** عبد الحي عكريب و عبد الرحمن عكريب .. شقيقان من دامر المجذوب .. بوعيهما بثا روح القومية في أوصال زمان الجهوية والقبلية .. لهما التحية ، فهما - وأمثالهما - بعض الأمل الذي يطمئن الناس بأن دنيا السودان بخير .. أحدهما مرشح المؤتمر الوطني بالدائرة «16 الدامر » .. والآخر مرشح حزب الأمة القومي بذات الدائرة..هكذا يتنافسان في دائرة انتخابية واحدة تنافسا شريفا .. لم يراهنا على القبلية في كسب أصوات الناخبين ، كما يفعل البعض حاليا ، حيث هما يقتسمان حق الانتماء إلي قبيلتهما العريقة.. ولم يراهنا على العشائرية في التسلق على البرلمان ، كما يفعل البعض حاليا ، حيث يتساويان في شرف الانتماء إلي عشيرتهما .. ولم يراهنا على الحسب والنسب و « أهلي بيجيبوني » ، كما يفعل البعض بلا حياء ، حيث هما سيان في الحسب والنسب والأهل .. ولكنهما راهنا فقط على حزبين وبرامجهما السياسية .. ليس مهما أيهما يكسب الدائرة وأيهما يخسرها ، فالمهم انهما كسبا اعجاب الناس حين قدما لوحة زاهية بعنوان : مسألة الجهوية والقبلية انتهت ويجب أن يكون الولاء لصاحب البرنامج الأفضل ..أو هكذا تحدث أحدهما عن هذا التنافس المرتقب .. حديثه يصلح بأن يكون درسا بليغا للنخب السياسية التي تمزق معاني القومية وتبعثرها بلا رحمة ..!! «2» ** لقد تم فصل إدارة العمرة عن إدارة الحج والعمرة ، سابقا .. فأصبح الوضع ، إدارة للحج وأخرى للعمرة .. وهذا يعني بأن هناك مديرا جديدا تم تعيينه لهذه الإدارة الجديدة ، وطبعا سيأتي المدير الجديد بهيكل إداري كامل لهذه الإدارة ، له ما له من بنود الصرف الإداري ، كما حال إدارة الحج وهيكلها الإداري .. باختصار كدة : دولة داخل دولة .. وهنا يطل السؤال التقليدي : بالله مسألة العمرة صعبة للدرجة دي ..؟.. أي ، هل الأمر يستدعي تأسيس إدارة كاملة « من المدير للغفير » ..؟.. فالشئ المألوف في بلاد الدنيا والعاملين هو أن القطاع الخاص - عبر وكالات السفر والسياحة - هو الذي يتحمل الجزء الأكبر من أعباء العمرة ، وان الدولة - عبر جهتها المختصة - مهمتها لاتتجاوز الإشراف والتنسيق والمتابعة مع السلطات السعودية .. وهي المهمة التي ظلت تؤديها هيئة الحج والعمرة منذ دخول الإسلام إلي السودان .. فما الأعباء التي ظهرت حديثا واستدعت تأسيس هذا الكيان الإداري الموازي للهيئة ..؟.. يا سادة يا كرام : الدول من حولنا صارت تتخلص حتى من الهيئات والإدارات المنظمة للحج ، واتبعت سياسة الخصخصة لتتنافس فيها وكالات السفر ، حيث في تنافسها يجد الحاج والمعتمر الخدمة الجيدة والتكلفة المناسبة .. تلك هي السياسة الراشدة والمعاصرة ، وليست سياسة تأسيس الإدارات والهيئات طبقات بعضها فوق بعض ..كاهل مواطنكم هو الذي يدفع ثمن « تلك الطوابق » .. !! «3» ** لبعض ساستنا عبقرية في إنتاج مصطلحات سياسية تتناسب مع الوضع السياسي الراهن .. وليس هناك من داع لشرح ذاك الوضع ، بتأملك لنماذج من مصطلحات التي أعنيها ستعرف لون ورائحة وطعم الوضع الراهن .. السيد الصادق المهدي يتميز بتلك العبقرية ، حيث نصح البارحة حركات دارفور باستخدام « القوة الناعمة » لتحقيق أهدافها .. فالقوة الناعمة نموذج مصطلح مواكب للوضع الراهن .. ونموذج آخر ، مصطلح البندول الذي جادت به عبقرية الدكتور نافع علي نافع عندما علم بتمرد بعض قيادات وقواعد حزبه على بعض المرشحين من قبل حزبهم في دوائرهم الجغرافية .. نافع اقترح نوعا من المعالجة ، اسماها بالبندول ، لحسم متمردي حزبه ، ولم يفصح عن مكونات هذا البندول وعدد جرعاته وكيفية تناولها ، إن كان قبل أم بعد الاقتراع ..؟.. لم يفصح عن هذه المعلومات المهمة .. ربما ليحتفظ حزبه فقط ب « سر الدواء » بعيدا عن أنظار القوى السياسية ، علما بأن كل القوى السياسية مصابة بداء « تمرد القيادات والقواعد » ، وهي بحاجة الى هذا البندول ، أو هكذا حلل أستاذنا عادل الباز .. قد يكون الباز مصيبا في تحليله ، ولكن المصيبة هي أن البندول لايستخدم في علاج الأمراض ، بقدر ما يستخدم في تسكين وتخفيف آلام الأعراض الجانبية المصاحبة للأمراض .. وكما تعلمون ، فان علاج أمراض الأحزاب والبلاد خير من ..« تسكينها وتخديرها » ..!!