لم أتمكن من حضور المناظرة التي قامت بتنظيمها هيئة دعم الوحدة بقاعة الصداقة أمسية الخميس المنصرم، ولكن اطلعت على ما قاله المتناظرون من الصحف. والملاحظات الأساسية والمهمة التي خرجت بها هي ان دعاة الانفصال هم من أبناء الشمال وأبناء الجنوب، وكذا الحال بالنسبة لدعاة الوحدة فقد كان في مجموعة الانفصال العميد متقاعد سوركتي وفاروق جاثكوت وفي صف الوحدة وقف الامام الصادق المهدي والدكتور تومي الاستاذ بجامعة جوبا والبروفسير ابراهيم غندور. والملاحظة الثانية ان كل فريق قام بطرح وجهة نظره وكانت حجة الوحدويين أقوى في حديثهم عن مخاطر الانفصال وعن ضرورة بقاء السودان موحداً، خاصة عندما تحدث السيد الصادق المهدي بما يشبه العصف الذهني وأورد 27 نقطة هي مخاطر للانفصال مقابل 11 نقطة تدعم خيار الانفصال أبرزها الاضطهاد والتهميش الذي أوقعه الشماليون على أهل الجنوب، بجانب عدم استقرار العلاقات بين الشمال والجنوب وغيره من العوامل، في المقابل كان لسان حال دعاة الانفصال لدعاة الوحدة الوطنية يقول كلما ذكرتموه صحيح لكن الله غالب «كما يقول أهلنا في ليبيا» حيث قال السياسي الجنوبي المهندس فاروق جاثكوت إن الحديث الآن غير مجد عن الوحدة والانفصال، والأفضل الحديث عن كيفية الجوار والاستفادة من العلاقات التي تربط الشماليين والجنوبيين لخلق روابط لحقن دماء متوقعة خلال الانفصال. وفي اشارة إلى اضاعة الوقت وتبديد الفترة الانتقالية التي امتدت لستة أعوام فيما لا يفيد الوحدة قال جاتكوث: إن السودانيين كلهم يعانون من ثقافة يوم الوقفة إلا ان العيد قد لاح و لا أدري أي عيد يعني وهل الانفصال عيد ينتظره الناس أم هو مأساة وطن وفشل مثقفين عجزوا كل العجز عن توحيد بلادهم في زمن تنزع فيها كافة الشعوب والأمم للوحدة وإلحاق المقاطعات والولايات بالوطن الأم. ومن المهم جداً معرفة الفائدة العملية التي خرجت بها هيئة دعم الوحدة من هذه المناظرة التي اشرفت عليها الهيئة ممثلة في الاستاذ محجوب محمد صالح رئيس الهيئة والدكتور الطيب زين العابدين أمينها العام وهل كان الغرض من المناظرة هو معرفة محاسن الوحدة واظهار عيوب الانفصال وبالتالي تكون الهيئة قد استفادت من المناظرة أم الغرض كان هو اقناع دعاة الانفصال بالوحدة وايجابياتها؟ وفي هذا الخصوص قد أفرغت الهيئة الوسع في ذكر محاسن الوحدة. ولكن الخوف أن يكون ذلك من باب أذكروا محاسن موتاكم في ظل تعميم مريع على الانفصال على حساب الوحدة رغم مساوئه ومخاطرة على الجميع. ومهما يكن من شئ فإن هيئة دعم الوحدة رابحة من هذا اللقاء وكان يمكن للربح أن يتضاعف إذا أطلقت على هذا اللقاء اسما غير اسم المناظرة كأن يكون تحت عنوان محاورة أو الحوار أو المشورة الشعبية حول تقرير مصير جنوب السودان وهذا هو المهم.