انهارت منازلهم وتشردوا يبغون ملاذات آمنة عند اهليهم فى مدن اخرى والبعض وجد الملاذ عند جيرانه .. مع خواتيم الشهر الفضيل وبداية الاستعداد لعيد الفطر المبارك ،جاءت مأساة ومعاناة اهل الكدرو من السيول والامطار التى افقدتهم كل شيئ فأصبحوا لا حول لهم ولاقوة .لم يقف الامر عند هذا الحد فحسب فهناك مخاطر الحوائط الآيلة للسقوط وكذلك الحمامات التى اصبحت تشكل خطورة على الاطفال والكبار .بعد مرور خمسة ايام على المأساة لا زال اهل الكدرو في انتظار الحلول التي وعد بها الوالي والمعتمد. الصحافة وقفت مع المتضررين من اهل الكدرو تقول اسراء عصام فضل الله ان المعاناة بدأت منذ هطول اول الامطار حيث كان اندفاع المياه قويا وتحولت البيوت لبرك وفى المرة الثانية كان الوضع حرجا فتم اجلاء النساء والاطفال وظل الرجال لانقاذ البيوت والممتلكات رغم خطورة الوضع على ارواحهم. ويقول عصام ان الدفاع المدنى تسبب فى تفاقم الوضع بسبب تأخر وصولهم علما بان المواطنين كانوا على اتصال بهم منذ وقت مبكر، وعندما وصلوا كانت الساعة الحادية عشر مساء ووجدوا الامطار فعلت ما فعلت الى ان وصلت بالمواطنين الى هذا الوضع المأساوى وقد فوجئ الجميع بضعف طلمبات شفط المياه ولم تأتِ عربات كافية لانقاذ الموقف، وقام السيد الوالى والمعتمد بتسجيل زيارة ووقفوا على حجم المشكلة وكانت وعود خير ونحن فى انتظار اغاثتهم والحلول التى وعد بها الوالى فى نهاية الاسبوع الجارى حيث قامو بتوزيع خيام على المتضررين ولاتوجد اماكن لنصب الخيام ،وظل الاهالي تحت هجير الشمس طوال اليوم وبعضهم مع الجيران .وتقول زوجة عصام انهم فقدوا كل شئ فى البيت ولم يعد لديهم حتى ما يسد رمق الصيام وكذلك الحمامات التى ادت الى زيادة تردى الوضع واصبحت تشكل خطراً على الاطفال وناشدت الوالى بسرعة الاغاثة لان الوضع لايحتمل الانتظار. وابدى اهالي الكدرو تخوفهم من هطول امطار اخرى تزيد تأزم الوضع . اما سمية والتى زرفت عيناها وابتدأت حديثها بالحمد لله على كل حال وقالت ان المنزل انهار بأكمله ولاتوجد سراير او مطبخ لاعداد افطار الصائمين وتقول سمية ان المساكن التى انهارت اخذت حيزا كبيرا ولا توجد اماكن لنصب الخيام حيث تصعب الحركة داخل البيت ويظل الجميع وقوفا طول اليوم مشيرة الى انهم فقدوا كل شئ الاوانى والمراتب حتى الاطفال عجزوا عن الوصول للمدرسة فيما يعمل الآباء والامهات ليل نهار لتحسين هذا الحال. وتمضى سمية فى القول بان لديها بنات فى الجامعة والثانوى وهم يعانون من عدم المذكرة وعدم الاستقرار واشارت سمية الى وعد الوالى الخاص بمنح المتضررين قطعاً سكنية قائلة بانهم لا يملكون الاموال التي تساعدهم في التشييد ماضية للقول ان كثيراً من الناس يعتقدون ان هذه البيوت مشيدة على مجرى النهر وذلك ادعاء غير صحيح فالشاهد انها بيوت قديمة عمرها اكثر من اربعين عاماً والمشكلة التى تواجه السكان هى عدم التحضير للخريف وكذلك عدم التخطيط من قبل الشؤن الهندسية واللجان الشعبية ،اما السيدة العناية فتقول انها فقدت والديها منذ زمن بعيد ولا يوجد حتى من يكفلها فهى تعيش على كفالة اطفال الفاقدى الابوين حيث تقوم بجلب الطفل لحضانته فترة معينة الى ان تجد له دار الرعاية من يكفله وهى قامت بتربية ستة من الاطفال وتعتبر ذلك العمل افضل من التسول وتمضي العناية في القول بان منزلها اول المنازل التي انهارت بحكم قربها من البحر حيث اندفعت المياه لداخل المنزل وهدمت الحمامات ثم بقية المساكن وهي حاليا تعاني من حركة الدخول والخروج من المنزل في وقت تشكو فيه مرض الرطوبة الذي اثر علي صحتها وتقول العناية : ( فقدت كل شئ حتى اوراقي الثبوتية والبطاقة التي اصرف بها الراتب من دار الرعاية علما اني ارعى طفلاً بدار المايقوما و نسبة لعدم وجود مأوى لي ما يدفعني للعود لدار المايقوما الى ان تتحسن اوضاعها المادية ولم نتذوق طعم النوم منذ هطول اول مطرة مناشدين الوالي بالتدخل في أسرع وقت.