نهار امس الاول دلف محمد حاتم سليمان المدير العام للهيئة العامة للتلفزيون الى صالون الشاعر الكبير هاشم صديق فى زيارة تحمل اكثر من معنى ومضمون اولها التوقيع على النسخة النهائية من عقد انتاج مسلسل حزن الحقائب والرصيف وبرنامج دراما 2000 وحينما يوقع هاشم على العقد فى قلب داره بحى بانت العريق فان ذلك يعنى ان شكلاً جديداً للعلاقة بين التلفزيون والمبدعين قد بدأ فى التشكل على اسس من الاحترام والتقدير، والتلفزيون هو الذى يخطو بحب تحو الآخرين وفى الماضى كان المبدعون هم من يلاحقون الاول. اجمل مافى موقف هاشم صديق من الاجهزة وقضية الملكية انه اثمرعن فهم حقيقى للحقوق التى يجب ان يتمتع بها المبدع الاصيل والحقيقى ونامل ان تكون هذه الزيارة مدخلاً وسيماً لعلاقة ايجابية ليس بين التلفزيون وهاشم فقط بل مع كل اصحاب العطاء والتميز. وهذه الزيارة التاريخية تمثل همزة وصل ذكية وتتويجاً لمشوار ماراثوتى ركض خلاله التلفزيون خلف فكرة نبيلة انهت الحرب الباردة بيت الطرفين واعادت المياه الى مجاريها. الشعب السودانى كان هو الخاسر الاكبر من تلك القطيعة التى استمرت سنوات كم من عمل درامى كان سيكتبه هاشم بحبر التميز خلال تلك الفترة ؟ انتهت الخطوة الاولى بنجاح والرهان الحقيقى القادم هو عودة دراما 2000 برؤية مختلفة عن دراما 90على مستوى الاعداد والتصوير والاخراج والافكار والرهان ان يحدث حزن الحقائب والرصيف انقلاباً درامياً يرضى المشاهد ويحرك بحيرة سكون الدراما السودانية. الاشارة الثانية المهمة فى زيارة محمد حاتم لدار هاشم صديق هى الاعلان الصريح ولاول مرة عن مبادرة صلح بين الاهرامات الثلاثة هاشم - عركى - ودالامين لكل الاشياء نهايات وخلافات الامس لن تستمر الى مالانهاية هكذا يقول منطق الاشياء وكل المؤشرات تلوح ببشرى سارة عودة ابوعركى للشاشة التلفزيون عبر سهرة واحشنى واحدة من الاشياء التى تؤكد بان مبادرة الاول سوف تنجح فيما فشل فيه الآخرون، والمناخ العام مهيأ لاسدال كثيف على الجفوة الفنية والانسانية التى احتلت المسافات بين الثلاثة لزمن طويل فقط نرجو ان لايطول الانتظار كل الانظارالآن بتعاين فى اتجاه لحظة التوقيع على نهاية الخصام وثمة ضوء جميل يلوح فى نهاية نفق الازمة التى كتمت انفاس خيول الابداع