجهزة الدولة التنفيذية هي الأخرى لم تسلم من تداعيات قضية هيثم بعد تباين مواقفها والتي فشل تدخلها لتستحق هي الأخرى نصب صيوان العزاء بعد أن هزمتها قضية هيثم. التي ما كان لها أن تحشر أنفها فيها ويا لها من مفارقة.. كل هذا من أجل كرة القدم والتي لا نشهد لها وجوداً في الملعب سواء وجود هيثم أو عدم جوده فالسودان نكرة في ساحة التنافس الخارجي وملاعبنا الداخلية جفت وأصبح كل شئ فيها موجوداً ما عدا لعب الكرة فوضى جماهيرية وتخريب منشآت وتظاهرات واعتصامات .. و.. و.. و... نحجب عن ذكر كل الواوات. الآن يا هيثم قد هزمت كل الأطراف من معك ومن هو ضدك وخرجت وحدك رابحاً قضيتك التي لا نعرف في الأصل ما هي ولكن المهم أنك حققت كل ما تريد وهذا يكشف عن قدرة كبيرة غير محدودة في أن تحقق النصر في الملاعب المحلية على كل مستوياتها فإنني أدعوك لتبني قضايا المعتصمين في نادي الهلال من أجلك حتى بعد رحيلك عنهم وقضايا الذين سيعتصمون في نادي المريخ بسبب مجيئك اليهم بعد أن انقسموا على أنفسهم فمنهم من هلل فرحاً ومنهم من تفجر غضباً فبين هذه الجموع من يفتك به الفشل الكلوي ويبحث عن مركز لغسيل كليته وبينهم من اعتصم مطروداً من الجلوس للامتحان لعدم قدرته على دفع رسوم الامتحان وبينهم من تخرج من الجامعة وظل لسنوات يبحث عن عمل.. أدعوك بما لك من قدرة هائلة في أن تكسب قضاياك خصماً على حساب كل الأطراف، أدعوك لأن تتبنى حل مشكلاتهم وهي مادية بالطبع ما دام بيدك أن تفتح خزائن أصحاب المال والدولة في الهلال والمريخ فأنت خير من يقود قضية المعتصمين حتى ينوبك الثواب. كلمة أخيرة قبل أن تفتح أبواب استادات الهلال والمريخ لجمهور الهلال والمريخ بتخصيص موقع لكل منهما منعاً للاحتكاك فالمطلوب إلغاء نظام المسطبة الجنوبية الحمراء والشمالية الزرقاء ليحل محلها تخصيص المسطبة الجنوبية لأنصار هيثم من جمهور الناديين والشمالية للمناهضين لهيثم من جمهور الناديين منعاً للاحتكاك لهذا لا بد من إعادة ترتيب الاستاد من الداخل الذي لم يعد قابلاً لتقسيمه بين الأحمر والأزرق وإنما بين الأحمر والأزرق الموالي لهيثم والأزرق الأحمر المناهض لهيثم بما يتوافق مع هذه الخلطة الجديدة على أن يخصص الجزء الجنوبي من المقصورة للإداريين الموالين لهيثم من إداريي الفريقين والجزء الشمالي للإداريين المناهضين لهيثم من الفريقين وليس هناك مانع من أن تختلط الألوان في المسطبتين بعد أن توحد الجمهور بين الحزبين الجديدين حزب هيثم والحزب المناهض له ونهاية عهد الجمهور الأحمر والأزرق والله يجيب العواقب سليمة.