أقدم لشخصكم الكريم تحياتي القلبية الحارة النابعة من أعماق القلوب راجياً من شخصكم الكريم طول العمر ودوام الصحة والعافية، انه نعم المولى ونعم النصير، سيادة الزعيم شخصكم الكريم أول من طالب في القارة الافريقية أن يدفع الذين استعمروا القارة الافريقية واستنزفوا ثرواتها وطالبت ايضاً بأن تدفع الحكومة الايطالية تعويضات للشعب الليبي العريق عن فترة استعمارها لبلدكم العزيز وفعلاً قامت ايطاليا بدفع تعويضات لليبيا الشقيقة وطالبتم ايضاً بنقل مقر الأممالمتحدة ومجلس الأمن للولايات المتحدةالامريكية إلى دولة محايدة وعملتم جاهدين في سبيل تحقيق الوحدة الافريقية والعربية وأنت الزعيم الوحيد في اعتقادي الذي طالب بأن يكون الاتحاد الافريقي فاعلاً ومؤثراً ولكن الاستعمار الغربي وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالامريكية والدول الغربية واسرائيل تعمل ليل نهار في تفكيك الدول العربية والافريقية والاسلامية وتحويل هذه الدول إلى كنتونات تحارب بعضها البعض وهذه الدول هي التي كما تعلم توفر التمويل للحركات الانفصالية في جنوب البلاد وفي غرب البلاد وقد ذكر الفريق جوزيف لاقو الذي حضر توقيع اتفاقية أديس أبابا عام 1972م بأن اسرائيل كانت تمدهم بالأسلحة، هذه الاتفاقية حققت السلام لمدة عشر سنوات ونسخ منها موجودة في المنظمات الاقليمية والدولية وهذه الاتفاقية أيضاً في اعتقادي من أعظم الاتفاقات التي أبرمت في القرن الماضي ومنذ ذلك التاريخ الاخوة في الجنوب يديرون شئون الجنوب وبعد توقيع اتفاقية أبوجا يدير شئون الجنوب الاخوة في جنوب البلاد وبدلاً من أن تعمل الصفوة المثقفة من الجنوبيين في تحقيق الوحدة بين القبائل الجنوبية هذه القبائل التي نحترمها ونقدرها وليست بينها لغة مشتركة واللغة كما تعلم هي وعاء للثقافات والتراث فإذا اجتمع جنوبي وشمالي ومواطن من شرق السودان فإن اللغة المشتركة بينهم هي لغة جوبا. ووفرت اتفاقية أبوجا مزايا لا يمكن حصرها بأية حال من الاحوال فإخوتنا في جنوب البلاد يشاركون في الحكومة المركزية ويتولون وزارات سيادية وهنا نتساءل ماذا يريد الانفصاليون في جنوب البلاد وهم قلة وكذلك الانفصاليون في شمال البلاد. سيادة الزعيم كما تعلم وأنت سيد العارفين أن العالم أصبح قرية كونية صغيرة بلا نوافذ وأبواب بالمعنى السيسيولوجي وليس الجغرافي على حد تعبير المارشال مكماهون المعروف لدى العاملين في مجالات صناعة الكلمة وكافة وسائط الاتصال، فالدول الأوربية بالرغم من حروبها وصراعاتها السياسية والدينية وصلت لمرحلة الاتحاد الاوربي وتطبق هذه الدول اليورو باستثناء المملكة المتحدة التي تستخدم الاسترليني وأهلنا في الجنوب بدلاً من أن يطلبوا التعويضات والاعتذار من المملكة المتحدة لفترة استعمارها للسودان شماله وجنوبه وشرقه وغربه يشنون هجومهم على اخوانهم في شمال البلاد وكان من المنطقي أن يعملوا من أجل تحقيق السلام الدائم في السودان لا سيما وأن السلام هو النجاة للسودانيين جميعاً، أما الحديث الممجوج والمتكرر عن الوحدة الجاذبة والانفصال السلس إلى آخره من المصطلحات بكل أسف لا نجدها في كافة القواميس الدولية إلى في قاموس بعض السودانيين. سيادة الزعيم ان مجموعة من الأطباء الارهابيين من احدى دول اوربا كانوا يعملون في احدى المستشفيات الليبية وقد سببوا في نقل مرض الايدز (نقص المناعة المكتسبة للأطفال الليبيين الأبرياء) وبدلاً من أن يكونوا ملائكة الرحمة تحولوا إلى ملائكة الشيطان وعصابات المافية وما حصل في دارفور حيث قام مجموعة من الفرنسيين بخطف الاطفال من دارفور بدون معرفة الحكومة السودانية، هؤلاء الأوربيون الذين يدعون الديمقراطية لا يطبقونها إلا في بلادهم فالولاياتالمتحدةالامريكية هي التي شجعت وتشجع الحكومات الدكتاتورية حول العالم وأصبح بعد انهيار الاتحاد السوفيتي شرطي العالم وقد استخدمت العديد من المجاهدين من كافة الدول العربية والاسلامية لمحاربة الشيوعيين السوفيت! وكانت تسميهم بالمجاهدين وبعد خروج الاتحاد السوفيتي مهزوماً من أفغانستان أطلق عليهم ألقاب عديدة منها أفغان العرب والارهابيين والحرب التي شنها جورج الابن في العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل وهذه الحرب القذرة التي قام بها جورج بوش الابن أدت إلى تدمير العراق وخلق فتنة بين مكونات الشعب العراقي العريق (بين الشيعة والسنة) وحتى كتابة هذه الرسالة لشخصكم الكريم لم يتمكن العراقيون من تكوين حكومة. والولاياتالمتحدةالامريكية ضربت مصنع الشفاء في السودان بحجة وجود أسلحة كيمائية وضربت امريكا الخيمة التي كنتم تقطنون فيها وتقوم أمريكا حالياً بشن حرب ظالمة في أفغانستان وقد ورطت الحلف الأطلنطي في هذه الحرب القذرة وكما تعلم ان ميثاق الحلف لا يسمح للأوروبيين للدخول في حروب خارج أوربا وما قامت به اسرائيل من منع وصول المساعدات الانسانية للمحاصرين في قطاع غزة واغتيالها ثمانية من الاتراك الذين كانوا في متن سفينة المرمر في طريقها إلى ميناء غزة ومحاولة منعهم السفينة الليبية التي تحمل في طياتها أغذية وأدوية للمحاصرين في غزة كل هذا يدل على ان اسرائيل بمساندة الولاياتالمتحدةالامريكية لا تؤمن بالقانون الدولي وتقوم بعملية القرصنة في المياه الدولية وليس في المياه الاقليمية وتقوم حاياً بخلق مشاكل لدول حوض النيل وتطبق وتجسد الشعار المكتوب في الكنيست الاسرائيلي من الفرات إلى النيل. سيادة الزعيم ان انفصال جنوب البلاد سيكون له نتائج كارثية لا يعلم مداها إلا الله وسيكون سابقة تاريخية مؤسفة وطبقاً إلى نظرية الديمنو فإن كافة الدول الافريقية ستتحول إلى دول قزمية تحارب بعضها البعض وهذا الانفصال يا سيادة الزعيم سيكون بكل تأكيد يمثل النهاية المؤسفة التي لا نريدها للاتحاد الافريقي التي عملتم من أجلها وقدمتم المساعدات المادية والمعنوية للدول الافريقية لتطويرها وسيكون اساءة بالغة للبطل الراحل عمر المختار واساءة بالغة للثورة المهدية لذا نطالبك يا سيادة الزعيم أن تقنع كافة الدول الافريقية بأن يعارضوا انفصال جنوب السودان عن شماله وأن يطبقوا الاتحاد الفدرالي وليس الكونفدرالي والفكونفدرالية يا سيادة الزعيم الانفصال بعينه ونحن في شمال البلاد على استعداد لترك آبار البترول لأهلنا في الجنوب لا سيما وأنها لها عمر افتراضي والولاياتالمتحدة التي يحج إليها بعض الانفصاليين من جنوب البلاد تعمل بهمة في سبيل استخدام بدائل للبترول (الطاقة النظيفة) لذا يا سيادة الرئيس أن تدعوا كافة الدول الافريقية للحضور في ليبيا لرفض انفصال الجنوب وتحقيق النظام الفدرالي في ا لجنوب. سيادة الزعيم ان الأوربيين قد استخدموا محكمة الجنايات الاستعمارية في سبيل ارهاب زعماء في الدول الافريقية والعربية والاسلامية وهل يعقل أن يقدم المشير عمر البشير أمام هذه ا لمحكمة الاستعمارية وهل قام بالتدخل في شئون الدول الأخرى وشن حروباً من أجل تحقيق أهداف بل في اطار مسؤولياته القانوية والأخلاقية قام بتحقيق الاستقرار في غرب البلاد ولم يعمل في ابادة أهلنا في غرب البلاد ونسأل لماذا لا يقدم جورج بوش الابن المجرم وتوني بلير واسرائيل أمام هذه المحكمة الاستعمارية المسماة بالدولية. إن مثول أي زعيم أو أي مواطن افريقي أو عربي أو اسلامية امام هذه المحكمة في اعتقادي يعتبر اساءة بالغة للأفارقة لذا يا سيادة الزعيم ان تدعو وكما ذكرت آنفاً إلى اجتماع عاجل في طرابلس لاعلان رفض كافة الدول الافريقية فصل جنوب البلاد عن شماله ومعارضة تقديم أي مواطن من الدول الافريقية والعربية أمام هذه المحكمة الاستعمارية والمسماة ظلماً بالدولية. والله من وراء القصد خارج النص أيها السادة في السودان والوحدويون من جنوب البلاد نرى ان تذهبوا إلى جنوب البلاد لتدعوا للوحدة بلغات القبائل التي تنتمون إليها وتوضحوا لهذه القبائل التي نحترمها بأن وحدة البلاد في صالح الجميع ،وفي عين الوقت نطالب الوحدويين في شمال البلاد أن يذهبوا هم أيضاً إلى جنوب البلاد إلى شرح مزايا الوحدة لأهلنا في الجنوب ونرى في نفس الوقت ان تقوم المنظمات وكما ذكرت في مرات عديدة على صفحات جريدة الصحافة الغراء على منظمات المجتمع المدني (اتحاد المحامين) والمزارعين والصيادلة والأطباء والمعماريين ورجال القانون والصحفيين والمفكرين في كافة الميادين الفكرية والاتحادي النسائي وجمعيات الصداقة السودانية مع الدول الأخرى بالاتصال بمنظمات المجتمع المدني المماثل لها في كافة دول العالم للدعوة لوحدة السودان. أيها السادة نحن من طلاب الوحدة ونعرف تمام المعرفة أن انفصال جنوب البلاد لا قدر الله سيكون كارثة لذا يجب علينا جميعاً أن نعمل من أجل وحدة السودان. أيها السادة علينا جميعاً بالرغم من خلافاتنا أن نعارض بشدة محاكمة أي مواطن سوداني أمام محكمة الجنايات الاستعمارية. ان طلب محاكمة زعيم البلاد عمر البشير يعتبر اهانة لكل السودانيين في كافة ولايات البلاد واهانة بالغة للثورة المهدية وكفاح السودانيين من أجل طرد الاستعمار البريطاني. ونقول ماذا سنقول للابطال من جنود بلادنا وشبابنا الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في جنوب البلاد من أجل تحقيق وحدة البلاد. ونتساءل ماذا كان سيكون موقف الرئيس الامريكي بوش الذي شن حروباً ظالمة في العراق وأفغانستان إذا قام بعض الامريكيين بأية حركة مسلحة في أية ولاية من الولاياتالامريكية هل سيغط في نوم! بل كان سيعمل على إلغاء حركة التمرد بكافة الوسائل وان لم يقم بانهاء التمرد كان سيتهم بالتقاعس وعدم المسؤولية وكان سيحاكم أمام المحاكم الامريكية بالخيانة العظمى وماذا كان سيكون موقف عمر البشير باعتباره زعيم البلاد وقائد القوات المسلحة اذا لم يقم بإنهاء التمرد في أية ولاية من ولايات السودان لا سيما واذا رفض المتمردون الجلوس أمام طاولة المفاوضات؟ كان سيقولون ان المشير تقاعس ونحن نشاطر الزعيم عمر البشير نحن كما ذكرت لا يمكن ان نقدم كديسة (هرة) أمام هذه المحكمة الجنائية ونقول للجبان أوكامبو لماذا لم يطالب بمحاكمة اسرائيل أمام هذه المحكمة ولا سيما وانها ترتكب وارتكبت جرائم ضد الانسانية في فلسطين وتحتل الأراضي الفلسطينية وقامت ببناء جسر عنصري وتمنع كافة المساعدات للفلسطينيين. ونقول للعاملين في وزارة العدل السودانية في الميادين القانونية والقضائية اذا طلب المتهم بأن يتنحى القاضي وكان طلبه مقنعاً فان القاضي يتنحى واذا شعر القاضي ان المتهم قد يكون من أحد أقربائه أو معارفه فانه يتنحى وكان في امكان العاملين في وزارة العدل السودانية ان يطلبوا بتنحي الجبان أوكامبو لا سيما وأنه شتم السودانيين بأن انتخاباتهم التي جرت مؤخراً مثل انتخابات هتلر النازي ومن السخرية أن هذا المدعي لم يزر السودان اطلاقاً والآن أيها السادة الكورة في ملعب وزير العدل الجديد الذي نهنئه بتقلده منصبه الجديد ومعاونيه برفض قرار المحكمة الاستعمارية المسماة بالدولية ومحاكمة أوكامبو الذي اساء للشعب والحكومة السودانية. ندعو الله لبلادنا الوحدة والاستقرار والتقدم. دكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كيندي ويسترن الأمريكية