كشفت الامطار والسيول التي ضربت اجزاء واسعة من عاصمة البلاد عن ضعف وهوان شبكة طرق المدينة وهشاشتها خاصة الطرق التي تم تشييدها مؤخرا ليضيع جهد السنوات بين عشية وضحاها. لا ينكر الزائر للعاصمة الجهود المقدرة من خلال تشييد شبكة الطرق الحديثة بصورة غيرت تماما من منظر المدينة واسهمت في امتصاص مئات الآلاف من السيارات التي انضمت لحركة السير بعاصمة البلاد في العقد الاخير ما اضطر السلطات الي تشييد شوارع جديدة وفق مواصفات كانت محل انتقاد الخبراء والمختصين في صناعة الطرق غير ان الدفوعات التي اشارت اليها الشئون الهندسية من حيث تشييد طرق ولو وفق نهج تتطابق فيه جودة الطرق مع المواصفات علي مدي زمني اطول كان تكون طبقة الاسفلت في حدود (5) سم في السنة علي ان تضاف طبقة اخري خلال العام التالي وقد تمكنت الولاية وفق هذا النهج من تشييد شبكة واسعة من الطرق وفق احدث المواصفات كما يري المهندس عمر عبدالرحيم غير ان هنالك من يري بغير ذلك واصفا ما تم بالعمل العشوائى الذى يتم دون رقابة الجهات المسئولة ما يؤدي الي تحايل وتلاعب الشركات المنفذه للعمل اضافة الى عدم اهتمام المحليات بما تتعرض اليه الاحياء من افتقار للمصارف وكذلك عدم متابعة ما تجرفه السيول من طرق والتباطؤ في اعادة تأهيل الطرق اول بأول كما اشار احد المواطنين فى نهج ساخر لما تقوم به سلطات محلية الخرطوم التي اختزلت خدماتها في اصلاح وتهيئة حديقة المحلية واثاثات مكتب المعتمد التي باتت حديث المجتمع في وقت تشكو فيه الطرق الواقعة علي بعد خطوات من المحلية من الحفر والمطبات. يقول محمود ابوبكر ان استعداد السلطات لموسم الخريف تشوبه حالة من عدم الجدية رغم انه من الفصول الراتبة التي تتطلب الاستعداد الجاد في مجالات درء الفيضان وتصريف مياه الامطار. سكان العاصمة في مختلف احيائهم اشتكوا من درجة السوء التي صارت اليها الطرق التي غدت في اغلبها حفرا ومطبات بعد الامطار الاخيرة وصارت صعوبة السير علي تلك الطرق من علامات المدينة وامتدت الاضرار الي اصحاب المركبات العامه والخاصه لما تتعرض له اطارات مركباتهم من اضرار تكلفهم الكثير من المال والوقت . ومن الشوارع التي تاثرت بصورة بالغة شارع مستشفى بشائر التعليمى بحى النصر مايو وشوارع الخرطوم شرق وغرب وشوارع السوق العربى والشعبيه بحرى وشارع الثورة بالنص والشنقيطى والزعيم الازهرى وشارع الوادى بام درمان وشارع (1) بالحاج يوسف وشارع دارالسلام المغاربه وهذه الشوارع ليست على سبيل الحصر إنما لضرب الأمثلة (مع الناس ) التقت مجموعة من المواطنين الذين ابدوا انزعاجهم من الوضع الذى تشهده شوارع ولاية الخرطوم . قال المواطن كمال احمد ان شوارع ولايه الخرطوم هشه لدرجة انها لاتتحمل ابسط عوامل التعريه وهذا يدل على عدم التصميم الجيد والعمل دون تخطيط وغياب المهندسين الذين يصممون الشوارع وفق المواصفات الجيدة لتعيش اطول فترة ومن الملاحظ ان اغلب الشوارع عشوائية التصميم وتفتقر الي المصارف والمطبات والكبارى الجيده لذلك تستسلم مع اول نزول امطار وتتهشم تماما ويتساءل ما المانع من تشييد طرق بطريقة عالمية تقى الدولة من اعادة تاهيلها سنويا وتوفير المنصرفات التى تستهلكها الصيانة والاستفادة منها فى تطوير البلد. فيما قال المواطن عادل عمر ان السلطات لاتستعد لفصل الخريف مبكرا مع انه من الفصول الراتبه ويقول عادل ان الشركات المنفذه للعمل غير مخلصة وتعمل بكل عشوائيه لتستفيد كل عام لذلك لابد من غياب الجهات المسئولة بتدارك تلك الاخطاء ومعالجتها وانجاز العمل وفق تخطيط ومهارة اضافة الى اشراك صفوة من المهندسين الذين لهم باع وتجارب فى مثل هذه الاعمال وليس بالطريقة التى يعملون بها.وقال خالد عوض سائق احدي المركبات ان اغلبية شوارع العاصمة منتهية ويعانى سائقو المركبات من تلك الحفر التى تسببت فى عطل اطارات المركبات وهى من اسباب الحوادث المرورية لان كثيرا من السائقين يتفادون العبور من الحفر ويكون التفادى سببا فى حادث ،اضافة الى تشويه ا لعاصمة ورسم صورة غير حضارية مطالبا الجهات المختصه ان تهتم بالشوارع كما انها بتهتم بالجبايات والغرامات بالاخطاء المرورية. وفى السياق ذاته تحدث السائق عبدالله بكل حسرة لما تشهده شوارع العاصمة من رداءه وتدهور مقارنة بشوارع العواصم الاقليمية الاخرى ناهيك عن العالميه التى لامحال للمقارنه حتى بعد دهور وقال ان المواطن لا يجد العذر للمسئولين الذين يفعلون جهدهم في مكاتبهم واداراتهم ولا يبالغون بالتنمية فى الاحياء الطرفية للعاصمة لانها بعيدة لكن من المؤسف الشوارع الموجودة وسط العاصمة محفرة ومتهالكة ولاتطالها اى صيانة ونجد كثيرا من الشوارع لم تشهد صيانة منذ تشييدها .