متخصص في إدارة الأزمات يشخص معاناة المغتربين ويقدم«روشتة» لعلاج الحالات المستعصية أكد د. عبد الرحمن حسان عبد الرحمن المتخصص في إدارة الأزمات، أن كثيراً من الخبراء والمختصين قد اختلفوا في تشخيص أسباب الاغتراب، فقد ذكروا بأنها أسباب اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو قصور في الوطنية لدى المغترب، وأياً كان سببها فهي مشكلة واقعة تقلق مضاجع الكثيرين على مختلف مواقعهم، وهي مشكلة تحتاج لحل سريع، وتوزع المسؤولية فيها بين المستوى الرسمي والشعبي. وقال د. عبد الرحمن أن أول خطأ يغترف عند التفكير في الاغتراب، هو عدم التخطيط ووضع سقف معين لتحديد الحاجات التي يراد تحقيقها من الاغتراب والجدول الزمني لتنفيذها، فأي عمل غير مخطط له تكون نتائجه كارثية. وشدد على انه لعلاج المشكلة يجب تحديد الاحتياجات الفعلية لعودة المغترب، بعد أن أصبحت الغربة غير مجدية له، مشيرا إلى أولويات السكن والعلاج والتعليم، ثم بعد ذلك ترتب الاحتياجات حسب الأولوية، ومن ثم نضع الخطة التنفيذية. وقال انه من خلال متابعته لجهاز العاملين بالخارج، قد قدم دراسة وافية في مجال التأمين الصحي ويسعى لحلها من خلال خطة يراها ممتازة، ولكن تحتاج لتضافر الجهود للوصول بها إلى بر الأمان. ورأى أن حل القضية يستوجب تضافر الجهود لتنفيذها، ولكن تبقى الحاجة الأولى في سقف الحاجات الأساسية وهي التعليم، فلا بد من عمل دراسات لتحديد الاحتياجات من مدارس أساس وثانوي، هذا إذا أسقطنا المرحلة الجامعية باعتبار أن هنالك حلا مؤقتا يتمثل في جامعة المغتربين التي ستمارس دورها في العام القادم. وقال إن المسؤولية في تنفيذ هذا العمل تقع على الدولة والجهد الشعبي ودول الخليج باعتبارها الدول التي استفادت من المغتربين، وان عليها دورا تجاههم وهم قد قدموا زهرة شبابهم لهذه الدول، وعليها أن تساهم بشقيها الرسمي والشعبي في التمويل، وبعد أن يتم تحقيق الاحتياجات الأساسية الأولية فلا بد من العمل على إعادة تأهيل المغتربين للاندماج مع المجتمع، وإيجاد فرص العمل أو توفير التمويل لمشاريعهم، أو تمويل مشاريع جماعية لكل فئة. وأكد أن الاغتراب ليس كله وبال على المغتربين، فمنهم فئة خططت ونجحت في اغترابها، وخرجت بتجربة أو تجارب يمكن نقلها للآخرين للاستفادة منها، ومنهم قدم للوطن خبراته المتميزة التي كونها أثناء اغترابه فاستفاد منه الآخرون. وأضاف أن الشق الأهم من أسباب الاغتراب الذي دفع الشباب في زمن معين للاغتراب، يتمثل في البيئة الاجتماعية التي ساهمت في إذكاء روح الاغتراب لدى الشباب في منتصف السبعينيات، وهي ذات البيئة التي تضحك على أبناء المغتربين الذين تربوا خارج الوطن ويطلقون عليهم «لقب الشهادة العربية» مما يؤثر على اندماج هؤلاء الشباب بالسرعة المطلوبة، فعلي الإعلام إزالة هذه الظاهرة التي تعوق مسيرة العودة إلى الوطن، وكذلك المظاهر السالبة الأخرى. وبين أنه ينبغي على جهاز العاملين بالخارج عبء كبير، ولا بد من تضافر كل الجهود للعمل مع هذا الجهاز ليكون قادراً على تنفيذ برامجه، مؤكداً على أهمية دور المؤسسات الخيرية في المهجر والداخل للقيام بدورها الفاعل في مساندة الجهاز، وكذلك للإعلام دور مهم في ترسيخ مفاهيم جديدة تحل مكان المفاهيم السائدة عن الاغتراب وآثاره. وقال إن أجهزة الإعلام ساهمت بصورة سالبة في هذا المجال، وأن عليها أن تعيد دراسة ما تقدمه أو تساهم به في حل هذه المشكلة.