٭ تم مؤخراً تصدير جزء من خمسة ألف طن من اللحوم إلى مصر تم الاتفاق عليها.. ومرة أخرى يتكرر سيناريو تصدير اللحوم إلى مصر.. حيث اشترطت مصر في مرات سابقة أن يتم إستيراد اللحوم من السودان بمعرفتها بعد أن أشيع أن المواشي السودانية مصابة بداء الوادي المتصدع Rift Valley ويتم ذلك عن طريق إبتعاث بيطريين مصريين للإشراف على التصدير من سلخانة الصادر بالكدرو، وأن تكون اللحوم (مشفاه) أى من غير عظام.. ونسبة لرغبة الحكومة السودانية في فتح باب لتصدير لحوم الأبقار الى مصر بعد ان كانت حكراً على الإبل فقد وافقت الحكومة على ان تدعم أسعار اللحوم المصدرة ب 003 دولار للطن وبالتالي تتم الصفقة على أساس 0021 دولار للطن تدفعها مصر وباضافة ال 003 دولار يكون المصدر السوداني قد صدر ب 0051 دولار للطن.. وهو أمر مجحف للمصدر السوداني الذي يبيع طن اللحوم الى جهات أخرى ما بين 0052- 0003 دولار للطن ! ولكنه وافق على هذه الصفقة على مضض لأن كمياتها محدودة.. ولكن بما أن السعر الذي تم التصدير به من أرخص أسعار اللحوم في مصر ومع مذاق اللحوم السودانية الطيب فقد أقبل المصريون على شراء اللحوم السودانية بالصفوف وأصبحت المفضلة على اللحوم المبردة والتي تأتيها من دول أخرى ولا يستسيغها الإنسان كثيراً. ٭ وحينما توقف المصدر السوداني عن الاستمرار في التصدير كما أسلفنا من أسباب فقد احتج الاخوة المصريون على ذلك ورأوا في ذلك عدم تعاون معهم في التصدير!.. كما أن الحكومة السودانية لم تبدِ إستعداداً لدعم مزيد من الكميات المصدرة من اللحوم.. وهكذا توقف الأمر آنذاك ليعود مرة أخرى ولا أدري ما هى الشروط الجديدة لاستمرار صفقات اللحوم إلى مصر. تاريخياً فقد كانت الإبل هى اللحوم المفضلة لدى المصريين.. خاصة في الكفتة والكباب واللاتي يعشقهن الاخوة المصريون ويستهلك المصريون أكثر من ألف جمل في اليوم عندما كان السكان 06 مليون نسمة حيث تأتي معظم الجمال عن طريق الحدود الجنوبية مع السودان وجزء قليل يأتي من ليبيا.. والمشكلة دائماً كانت في تحويلات عائدات الجمال إذ أن المصريين لا يعترفون بهذه العائدات التي لا تأتي بطريقة قانونية إلا في جزء يسير منها والبعض يأتي عن طريق التهريب.. لذلك يضطر أصحاب الجمال الى التصرف فيها داخل مصر أو بتسليفها الى سودانيين أمام عدة مخاطر خاصة عدم السداد.. وقد عملت حكومة الإنقاذ خلال التسعينيات على إيجاد حلول جزئية لهذه المشكلة عن طريق تحديد قيمة الجمل يتم دفعها محلياً للذين يصدرون بطريقة قانونية. وتعتبر تجارة الجمال مع مصر من أكبر بنود التبادل التجاري على الاطلاق، وفي الماضي كانت قيمتها تصل الى ما لا يقل عن خمسين مليون دولار سنوياً (خلال السبعينيات). نحن نأمل ان تكون الصفقة الجديدة على أسس عادلة تحفظ لكافة الأطراف حقوقها وتأتي بعائد مجزٍ لمصدري المواشي في السودان، ويمكن للحكومة المصرية ان تقوم بدعم اللحوم المستوردة من السودان حتى تضمن للمستهلك المصري لحوماً جيدة بأسعار في متناول يده، طالما أنه لا يستطيع شراء اللحوم المصرية بتلك الأسعار العالية التي تعرض بها الآن.. وفي نفس الوقت نعمل على تنمية التجارة بين البلدين الشقيقين فعلاً لا قولاً وتمكن لهذه التجارة من الإزدهار والنماء. في ذمة الله أحمد الحبو ٭ بعد نصف قرن من الزمان قضاها الأخ العزيز أحمد الحبو في خدمة الصحافة الرياضية، رحل عنا بعد أن كانت بالنسبة له الزوجة والأبناء وعاش راهباً خلال تلك السنوات يتبتل في محرابها - فله الرحمة والمغفرة- وحسن الجزاء.. والعزاء موصول لأهلنا الكوارتة والأخ أحمد محمد الحسن.