أبقت الولاياتالمتحدة كلا من السودان وسوريا وايران وكوبا، في لائحتها الخاصة بالدول الراعية للارهاب، لكن الخرطوم اعتبرت الخطوة، دليلا على عدم موضوعية الادارة الاميركية، قبل ان توصم واشنطن بممارسة الارهاب، ناهيك عن دعمه، وتحدت بتسجيل أية حالة تثبت تورط السودان في رعاية الإرهاب. وأقر تقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2009 حول الإرهاب، بتعاون السودان مع الجهود الأميركية لمكافحة الإرهاب، إلا أنه تحدث عن «عناصر إرهابية تستلهم القاعدة وعناصر مرتبطة بالجهاد الإسلامي الفلسطيني وحماس بقيت في السودان خلال العام 2009». واعتبرت وزارة الخارجية التقرير الاميركي بشأن ابقاء السودان في قائمة الدول الارهابية لا يهدف الي الحقيقة والموضوعية باعتبار ان السودان لم يسجل حالة ارهابية ولم يدعم أية جهة ارهابية. وقال وزير الدولة بالخارجية كمال حسن علي ل«الصحافة»، ان التقرير الاميركي يبين عدم موضوعية الادارة الاميركية وعدم قياسها للامور بمعايير عادلة. ووصم الوزير واشنطن بانها اكبر نظام ارهابي في افغانستان والعراق، واضاف انه لم تثبت ضد السودان أية حالة لدعم الارهاب. وزاد «اميركا هي التي تقتل وتمارس الارهاب». وقلل كمال من اهمية التقرير، وقال «هذا التقرير لا قيمة له ولا يهدف الي الحقيقة». وكان التقرير الاميركي قال ان تنظيم القاعدة لا يزال يشكل أكبر تهديد أمني رغم الانتكاسات التي أصيب بها. كما جاء في التقرير، الذي نُشر الخميس أن الحملة العسكرية الباكستانية في الحدود مع أفغانستان أضعفت القاعدة ، ولكنها ما زالت «المنظمة الإرهابية الأكثر قدرة» على استهداف الولاياتالمتحدة. وحول السودان، قال التقرير إن علاقة «مكافحة الإرهاب الثنائية» بين الولاياتالمتحدة والسودان «ما زالت قوية»، إلا أنه انتقد مسؤولين سودانيين شديدين يواصلون التعبير عن الكراهية وعدم الثقة من تصرفات الولاياتالمتحدة، وشككوا في فوائد مواصلة تعاون مكافحة الإرهاب. وأضاف التقرير ان تصريحات المسؤولين السودانيين «تعكس إحباطهم من أن تعاون السودان لم يؤد إلى إزالتها من لائحة الدول الداعمة للإرهاب». وأشار منسق وزارة الخارجية الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب دانيال بنيامين، إلى أنه «أصبح من الصعب على القاعدة جمع أموال وتجنيد أعضاء جدد» بعد أن فقدت زعماءها، وأن وضعها في العالم الإسلامي «أصابه ضرر كبير بسبب هجماتها ضد المسلمين». لكنه أكد على أن التنظيم ازداد قوة من خلال حلفاء مثل القاعدة في شبة الجزيرة العربية وجماعة الشباب الصومالية والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأبقى التقرير على إيران في لائحة الإرهاب لكونها لا تزال الدولة الرئيسية الداعمة للإرهاب، لافتا إلى دعمها لحزب الله في لبنان وحماس وطالبان بالإضافة إلى مجموعات شيعية في العراق. واعتبر التقرير أن سوريا تأوي عناصر من حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، التي تصنفها واشنطن على أنها مجموعات إرهابية، أما بالنسبة إلى كوبا، فأشار تقرير الخارجية الأميركية إلى أنها تدعم المنظمة الانفصالية في إقليم الباسك الاسباني «ايتا»، بالإضافة إلى منظمتين كولومبيتين، هما القوات المسلحة الثورية في كولومبيا «فارك» وجيش التحرير الوطني. وافلتت كوريا الشمالية من إدراجها في اللائحة الأميركية رغم الدعوات التي طالبت واشنطن بإدراجها على اللائحة السوداء بعد إغراق البارجة الكورية الجنوبية شيونان.