ما زال المواطن يجأر بالشكوى من ارتفاع الاسعار في السوق العام ارتفاعاً جنونياً صعباً على جيبه الذي يداعب بأصبعه جنيهات قليلة لا تقابل غلاء الاسعار ولا تتسق معها، وربما لا تفيد ابداً عند الدفع لان ما يتم دفعه من داخل «الجيب» لا يجلب حتى الضروريات التي تتطلبها وجبة واحدة، مما يؤدي لامتعاض متواصل من جانب المواطن الذي يموت الف مرة في اليوم جراء دفع النفايات ورسوم المدارس والعلاج والدواء والجمرة الخبيثة... ٭ زادت مع رمضان اسعار السلع الاستهلاكية واصبحت هذه السلع «مشتهاة» من قبل المواطن الذي ينظر اليها حلماً «بعيد المنال»، قد لا تحققه الايام ابداً طالما ان السياسات التي «تسيّر» البلد لم تقدم حلولاً تجبر بخاطر الموطن الذي ظل يندب حظه البائس و«دوامته» التي يدور فيها ولا فكاك منها.. انها تمنحه في كل يوم الماً جديداً. ٭ تفاجأ المواطن بالتغيرات التي طرأت على الاسواق والتي درت دخلاً طائلاً للتاجر الذي انفرد بهذه السلعة او جمعها كلها تحت سقف واحد، فأدى ذلك الى احجام المواطن عن الشراء اذ اتخذ من الجولة الاولى «فرجة» عله يخرج بما يلجم بطنه في مغرب رمضان ويتفق «وجيبه». ٭ ازدياد الاسعار والغلاء الملحوظ لم يخرجا من رحم الفراغ، بل تدرجت الاسعار تجاه الزيادة وفي كل يوم بسبب عدم وجود رقابة مستمرة على الاسواق تعمل على ايجاد اسعار ثابتة تدفع بالسوق الى استقرار السلعة وتجعل المواطن يتناول كل ما في وسعه وفق دراسات اقتصادية منظمة تأمِّن حياة كريمة، إذ اتجهت حكومته الى «غمض عينها» عن الارتفاع المذهل الذي صاحب السلع في نهار رمضان وقبله، فانسحب ذلك على اسعار نقل المواد والتي حاول اصحاب الركشة وآخرون رفعها ربما لجمع مصاريف العيد ومنذ الآن. ٭ لا بد من كسر حاجز احتكار السلع التي يتمتع به بعض التجار فتجعل المواطن «لعبة» يتحكم فيها متى ما شاء له ذلك في غياب متابعة السوق واسعاره من الجهات ذات لاختصاص، والتي يجب ان تؤدي دورها كاملاً في انزال آليات «تصحيحية» تستطيب للمواطن. ٭ لا بد من رسم سياسات ثابتة غير مجزأة وغير مرتبطة بموسم معين تعمل على ضخ العلاج المناسب لهذا الارتفاع الجنوني الذي جعل القوة الشرائية تختفي تماماً من الاسواق، وجعلت المواطن يبدي تبرماً وضيقاًَ من تقلب الاسعار، بجانب سلبيات كثيرة تضج بها دهاليز السياسة والاقتصاد و«يتناطح» فيها الشريكان ليصبح المواطن هو «الضحية والشاهد». ٭ همسة: وأبحر في انهار حبك لحظة واذكر تاريخ ميلادي..... وجودك اغمض عيني فأرى طيفك يحتوي يومي ويهديني دوحة من ظلال