الاشادة التي أبداها والي النيل الأبيض الأستاذ يوسف أحمد نور الشنبلي بمرفق النقل النهري هي اشادة في محلها من حيث المناسبة ومن حيث الدور الحيوي الذي يقوم به هذا المرفق الاستراتيجي تجاه المواطنين كافة في الشمال والجنوب . فقد كانت المناسبة هي تدشين وابورات النقل النهري التي تم تأهيلها وصيانتها عن طريق شركة أمراء المصرية . وما يحمد لهذه الشركة أنها تعمل مع شركة النيل للنقل النهري في عمل متميز وفي صمت وهي تضيف للمواعين النهرية لشركة النيل صنادل وبواخر جعلت طاقة النقل لدى شركة النيل تتضاعف مرات ومرات وحفزها على مضاعفة العمل في الاتجاه الشمالي «عبر النيل» لنقل البضائع والمسافرين وخدمة قطاعات السياحة على امتداد النيل من حلفا الى نمولي . وذلك كله كما قال المهندس صلاح ادريس علي مدير شركة النيل للنقل النهري بفضل جهود العاملين في قطاع النقل النهري والتي أدت للزيادة في مواعين النقل والطن المنقول خاصة بعد عمليات الصيانة والتأهيل للجرارات والصنادل وعمليات الحوسبة وتدريب وتأهيل العاملين . أما دور النقل النهري فهو بكل تأكيد دور استراتيجي وحيوي ويستحق الاشادة وذلك لما ظل النقل النهري يقوم به في تحقيق التواصل وربط الشمال بالجنوب عبر الحقب والأزمان وعبر النيل الأبيض وهو دور اجتماعي واقتصادي، ولازال مواطنو الجنوب ينتظرون الباخرة التي ترسو على ضفة النيل بلا ضوضاء وفي هدوء واطمئنان وتُفرغ من الحمولة ما يكفي لسد حاجة مدينة كاملة من السلع الضرورية والحيوية بالنسبة للناس في تلك الأصقاع، وكذا الحال بالنسبة للتجار الذين يعملون في مناطق الجنوب ويعتمدون على النقل النهري لكونه الوسيلة الرخيصة من حيث السعر والمضمونة ويعود الضمان للتقاليد والأعراف التي تأسس عليها النقل النهري والمتمثلة في النظم الدقيقة للشحن والتفريغ وكتابة التقرير عن الباخرة أو الصندل وتسليمه للرئاسة والجهات المختصة مع فتح البلاغات وتعويض الخسائر اذا ثبت أن المسؤولية بشأنها كانت على ادارة النقل النهري . وما يميز النقل النهري أن التواصل بين الشمال والجنوب لم ينقطع طول العام حيث تبحر الصنادل في زمن الفيضان وفي وقت الدميرة وانحسار النيل دون كلل أو ملل وفي زمن الحرب والسلام وعبر العهود السياسية ، حيث كان للنقل النهري الدور المحوري في ابقاء اتفاقية أديس أبابا للسلام على قيد الحياة نتيجة لقيام البواخر النيلية بفك الضائقة التي شهدها الجنوب على اثر الاضراب الشهير الذي نفذه العاملون بالسكة الحديد وأدى لتوقف القطار عن مدن الجنوب ولكن النقل النهري أدى المهمة بكفاءة واقتدار . وسوف تظل أهمية النقل النهري في ازدياد في مقبل الأيام مع حركة التواصل بين الشمال والجنوب وهو دور أساسي ومتفق عليه ومجمع على أهميته .