تحدث إلينا المدير العام للإمدادات الطبية دكتور محمد الأمين الصديق الطيب عن المشاكل المتعلقة بالأدوية ، وماتحتاجه الصناعة الوطنية حتى تنافس الأدوية المستوردة، وقال إنها تحتاج الى وقت طويل ، ومن خلال حديثه أوضح الكثير من المبهمات وأجاب عن كل الأسئلة التي وجهناها اليه ،وقال ان الامدادات ستلعب دورا مهما في توطين صناعة الدواء من خلال دعم المجهودات الوطنية وتشجيعها في المركز والولايات ، خصوصا وان السودان لديه الامكانية والرغبة والسوق، مشيرا الى تحديث عمل الامدادات الطبية وحوسبته في وقتٍ قريب . { هناك حديث عن نقصٍ حادٍ في الأدوية المنقذة للحياة ما مدى صحة ذلك ؟ - عندما أسمع الناس يتحدثون عن نقص في الأدوية المنقذة للحياة بتوتر جدا (وبزعل ) لأننا في الامدادات عندنا مايكفي ويزيد من هذه الأدوية ، ونحن في وضع جيد جدا الآن ،اضافة الى اعتمادات كثيرة في طريقها الينا ويمكن القول إننا في حالة استقرار تام ويتوفر لدينا 280 نوع من من الأدوية المنقذة للحياة والطوارئ ،ونشكو من نقص في المخازن لدرجة اننا اعطينا امراً لفرع الهيئة في بورتسودان بإيقاف الشحن الينا وان تقوم بتخزينه هناك، لدينا مخزون يكفي لخمسة أشهر . { هناك اتهام لهيئة الإمدادات الطبية بأنها امبراطورية غامضة وغير واضحة؟ - هي ليست امبراطورية بل هيئة مختصة بتوفير الدواء ولها علاقة مباشرة مع وزارة الصحة الاتحادية وموجهة للمريض وتشرف عليها وزارة المالية ماليا واداريا ،وقد يكون الغموض الذي تتحدثين عنه نابعا من كوننا نتعامل مع الدواء ولكن امورنا مكشوفة ونعمل بشفافية تامة في صرفنا للدواء للمستشفيات والصيدليات ،ولدينا مفتشون من وزارة المالية ونحن تحت مظلة المراجع العام ولانشتري او نبيع الا بواسطة لجان مختصة . { لديكم ديون لدى وزارة المالية تقدر ب 6 مليون جنيه سوداني هل أوفت بها ؟ - في الحقيقة هناك متأخرات لدى وزارة المالية وقبل شهرين من الآن جلسنا مع الوزارة ودرسنا الامر واستجابت لنا وشرعت في اجراءات اعطائنا هذه المتأخرات وسنستلم خلال الايام المقبلة 3 مليون جنيه سوداني وهذه لأول مرة يتم سداد دين بهذا المبلغ وهناك وعود بتسديد ما تبقى خلال الشهور القادمة {هل هناك مشاكل تتعلق بميزانية العلاج المجاني ؟ - هناك ميزانية مخصصة للعلاج المجاني وقدرها 3700 مليون جنيه سوداني تصل شهرين للإمدادات الطبية محصورة فقط في العلاج المجاني وهذا المبلغ يعطينا دفعة قوية . { ما هي الأسباب التي أدت الى توقف مصنع (عين سودان) للأدوية ؟ - مصنع عين سودان هو شراكة بين الامدادات الطبية وقطاع خاص سوداني وشريك ماليزي ، والشريك الماليزي فضل بيع حصته ونحن الآن نجري مباحثات مكثفة لنستقطب شريكاً استراتيجياً والمصنع يحتاج لعمل فني ومبلغ مادي قدره ثلاثة مليون دولار حتى يعمل بكل قوته . {أنت نفيت وجود نقص في الأدوية المنقذة للحياة ولكن هناك نقصاً في الفنتولين والكالسيوم جيلو كونيت ؟ - سياسة الامدادات الطبية تمكنها من الادوية المنقذة للحياة ونحن كجهة موردة نحتكم للمجلس القومي للأدوية والسموم لذلك اي نوع نستورده يمر بإجراءات الفحص في المعمل القومي (استاك) وقد تبقى العينة تحت الفحص لمدة تصل الى اربعين يوما والادوية التي تحدثت عن عدم وجودها هنالك 150 انبولة من الكالسيوم جيلوكونيت ولكن مازالت العينة تحت الفحص منذ خمسة وعشرين يوماً. {ألا يحسب هذا التأخير على المرضى ؟ - نحن استوردنا كميات قبل الموجودة الآن وعندما اخضعناها للفحص اثبتت النتائج انها غير مطابقة للمواصفات ما اضطرنا الى استيراد الكمية الحالية وهذه الادوية متوفرة بالمستشفيات الآن . {أنتم تجاوزتم القوى الشرائية بإستجلاب برنامج إلكتروني للهيئة باهظ الثمن ؟ - الامدادات الطبية ليست لها علاقة مالية وانما تكونت لجنة بأمر من وزير المالية السابق ووزير الصحة لدراسة امر الامدادات الطبية وكيفية اداء مهامها على الصورة المثلى، وصدر قرار بتكوين لجنة فيها وزير المالية ووكيل وزارة الصحة ومدير الامدادات الطبية ومدير الخدمات الطبية للقوات المسلحة على ان تتولى هذه اللجنة توفير النظام الإلكتروني . {لماذا لم يتم إنزاله في عطاءات كما هو متعارف ؟ - وزارة المالية اختارت شركة بعينها لتنفذ هذا البرنامج والشركة تتبع لها ومقرها داخل وزارة المالية وهي شركة حكومية خالصة ومؤسسوها هم وزارة المالية 30% وهيئة التصنيع الحربي 11% ومستشارية الامن القومي 5% ووزارة الداخلية 9% والصندوق القومي الاجتماعي للإستثمار 9% ووزارة الدفاع 9% والمركز القومي للمعلومات 9% وبنك السودان المركزي 9% واختارتها وزارة المالية لعمل هذه الحسوبة وليس لنا تعليق على هذا الامر. { ما الجانب الذي تفتقر اليه الصناعة الدوائية في السودان ؟ - نفتقر لصناعة المحقونات بأنواعها وعندنا الكفاءة والرغبة والسوق ونريد توجيه التصنيع الدوائي واتفقنا مع جهة وطنية حتى نتمكن من انتاجها وتوفيرها محليا . {هل تمتلكون مصانعَ تتبع للهيئة ؟ - لدينا مصنع شنغهاي سودان يعمل منذ عشر سنوات وهناك دراسة لاقامة وحدات تصنيعية جديدة ولا نركز على الارباح بشكل كبير وانما على نوعية الادوية التي سنقوم بتصنيعها والتي نحتاجها . { من المتوقع حدوث عجز خلال الأشهر القادمة ؟ - ليس من المتوقع حدوث عجز فالمخزون المتوفر الآن كافٍ وبعلاقتنا الممتدة مع البنوك نستطيع استجلاب مانريد من الدواء . { الدواء الذي يصل إلى الولايات أكافٍ ومنتظم ؟ - وزارة الصحة لديها كمية من الادوية لكل المستشفيات وتأخذ حقها بالكامل من خلال الدواء الدوار بين الامدادات ووزارات الصحة الولائية . {هناك ندرة في تصنيع بعض الأدوية عالمياً كيف تتعاملون مع مثل هذه النوعية من الدواء؟ - نعم هناك ادوية تصنع في دولة او دولتين فقط وتحتاج الى وقت طويل حتى نتحصل عليها ومع ذلك نوفرها بكميات مطمئنة ولا تواجهنا فيها مشاكل . {رشح حديث عن حصار أمريكي للسودان في الأدوية هل تأثرتم بذلك ؟ - الحصار ليس في الأدوية فحسب ولم تتأثر به الامدادات ،ونحن نتعامل مع مجموعة من الدول نستورد منها ما يكفي حاجتنا ويزيد ، والدول التي نتعامل معها الصين والهند وبعض الدول العربية.