انطلقت بولاية الخرطوم امس حملة مقاطعة اللحوم الحمراء والبيضاء وبعض السلع الاستهلاكية التي تقودها جمعية حماية المستهلك ، في محاولة لردع التجار الذين وصمتهم بالجشع والاحتكار وارغامهم على خفض أسعار السلعة التي تشهد ارتفاعاً جنونياً، وحددت الجمعية سعر كيلو الضأن ب(30) جنيها بعد ان وصل سعرة الى «45» جنيهاً، و«20» جنيهاً للعجالي بدلا من (38) جنيها و«16» جنيهاً للدواجن وطبق البيض 15 جنيها، ودعت جمعية حماية المستهلك المواطنين الى مقاطعة هذه السلع حال عدم التزام التجار بالاسعار المحددة . واوضح الامين العام لجمعية حماية المستهلك دكتور ياسر ميرغنى للصحافة ان الحملة حققت اهدافها منذ الساعات الاولى من صباح امس، وذلك بإحجام المواطنين عن الشراء، مشيرا الى ان المقاطعة مربوطة بالسعر اي ان لا يشترى المواطن السلع اذا كانت اسعارها مرتفعة عن الاسعار التي حددتها الجمعية ، وناشد دكتور ياسر عبر الصحافة جميع المستهلكين بالامتناع عن الشراء خاصة المستطيعين منهم للمساهمة في وضع حد لانفلات الاسواق. (مع الناس ) قامت بجولة واسعة داخل اسواق الخرطوم للوقوف على حركة البيع والشراء بعد تطبيق المقاطعة والتقت عددا من المواطنين الذين اكدوا تفاعلهم مع مبادرة جمعية حماية المستهلك برغم انها جاءت متأخرة على حد قول البعض، مؤكدين استعدادهم التام للتجاوب مع طرح الجمعية في مواجهة الغلاء والمتسببين فيه عبر المقاطعة مهما كانت اهمية السلعة ابراهيم نور الدائم صاحب جزارة قال ان الاقبال على اللحوم في معدله الطبيعي ولم يتأثر بقرار المقاطعة وارجح ذلك لان الحملة في يومها الاول وبعض الاشخاص لا يعلمون عنها ، صمت برهة ليقول اذا تواصلت الحملة فسيكتب على عدد من محال الجزارة الاغلاق وسيؤدى ذلك الى خفض الاسعار لا محال . بينما اختلف معه في الرأي الصادق الباقر صاحب جزارة والذي اكد توقف البيع تماما وان الامتناع عن عن شراء اللحوم قد اثر بشكل واضح على حركة السوق التي اصابتها حالة من الشلل التام وارجع السبب الى ارتفاع الاسعار، مشيرا الى انه نقص كمية اللحوم من الجزارة الى النصف خوفا من قرار المقاطعة حتى يجنب نفسه الخسارة، بينما حمل زكريا ادريس وهو صاحب ملحمة مسؤولية ارتفاع اسعار اللحوم لاصحاب زرائب الماشية، مشيراً الى ان الحل الوحيد لهذه الازمة هو ايقاف الصادر . رأيناه يمعن النظر في اصناف اللحوم المعلقة خلف الالواح الزجاجية لاحدى محال الجزارة الخالية من الزبائن نتيجة لعزوفهم ومقاطعتهم عن الشراء ليكشف لنا بعد ان قطعنا عليه تمعنه طريقته الخاصة في المقاطعة وذلك بأنه قاطع اللحوم الحمراء منذ فترة نسبة لارتفاع اسعارها بشكل جنونى ليصادق البقوليات على حد قوله، مطالبا بأن تشمل المقاطعة كل السلع التي ارتفعت قيمتها حتى لا يفكر التجار في زيادة الاسعار دون اي مبرر ماضٍ الى تساؤل لماذا جاءت هذه المبادرة متأخرة بعد أن وصل المواطن إلى حالة متقدمة من المعاناة جراء الغلاء الفاحش وحالة الغلو التي طالت جميع السلع بما فيها الزيوت والسكر واللبن و المستلزمات الاخرى لرمضان . فيما قالت المواطنة اقبال عبدالرحمن إن زيادة أسعار اللحوم الحمراء تعتبر استنزافا للمواطنين، وان هناك اشخاصا يسعون للثراء الفاحش من خلال تخزين السلع ورفع أسعارها ومضت ليلى الى القول إنها تساند رأي جمعية حماية المستهلك، وستعمل على اقناع جيرانها بهذا الأمر، وفي كل مكان تذهب اليه. مضيفة أن هناك الكثير من الفقراء في السودان، فمن اين لهم بالاموال حتى يجاروا هذه الاسعار غير القانونية؟ وقالت ان شهر رمضان شهر للرحمة، ولكن انعكست الآية عندنا في السودان ليستغل ضعاف النفوس رمضان باعتباره فرصة يحققون من خلالها ارباحاً طائلة. المواطن عمر ابراهيم لم يمضِ بعيداً في الحديث عن سابقيه، وقال انه يؤيد ما طرحته جمعية حماية المستهلك، ولكنه يحتاج الى وقفة من المواطنين، مشككا في نجاح مثل تلك الدعوة، لأن متطلبات رمضان تفرض على المستهلكين أن يشتروا بأي سعر لأنهم مجبرون ، مشيرا الى ضرورة مراجعة الأسعار وتثبيتها، بدلا من دعوه المواطنين لمقاطعة اللحوم الحمراء ، مضيفا سياسة المقاطعة لن تنجح، لأن البديل غير متوفر بالصورة التي تغني المواطن عن السلعة التي لا يستطيع الحصول عليها، إلا إذا تركها أو صرف عنها النظر مؤقتاً.