٭ قلبي مع حلفا التي اجتاحتها الأعاصير والأمطار.. تلك المدينة (الحنونة) التي استمدت (الحنية) من أهلها والخضرة والوجه الحسن من حسانها اللاتي يرتدين (جرجارهن) فيزيدهن ألقاً واشراقاً... ٭ زرتها قبل سنوات طويلة ولم تبرح مخيلتي أبداً... تجولت في أسواقها فاقتنيت (جرجاراً) مازال يحمل رائحة ترابها الذي أهاجته الأعاصير وبللته الامطار اليوم فهدمت أسوار منازلها التي احتضنتني ضيفة فأكرمت وفادتي... ٭ مازال يرن في أذني (الهتاف) ا لجميل حين دخلت (دغيم) والذي خرج من أفواه عاشقيها (حلفا دغيم ولا باريس) فهي بحق تستحق أن تكون (باريسنا) فقد منحها الله الخضرة والجمال والبهار و(الجو الحلو).. لم أتردد لحظة ان (أهمس) ببعض أبيات مصدرها (هوى) دغيم الذي لازمني حتى هذه اللحظة... ٭ حلفا الآن مس الأذى قراها ومدنها فانحدرت الدموع على خدها الأسيل وعلا صوت بكائها واستغاثتها... ٭ غياب المصارف في بعض أحياء مدينة حلفا سبب لها وجعاً مقيماً فمياه الأمطار تحيط واحاطت الطرقات والمساحات والميادين وارتوت منها أسوار المنازل فتمايلت وسقطت سوراً بعد سور. ٭ فضحت الامطار قصور الولاية تجاه المدينة الرائعة وقرى محلية حلفاالجديدة التي سكنها الألم اليوم لغياب خدمات التأهيل والصيانة للبنى التحتية رغم أنها مدت الخزينة بما لديها من مال وجاءت ولكنها ظلت خارج قوس التنمية افتقرت تماماً لتنمية تليق واسمها ومكانها (القديم) قبل ان تصبح (جديدة) في مكان آخر... ٭ تنادت نساؤها في الخرطوم وباسم (جمعية أرقين النسائية) التي ترأسها الزميلة والصديقة الاعلامية الفذة القادرة على قهر المستحيل وجلب أشعة الشمس من أجل حلفا الاستاذة فكرية أبا يزيد رئيسة القسم الاقتصادي بوكالة السودان للأنباء ساهمن وجمعن وجهزن كل المعينات لأهلهن في حلفا فكان نقطة الضوء في خضم الظلام.. نزل برداً وسلاماً ومنح الأسر المتضررة دفقة من أمل وجمال وأمن... ٭ حلفا تناديكم فما أصابها زلزل كيانها وعذّب ساكنيها وبدّل حالها الآمن فذرفت دمعاً بقدر الأمطار التي ارتوت منها الأرض في مختلف القرى... ٭ إليها الآن يجب أن تتجه الانظار لحمايتها من أمطار قد تصيبها قبل أن تجف أرضها فيزداد الوضع سوءاً وتعقيداً فنندب حظاً لم يمنحنا النظر إلى قلبها العليل الذي يحتاج الآن لاسعاف عاجل... همسة:- بيني وبينك مواويل وذكريات قديمة... وأمنيات بكر... تأخذني إلى مدائن الفرح طفولي... فأنثر أجمل الألحان