نصت المادة «32-1» من اتفاقية حقوق الطفل علي ان تعترف الدول الاطراف بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي من اداء اي عمل يمكن ان يكون مضرا او يمثل اعاقة بتعليم الطفل اوان يكون ضارا بصحتة او نموه البدني او العقلي او الروحي والاجتماعي هذا مانصت علية الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ويتساءل الانسان هل قامت الحكومات بتطبيق هذه المادة ؟ الواقع يشير الي ان عمالة الاطفال باتت تشكل خطرا علي امتداد جميع دول العالم فقد اشار احد البيانات الصادرة عن الاممالمتحدة عام 1981 الى وجود «40» مليون طفل متشرد يعمل بعضهم اعمالا تفوق سني عمرهم الا ان التقديرات الحديثة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية واليونسيف اشارت الي تزايد اعداد الاطفال العاملين الي جانب المتشردين . و برغم ان النظم الاجتماعية في السودان تعلي قيم التراحم الا ان السنوات الماضية شهدت تزايد اعداد المتشردين الذين يعملون في اعمال تفوق سنهم اذ تشير الوقائع الي ان الحرب والجفاف والتصحر الي جانب الانهيار الاقتصادي بالبلاد و العجز عن دفع مصاريف المدارس من قبل العديد من الاسر قد لعب دورا ملموسا في تزايد حالات عمالة الاطفال بصورة شاقة لا تقوي عليها ابدانهم الهزيلة . انهم يعملون في المجالات حتي التي لا يتحملها الكبار في مجالات الحدادة والميكانيكا بل تعدي ذلك للعمل في مجال الكهرباء دون ادني دراية من الطفل بمكامن الاخطار اذ هناك بعض الاطفال فضلوا تلك الاعمال من التوجه الي الشارع خلف الشلليات . ان نمو الظاهرة داخل المجتمع السوداني ينبئ بالخطر . الصحافة وقفت عند هذه الظاهرة والتقت جوزيف هكذا عرف نفسه وهو من جنوب السودان الحبيب نشير الي انه لم يتجاوز السادسة عشرة حيث يعمل صبي ميكانيكي في احد محال تصليح السيارات بامدرمان واوضح جوزيف انه اكبر اخوته ويعمل علي اعالتهم نتيجة لوفاة والده وان ظروف الحرب في جنوب السودان كان لها اثر بليغ علي تشريد العديد من الاطفال ، وقال جوزيف ان العمل الذي يقوم بادائه صعب لكن ظروفه حتمت عليه العمل لتوفير العيش الكريم لاخوته الصغار، جوزيف قال انه اذا وجد بديلا سيتجه اليه، مشيرا الي ان حاله افضل من كثيرين لم يجدوا حتي البيئة الملائمة التي تقوم بايوائهم فتشردوا وامتهن بعضهم السرقة الي جانب تعلمهم شرب الكحول والمخدرات. واتجهت نحو الريس كما ينادونه صاحب الورشة اسمه علي الشيخ بدأ حديثه مدافعا عن نفسه في توظيف الصغار فقال بانه يقوم بتوفير فرص عمل لهم بدلا من ان يلتقطهم الشارع، وقال ان في امكانه ان يأتي بكبار يستطيعون تحمل العمل لكن فضل الصغير جوزيف ليوفر له مصروفات اسرته وابان علي بان علاقته مع كل من يعملون معه علاقة ابوية واشار علي ان من اسباب عمالة الاطفال في البلاد هو ارتفاع تكاليف المعيشة وان سياسات التعليم التي تنتهجها الدولة من ارتفاع في تكاليف الرسوم المدرسية مما يضطر الكثير منهم الي ترك الدراسة والبقاء داخل منازلهم خاصة وان معظم الاسر السودانية ذات دخل محدود فتضطر في كثير من الاحيان الي توجيه ابنائها للعمل وهم في سن مبكرة 0 اما الطيب قسم الله القادم من احد اقاليم السودان وجدته في احد محلات الحدادة بامدرمان اوضح للصحافة وبعد تردد للحديث معنا ابان انه قد اتي الخرطوم وهو في الثانية عشرة رفض المدرسة في سن مبكرة وهو الان في الثامنة عشرة من عمره ونسبة للمعاملة السيئ التي يتعرض لها من اعمامه الذين يساكنونه المنزل قد جعلته يبحث عن العديد من الاعمال التي تساعده في اعالة نفسه وارسال ماتبقي منها الي اهلة في الجزيرة، وقال انه في كثير من الاحيان يفضل الرجوع الي اهله والعمل في الزراعة بدلا من العمل الشاق الذي يؤديه داخل الورشة، واشار الطيب ان معظم الاطفال الذين يعملون مع الكبار يتأثرون بسلوكياتهم من شرب للسجائر والمخدرات الي جانب التأثر من خلال الالفاظ التي يتحدثون بها ومايلاقونه في بعض الاحيان من رؤسائهم في العمل من سوء معاملة، وطالب كل الاطفال ان كانو في سنه او اصغر منه بعدم ترك مدارسهم لانها سلاح قوي.