إضاءة كل البنات أمونة يا خرطوم معاي ساعة أفتح الدكان معاي ساعة الدرب بالليل معاي في البص على أم درمان وفي الكوبري الكبير في الليل أعاين في البحر مهموم ألاقي وجيها شاقي النيل وفي ساعة التعب والخوف تشيل خطواتي وأمشي عديل دحين خاتي أكان يا يُمه صبحت نفسي ساعة الكتمه من ضيق الزمن والناس وألقي دمي يفور تمد إيدينا تمسح في العصب والرأس أمانه كلاما كان رفرف وكت ساعة الدرس يا أخوي يطير قلمي ويزغرد سنّو في الكراس «شعار طائر الشفق الغريب» ٭ صورة مقربة قناة النيل الازرق وكعادتها دائما كانت مواكبة وموفقة الى حد بعيد فى استضافة الشاعر والكاتب الدرامى هاشم صديق الذى اطل على الشعب السودانى لاول مرة بعد سنوات الغياب والقطيعة التى ابعدته عن الاجهزة الاعلامية، ولان الحدث فوق العادة كنت حريصا على حضور حلقة «العودة الى النهر» كاملة لعدة اسباب موضوعية أهمها إعجابى بشخصية وكتابات هاشم صديق الشعرية والنقدية، وأعماله الدرامية التى تؤرخ لسيرة إبداعية لا تملك حيالها الا الانبهار والاحتفاء.. ونفرد هذه المساحة لبعض الإفادات المهمة التى وردت فى الحلقة. شكرا «نسرين» «طلة» هاشم الأولى على المشاهدين بصحبة الاعلامية نسرين النمر، كانت موفقة الى حد بعيد، ونجحت نسرين من خلال المحاور الذكية والشاملة التى اعدتها فى ادارة حوار جذاب ومشوق تلمس جوانب مختلفة من شخصيته وتجربتهِ في مجال الشعر والدراما، وابتعاده عن كلية الموسيقى والدراما، وأسباب غيابه عن الأجهزة الإعلامية، وعودته بعد «القطيعة» والأقدار التعيسة التى ابعدته عن الشاشة البلورية سنوات طويلة. وعلى الرغم من محدودية زمن الحلقة، الا ان نسرين افلحت فى الامساك بالكثير من التفاصيل التى تهم الناس، وليس ذلك بغريب على صحافية استوت تجربتها المهنية على نار هادئة فى مطابخ الصحافة، وتتمتع بقدر عالٍ من الحضور والثقافة وليست مجرد «مذيعة جميلة»، فكل تلك العوامل ساهمت فى نجاح السهرة التى دلف اليها هاشم صديق بمزاااج صافى ومعتدل. إفادات جديدة: الحديث عن معركة الملكية الأشهر التى التى فجرها هاشم بمنع الاذاعة السودانية والتلفزيون ومجموعة من المطربين من بينهم محمد الأمين وأبو عركى البخيت، من ترديد أغنياته التى اثارت الكثير من ردود الافعال، كانت من المحاور المهمة التى تطرق اليها الحديث، والجديد الذى قاله هاشم انه لم يكن يسعى للحصول على مكاسب شخصية من تلك المعركة، بل سعى إلى ترسيخ قاعدة الملكية الفكرية وحماية حقوق الشعراء، ودلل على ذلك بسماحه للاذاعة السودانية ببث تلك الاغنيات، وبدأ طعم المرارة واضحا فى حديث هاشم عن القطيعة الفنية بينه ومحمد الامين وابوعركى، والتى يبدو انها مضت فى مسار اللا عودة، ولم تفلح محاولات نسرين فى الحصول على اجابة تبشر بعودة التواصل الفنى بين الثلاثى الى ما كان عليه، وامكانية الصلح.. حيث لم ينسق هاشم وراء المحاولة النبيلة، واكد بوضوح أن الشعر الغنائى لم يعد يحتل موقعا متقدما فى اجندته بوصفه مبدعاً. واشار الى أن المرحلة المقبلة سوف تكون الاولوية فيها للدراما الاذاعية والتلفزيونية التى كان آخرها مسلسل «طائر الشفق الغريب» فى التسعينيات والذى تعرض لنقد جائر فى اطار حملة منهجية نجحت فى ابعاده من التلفزيون، وايقاف برنامجه «دراما 90» الذى يتوقع ان يعود من جديد. ولاول مرة تحدث هاشم عن اغنية «ودعتين» والموقف الاصيل للدكتور عبد القادر سالم، وفهمه المتقدم للملكية الفكرية، وتقديره وحفظه لحقوق الآخرين. وسرد هاشم الكثير من أشكال المعاناة التى يتعرض لها التى تؤيد دفاعه عن حقوقه بوصفه شاعراً، وقال إنه لم يتقاضَ اى مقابل نظير أغنياته في حلقة «العودة الى النهر» التى نجح الشاب مجدي عوض صديق فى إخراجها فى ثوب من الروعة كانت مساحة للانس الجميل، ومدخلاً وسيماً للتصالح بين هاشم والشاشة البلورية.