الخرطوم: محمد جادين اتهم نائب الامين العام لحزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، محمد مندور المهدي، الحركة الشعبية وبعض احزاب المعارضة بتسييس قضية مقتل الطالب بكلية التربية جامعة الخرطوم محمد موسي عبدالله وذلك من اجل تأجيج الساحة السياسية وجرها للعنف والصراعات الدامية،بينما طالب رئيس حزب الامة الصادق المهدي بتحقيق كامل ومحايد في القضية وتقديم الجناة الى محاكمة عادلة. وإعتبر مندورفي مؤتمر صحفي امس بدار الحزب بولاية الخرطوم ان ماحدث في تشييع جثمان القتيل بتسيير موكب من منسوبي المعارضة والحركة الشعبية والسير بالجثمان لمسافات طويلة وإدخاله للحرم الجامعي بكلية التربية متاجرة سياسية رخيصة بدم القتيل،وقال « ان مايتم من بعض القوي السياسية في هذه الاجواء الإنتخابية الساخنه وإستغلال هذه القضية للحملات الانتخابية سلوك غيرمقبول يمكن ان يجرالمجتمع والقوي السياسية الى حالة من الصراع والعنف خلال العملية الإنتخابية» واشار الى ان الحركة الشعبية دشنت حملتها الإنتخابية بالإصطياد في الماء العكر بتسييس القضية «بخبث فاضح»، واضاف ان الحركة الشعبية « تلعب بالناروتختلق الفتن « وهي تعاني من خلل سياسي ومازالت تفكر بعقلية الغابة والحرب وتريد ان تنقل المعركة والصراعات الي قلب العاصمة بحيث تصبح الخرطوم مسرحاً للفوضي الهدف منها إعاقة العملية الإنتخابية والتي التزمنا فيها بتحقيق اجواء وظروف مناسبة لقيامها. واوضح مندور ان هناك مخططاً لخلق الفوضي داخل العاصمة من جهات لم يسمها، ولم يستبعد ان يكون مقتل الطالب جزءا من مخططاتها لنسف الاستقرار الذي تنعم به الخرطوم. وقال الامين السياسي لقطاع الطلاب بجامعة الخرطوم،ياسر محمد دفع الله ان المؤتمر الوطني ليس بحاجه الي إثارة العنف الطلابي، مؤكداً حرصهم علي الاستقرار الاكاديمي وإتهم الطلاب المنتمين الي الحركات المسلحة بإثارة العنف داخل الجامعات،وقال ان المؤتمر الوطني فقد اكثر من طالب في الفترة الاخيرة نتيجة للإغتيالات ولكنه تعامل بحكمة ولم يسيس القضية وترك الامر لمجري القانون وسير العدالة. بينما طالب رئيس حزب الامة الصادق المهدي بتحقيق كامل ومحايد، وبتحديد المسؤولية والظروف التي أدت إلى الوفاة ،وشدد على عدم الإفلات من العقوبة التي أرتكبها الجناة ،وطالب السلطات الرسمية بمده بنسخة من تقرير الطبيب الشرعي لمعرفة ملابسات الحادث. وكانت الشرطة سلمت أمس، وسط اجراءات أمنية مشددة، جثمان الطالب الى والده الذي قدم أول امس من ولاية شمال دارفور ، وشيع الى مقابر الثورة الحارة (54). وتجمع مئات من الطلاب المحتجين أمس في جنازة الطالب واتهموا جهات بخطفه الاربعاء الماضي وعثر عليه مقتولا وجثته مشوهة في اليوم التالي، لكن السلطات نفت تورط جهات رسمية في الحادث. واحتشد نحو سبعمائة من الطلاب ومواطني دارفور أمام منزل عائلة موسى في ام درمان صباح أمس ورددوا هتافات مناهضة للحكومة مطالبين بالقصاص لمقتل زميلهم ،واحاط العشرات من عناصر الامن وشرطة مكافحة الشغب بالمنزل ورافقوا موكب الجنازة حتى مقابر الثورة الحارة 54 حيث ووري الثرى،بعد ما منعت السلطات توجه الموكب الى مقابر احمد شرفي. واستقبل الطلاب الغاضبون مرشح «الحركة الشعبية «للرئاسة ياسر عرمان، بهتافات تدعوه لقيادة البلاد نحو تغيير حقيقي عند وصوله لمنزل الطالب مع مرشحين اخرين من حزبه، ابرزهم ادوارد لينو ،كما وصل الى منزل اسرة الطالب مرشح التحالف للرئاسة عبد العزيز خالد،وسياسيون آخرون. وقال والد القتيل موسى عبدالله بحر الدين وهو يغالب دموعه انه يريد التعرف على قتلة ابنه والقصاص منهم ،موضحا انه ابلغ قبل ان يصل الى الخرطوم ان ابنه اصيب في حادث سير. وفي ذات السياق، نقل المركز السوداني للخدمات الصحافية،عن رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم خالد عبد الله ابوسن،قيام بعض الطلاب برشق مدير الجامعة بالحجارة اثناء مراسم التشييع،واكد ان مثل هذه التصرفات لاتشبه سلوك طلاب جامعة الخرطوم. واستنكر ابوسن محاولة بعض القوى السياسية تسييس قضية الطالب،وطالب بأن تأخذ التحريات مجراها دون التشويش على سير مجريات العدالة، وقال»لاتوجد جريمة كاملة وحتماً ستصل السلطات للجاني وتقدمه للمحاكمة». وقالت شرطة ولاية الخرطوم في بيان أمس، ان قسم مدينة النيل بأمدرمان تلقى بلاغا بوجود جثة الطالب ، ملقاه بقارعة الطريق وفور تلقيها البلاغ تحركت بوحداتها الفنية لمسرح الحادث وتم تحويل الجثمان الى المشرحة لتحديد اسباب الوفاة، كما تم فتح بلاغ تحت المادة(51) إجراءات تم تعديلها لاحقاً للمادة (130) من القانون الجنائي( القتل العمد) وفق توجيهات النيابة، وبناءً على قرار الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثمان واشارت الى ان النيابة وجهت بتسليم الجثمان الى والد المتوفي الذي حضر من ولاية شمال دارفور. وقالت انه واثناء التشييع حاولت بعض القيادات السياسية استغلال هذا الحدث الذى لايزال المتهم فيه مجهولاً ،وحاولت تحويل الموكب ليدفن الجثمان بمقابر احمد شرفي الا ان الامر لم يقبل ومضي الموكب في طريقه تحت حماية الشرطة الى مقابر (54) حيث تمت مواراة الجثمان . واكدت شرطة الولاية بأنها قادرة كعهدها دائماً على فك طلاسم الجرائم الغامضة والوصول الى الجناة وتقديمهم للعدالة بشفافية ومهنية عالية ، كما تؤكد جاهزيتها لتوفير الامن والاستقرار للمواطنين كافة ، مهيبة بالمواطنين التعاون مع الشرطة وتقديم اية معلومات يمكن ان تفيد فريق التحقيق .