يعتبر مستشفى الحوادث او الطوارئ كما يسميه البعض من اكبر الوحدات الطبية بمستشفى الخرطوم كما يعتبر الاكبر من نوعه بالبلاد وفي السنوات الاخيرة بات المستشفى وجهة كل المرضي الذين باتوا يدركون ترقية الخدمات بالمستشفى و توفر كل مقومات العلاج كما اسهم تراجع مستوي الخدمات بالمؤسسات العلاجية لزيادة عدد المترددين علي المستشفى حتي وصل الرقم الي «1000» مريض في اليوم كما وصل اليه الوضع الراهن علما ان متوسط عدد المترددين علي المستشفى حتي العام 2008 كان يتراوح بين «300-400» حالة . اتصال هاتفي من والد احد ضحايا الكسور قال ان ابنه ظل طريح النقالة من العاشرة مساء وحتي التاسعة صباحا داخل قسم الحوادث وعندها اخبروه بتعطل احد الاجهزة وتم تحويله لام درمان كما تكررت الشكاوى من البعض بدعوي عدم الالتزام بمجانية الادوية وخدمات المعمل .. ما دفعني التوجه الي مستشفى الحوادث وخرجت بالاتي : يلفت نظر الزائر للمستشفى تواجد عدد السيارات في الموقع المخصص لسيارات الاسعاف وتعتبر شريحة منسوبي القوات النظامية وكبار التنفيذيين من اكثر الفئات المعتدية علي الموقع وهذا دليل دامغ علي استغلال النفوذ وليت شرطة المرور حددت بعض منسوبيها برئاسة ضابط لضبط التفلت . وداخل المستشفى كان التواجد كثيفا ولافتا للنظر وبرغم اعتماد صالات الانتظار علي مراوح السقف فقد كان الهواء الساخن ابرز عنوان يصادفه الداخل وذلك بفعل كثافة المنتظرين ويقيني لولا ملامح النظافة التي لا تخطئها العين لكان الموقع كافيا لنقل الكثير . سألنا عن مكتب المدير العام للمستشفى وعندما ولجنا المكتب وجدنا الدكتورة هالة ابوزيد المدير العام لمستشفى الحوادث التي رحبت بنا لقناعتها بان الصحافة شريك رئيسي في ترقية وتطوير الخدمات الطبية ، وعندما وضعت حالة مريض الكسر امامها قالت ان دور مستشفى الحوادث يقوم علي اسعاف المريض وبعد استقرار الحالة يتم احالتها للجهة المعنية وبالنسبة للمريض مثار النقاش فقد اشرف الاطباء علي حالته وباستقرار الحالة انتهي دور الحوادث وتقرر احالته لقسم العظام وهناك كان جهاز ال«carm » خاضعا للصيانة ولما كانت هنالك مخاوف من عدم قدرة الجهاز علي القراءة الصحيحة كان الانحياز لصحة المريض وعدم تعريضها للشبهات وبشأن تقديم الخدمات بمقابل مادي فذلك امر غير صحيح فكل الادوية التي تقدم لمرضي الحوادث وتشمل اكثر من «90» دواء بما فيها اجهزة ازالة الجلطات في الاوعية الدموية التي تقدم بالمجان اضافة الي مجانية خدمات المعمل من فحوصات واشعة وهنالك العديد من البوسترات قد علقت في مدخل المستشفى تشير الي مجانية كل الخدمات، وعلي المريض وذويه ان يدركوا بعدم حق اية جهة ان تتحصل منهم علي اموال مقابل خدمات المستشفى . سألت الدكتورة هالة ابوزيد مدير عام مستشفى الحوادث عن كيفية الايفاء بمتطلبات التردد الكثيف فاشارت الي الجهود الراهنة في زيادة عدد الاسرة بالعناية الوسيطة الي الضعف اضافة الي جهود علمية في توسيع كافة خدمات الطوارئ اضافة الي استقلالية عدد من الادارات مثل الهندسة الطبية خاصة ان الاجهزة والتقنيات الطبية قد تزايدت كثيرا وبعضها غير متاح حتي في مستشفيات القطاع الخاص . خلال جولتنا بين المرضي اكد عدد كبير منهم انهم يتلقون كافة الخدمات مجانا مشيدين بادارة المستشفى وقبيل اغلاق ملف مستشفى الحوادث بالخرطوم فليت وزارة المالية اوفدت بعض منسوبيها لزيارة المستشفى للوقوف علي الكم الهائل من المرضي كما عليها الوقوف علي جهود الادارة وان تعمل علي زيادة ما تضخه من الموارد