حثت العديد من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية على اكرام المرأة والترفق بها، وظل المجتمع السوداني من المجتمعات المحافظة على العادات والتقاليد الماضية على تلك الوجهات. وبرغم كل ذلك الموروث فقد لعبت العولمة دورا كبيرا في تحطيم تلك القيم، وبرزت العديد من العادات الغريبة في سلوكيات النساء اللائي كن أكثر الشرائح محافظة على سلوكهن القويم. فمن العادات الدخيلة ارتفاع نسبة التدخين وسط السيدات، وقد تجاوز السيجائر الى الشيشة، وباتت الظاهرة اكثر وضوحا في الاندية والمراكز الثقافية والجامعات، دون حياء من الرجال الذين يشاركونهن المجالسة.. «الصحافة» وقفت على حالة من التبرم والضيق وسط المجتمع، وقامت بدورها بسؤال العديد من المدخنات والسبب الذي جعلهن يتعاطين الدخان. فأوضحت «ف» وهي سيدة في العقد الخامس من عمرها أنها بدأت التدخين منذ عشرين عاما، برغم معرفتها التامة بمخاطر التدخين، الا انها لا تستطيع التخلي عنه برغم محاذيرالاطباء بعد اصابتها بالربو، لكنها لم تستطع. وطالبت «ف» النساء بعدم التدخين لمخاطره الجمة. تركت السيدة «ف» واتجهت وانا احمل اوراقي صوب احدى الجامعات العريقة، فوجدت فدوى، هكذا عرفت نفسها دون أن تذكر اسم والدها، واظن يقينا انها خائفة من الوصم بالخروج عن المألوف، حيث ابانت أنها بدأت تدخن منذ أن كانت في المستوى الاول بالجامعة. واشارت فدوى الى ان الشلليات كان لها دور فاعل في ولوجها عالم التدخين، حتى غدت تعاني بوادر الادمان، اضافة الى انها تتعاطي الشيشة اذا وجدتها. وتركت فدوى تكمل باقي سيجارتها خلسة واتجهت نحو احد المراكز الثقافية في منتصف الخرطوم، لأجد التحرر بعينه... عدد من الفتيات وفي اعمار مختلفة كل واحدة ممسكة بسيجارتها دون حياء.. بعضهن تحدثن ل «الصحافة» بعد تردد، وقلن إن السبب الذي جعلهن مدخنات حالة «الزهج» - على حد قولهن - رغم معرفتهن التامة بمخاطر التدخين الذي أصبح ممارسة عادية، مبينات أن الانفتاح الثقافي والعولمة قد لعبا دورا محوريا في تفشي التدخين وسط النساء، خاصة المتزوجات أما محمد إدريس فقد استنكر الظاهرة ووصفها بالدخيلة على المجتمع النسائي السوداني، مطالباً أولياء الأمور بالالتفات لمثل هذه الظاهرة. وحذَّر المجتمع من تنامي الظاهرة، مطالباً باصدار فتاوى من مجمع الفقه الاسلامي بتحريم التدخين على النساء والرجال معا، واغلاق اماكن الشيشة المنتشرة بالعاصمة، أما الحاجة زينب فقد استنكرت بشدة تدخين النساء بكل أنواعه لأنه لا يشبه المرأة السودانية.