بلغة غلبت عليها الصرامة في التوجيهات لجماهيره التي طافت معه مدن العاصمة المثلثة «ام درمان، الخرطوم، الخرطوم بحري» قبل ان تحتشد بدار حزب الأمة القومي، بالتزام الصمت، ابتدر الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي حملته الانتخابية وسط تفاؤل كبير وسط أنصاره تزامن مع تفاؤله بتحقيق الفوز في الانتخابات من خلال خطابه الذي وجهه لجماهير، والذي استعرض من خلاله برنامجه الانتخابي الذي قام علي 10 محاور بين الموبقات العشر التي ارتكبها نظام الانقاذ، والمنجيات العشر التي يقوم عليها برنامجه الانتخابي. فبعد مسيرة التطواف التي طوف بها علي قواعد أنصاره في المدن الثلاث، قال الصادق المهدي في مفتتح حملته الانتخابية ان هذه الطلقة الأولي في الانتخابات، وأضاف مخاطباً جماهيره المحتشدة بالدار «اريد منكم الصمت، لا تحركوا حاسة الا حاسة السمع والبصر حتى تستطيعوا ان تستوعبوا ما يقال»، وكشف المهدي ان التريث الذي صاحب عملية اختيار الترشيحات لخوض الانتخابات رغم ما يمتلكه الحزب من الشرعية الدستورية والفكرية، انه كان بسبب ان السودان يمر بمحنة ومستعدون لأن نضحي من أجل ازالة المحنة، لذا كنا ننتظر مرشحا مستقلا، لكننا وجدنا أفواها بكماء وآذانا صماء لم يفهموا ولم يعوا هذا المقصد، وقبلت الترشيح لأنه من الواضح ان كثيرا من المرشحين الحاليين «معوقون» وسيكتشف الشعب السوداني هذا التعويق، واضاف «السودان لن نتركه مضغة لهذا التعويق» ، وكشف المهدي ان عددا من اساتذة الجامعات قالوا له لا تدخل في هذا الصراع حتى لا تعطيه شرعية، وانه قال لهم «سنعطي الشعب السوداني ان يحكم من السيف ومن العصا» وقال المهدي ان الهدف من الترشح ليس السلطة وانما لانقاذ السودان، وقال ان ناس الانقاذ قالوا انهم جاء لينقذوا السودان من الحضيض ولكنهم جروه للحضيض. واعلن الصادق المهدي انه سيقوم من خلال هذه الانتخابات بتقديم مرافعة يحدد من خلالها المهلكات العشر التي ارتكبها نظام الانقاذ والمنجيات العشر، ومن ثم استعرض السيد الصادق المهدي المهلكات العشر التي ارتكبها نظام الانقاذ وهي، مصادرة حرية الناس واعدامهم بدون محاكمات وفرض التعتيم وبيوت الاشباح، ثانياً: انهم رفعوا شعار الاسلام بتناقض بين الاسلام والحرية، والعدالة والتسامح، وبين الاسلام والمساواة، ثالثاً: الجنوب قالوا وقعوا اتفاقية السلام، ولكنهم قبلها حولوا الحرب المطلبية الي تقرير المصير، ثم اذا استمرت سياستهم سينفصل الجنوب الي نظام عدائي، رابعاً: دارفور: وقال ان مشاكل دارفور كانت تقليدية ومعروفة تتمثل في فجوة التنمية والصراعات القبلية والنهب المسلح، وانهم حولوها لقضية دولية عن طريق الاثنية المسيسة والحركات المسلحة، وتم تشريد آلاف النازحين واللاجئين وضحايا الحرق، وضحايا جرائم ضد الانسانية، وبسبب ذلك الآن السودان لديه حوالي «20» قرارا من مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع، و»30» ألف جندي اجنبي. خامساً: الفقر: وقال كانت هناك دولة رعاية اجتماعية سحبوها واحتكروا السلطة لأنفسهم فأفقروا الآخرين، ونتيجة لهذا صارت في السودان الآن أسوأ حالة اخلاقية «اللقطاء، ادمان المخدرات، الايدز» ،واضاف «ان السودان الآن يعكس في الانهيار الذي حدث في الشارع السوداني كنتيجة مباشرة لهذه السياسات التي خلقت حالة من الاحباط دفعت الناس لتلك الوسائل، وكذلك التشريد حيث شردوا الناس من الخدمة المدنية والعسكرية لأنهم لم يكونوا مواكبين للنظام، وقال «اقاموا مشاريع تنمية مثل من يطعن الانسان في صرته» ،وأضاف «ان التنمية للانسان وليس الانسان للتنمية» ، وقال انهم اخترقوا الاحزاب وانهم لديهم مكاتب متخصصة لاختراق الاحزاب، وقال «انه ترشح ليستر العورة التي بلي بها السودان» ، وقال ان محاولات اختراق الاحزاب التي مازالت مستمرة فتحت الباب للجهويات، وقال ان هناك توترا اقليميا بين السودان وجيرانه، وبين السودان والاسرة الدولية. ثم تحدث عن الاساليب الفاسدة في الانتخابات والتي بدأت بتسجيل القوات النظامية في مواقع عملهم، وناشد القوات المسلحة كمواطنين ان يغلبوا مصلحة الوطن علي مصلحة البطن، وكذلك جمع إشعارات التسجيل من الاساليب الفاسدة، كما اعتقلوا عددا من نشطاء الحزب لعرقلة عملهم، وقال ان هناك «12» فريق مراقبة دولية ستشارك في الانتخابات سنملكها هذه الحقائق، واضاف من الاساليب الفاسدة انهم يريدون ان يستغلوا فريقي الهلال والمريخ، وناشد جماهير الفريقين ان يعوا للاستغلال، واضاف هذه فرق قومية واهلية ينبغي ان يحافظ علي استقلاليتها ولكن اهل الانقاذ بدلوا «القاف» «غين» فسرقوا نقطة، وناشد جماهير الهلال والمريخ أن يعيدوا النقطة المسروقة وان يفتحوا استاداتهم للمرشحين الآخرين كذلك، واضاف «نقول لهم لازم تراعوا هذا وتنقذوا انفسكم، اما المال فهو مالكم والانسان ما بشتروه بمال أبوه، هذه الاشياء التي تبرعوا بها لكم اعتبروها غنيمة ساقها الله لكم لأنهم ما جايبنها من جيوبهم، هذه غنيمة كلوها وصوتوا بضمائركم». ومن ثم استعرض السيد الصادق المنجيات العشر التي يقوم عليها برنامجه والمتمثلة في أولا: الحكم الراشد الذي يقوم علي اساس الحرية والشفافية والعدالة والمساءلة وسيادة حكم القانون، وفي الاقتصاد قال سنقدم برنامجا اقتصاديا تنمويا عادلا. ثانياً: الاسلام وقال مرجعيتنا اسلامية عكس الاسلام الذي يمارس حقوق يسميها اسلامية وتناقض الاسلام، وقال هناك خمس مرجعيات نستند عليها وهي، الكرامة، الحرية، العدالة، المساواة والسلام». ثالثا: السلام قال سنقدم برنامجا موحدا للجنوبيين لنحسن فرص الوحدة، لكن سنضع برتوكولا في حالة الانفصال، ان نعيش اخوان مع بعض وتكامل مع علاقة جوار خاصة، رابعاً: دارفور، وقال الموقف سيئ ومطالب أهل دارفور الغاء الانتخابات لأنهم ليسوا جزءا منها، واضاف في برنامجنا سوف نحدد كل مطالب اهل دارفور علما بأننا سنخوض انتخابات معيبة ، ولكن سنخوضها من اجل تغيير الحكم بوسيلة سلمية. خامساً: الترهل الاداري، كان هدفه من اجل ايجاد وظائف لمحسوبيهم، وقال سنرجع باطار «9» اقاليم سودانية مقتدرة اقتصادياً، وقال ان البترول استخراجه من حسنات الانقاذ لكن امواله صرفت بشكل خاطئ وبغير اولويات لذا سنستغل البترول لمصلحة دولة الرعاية الاجتماعية بدلاً من دولة الجباية التي انشأوها، واضاف نسعي لازالة التهميش الجهوي والقبلي والنوعي والطبقي، واضاف سيكون لنا موقف في البيئة وضرورة البيئة حتى تسترد عافيتها، وانه سيعمل علي السلام الاقليمي مع دول الجوار ومع الاسرة الدولية. ولم يبرح الصادق المهدي المنصة التي كان يخاطب منها المتجمهرين حتى قال لهم «نريدكم ان تتركوا الشعارات القديمة وترددوا هذه الشعارات الجديدة وهي، «سودان عريض لعهد جديد» «دارفور ركيزة الوطن وبوابة غربية» «صوت أمه تحكم الأمة» «تسقط دولة الجباية تعيش دولة الرعاية» ليختتم بها السيد الصادق المهدي خطابه الأول في حملته الانتخابية لينصرف بعدها لمواصلة تطوافه علي مدن الولاية.