تمتاز ولاية النيل الأزرق بأراضٍ زراعية شاسعة وخصبة وأمطار تهطل بغزارة في فصل الخريف الذي يبدأ من منتصف مايو ويستمر حتى منتصف أكتوبرمن كل عام، الأمر الذي جعلها قبلة للمستثمرين في مجال الزراعة خاصة شركة التكامل الزراعي السوداني المصري وشركة جانديل والشركة العربية باقدي رائدة الزراعة بدون حرث وشركة الشيخ مصطفى الأمين الزراعية وشركة الدالي والمزموم وغيرها من رصيفاتها التي تعمل منذ سبعينيات القرن الماضي .. هذه الشركات تمتلك مساحات زراعية شاسعة، والغريب في الأمر أنها لاتقوم بزراعة هذه المساحات بأكملها بل تستغل منها النصف أو الثلث فقط وتترك الباقي منها( بور) لعدة سنوات ولا تتيح فرصة للمواطنين الذين يحتاجون لممارسة هذه الحرفة لزراعة هذه المساحات على أن يردوها إلى هذه الشركات بعد حصاد محاصيلهم ، وهنالك بالفعل من المواطنين من يحتاج لمساحات للزراعة لان هذه الشركات قامت بشراء اغلب أراضي الولاية ولم تترك شبرا واحدا للمواطن لكي يمارس الزراعة .. الأمر الثاني : إن هذه الشركات لم ترد الجميل لولاية النيل الأزرق التي أتاحت لها الفرصة لممارسة هذا النشاط ، كنا نتمنى من هذه الشركات أن تقدم خدمات اجتماعية للمناطق التي تقع فيها هذه المشاريع الزراعية على غرار( طيب الذكر ) مشروع الجزيرة الذي ظهرت خدماته في كل ربع من ربوع ولاية الجزيرة ، هذه الشركات الزراعية باستطاعتها بناء المدارس والمراكز الصحية وتشييد الطرق وتوصيل الكهرباء خاصة أن استثمارات بعضها بدأت الزراعة منذ عشرات السنين .. نحي شركة جانديل التي ساهمت ببناء مدرسة ثانوية بمدينة الدمازين هذه مساهمة تحمد لها وكان لديها مركز صحي بنفس المدينة لكن الآن تم قفله لاندري ما السبب؟. لابد لهذه الشركات أن تقوم (من باب رد الجميل بالرغم من صعوبته كما قيل) لكن باستطاعة هذه الشركات فعل المستحيل طالما أن دخلها بالمليارات وتستفيد من اراضي النيل الأزرق البكر..نريد أن تبني هذه الشركات المدارس والمراكز الصحية وتقوم بتوصيل التيار الكهربائي لهذه المناطق وتربط بعضها بالطرق المسفلتة وان عجزت عن السفلتة فبالإمكان أن تعمل ردميات بمواصفات أو أن تقدم نصيبها من الدعم والمشاركة مع حكومة الولاية في مشروعات التنمية التي تحتاج إليها هذه الولاية اليوم قبل الغد.. أيضا من الواجب الإنساني أن تتيح هذه الشركات الزراعية الفرص للمواطنين لاستغلال أراضيها التي لاتعتزم زراعتها في أي موسم زراعي لكي يستفيد منها المواطنون الذين لايملكون مساحات زراعية خاصة ليعيدوها إليها بعد حصاد محاصيلهم .. نأمل أن تبادر هذه الشركات وغيرها بتنمية بعض مناطق الولاية التي تستثمر فيها وتستغل خيراتها .. ورد الجميل ليس بالصعب ..