ظلت مدينة الابيض حاضرة شمال كردفان والى وقت قريب من انظف مدن السودان ان لم تكن انظفها على الاطلاق وبفعل نمو المدينة وازدياد عدد سكانها وتضاعف عدد احيائها نتيجة الظروف الطبيعية والمناخية والاقتصادية التى عانت منها الولاية فى السنوات السابقة والتى ادت لهجرة المواطنين من الريف الى المدينة، وبالتالى صاحب ذلك تدهور مريع فى صحة البيئة . ورغم الجهد المبذول من معتمد شيكان الاستاذ فتح الرحمن عوض الكريم والذى شغل من قبل منصب مدير مشروع نظافة العاصمة القومية والذى ابلى فيه بلاءً حسناً وحاول ان ينقل تجربته الى عروس الرمال وذلك بانشائه لمشروع يختص بنظافة الابيض الا انه وفى الفترة الاخيرة تلاحظ تراكم النفايات فى معظم احياء المدينة وارتفعت نبرة الشكاوى من المواطنين ولاستجلاء الامر استمعنا الى الطرفين المواطن والمسئول حيث قال الاستاذ/ الصادق مهدى ابو جيب بانهم بحى القبة قد عانوا اشد المعاناة من مسألة تراكم النفايات امام منازلهم وقال ان مشروع نظافة الابيض قد بدأ بداية قوية بعد تولى الاستاذ فتح الرحمن امر محلية شيكان الا انه قد تلاحظ ان المشروع قد تراجع فى الفترة الاخيرة وتوقفت عربة النفايات من المرور بالحى مما ترك اثراً سلبياً نسبة لهطول الامطار على النفايات لتتضاعف اضرارها . اما عبد الرحمن ابراهيم على يسكن حى الدوحة فيرى ان عربة النفايات تأتى فى فترات متقطعة وبغير انتظام كما كانت فى السابق مما ادى الى تراكم النفايات لفترة قد تطول او تقصر حسب مرور العربة مما خلق بيئة ساعدت على تكاثر الذباب وتوالد الباعوض. وأثنى احمد محمد الامام تاجر بالسوق الكبير على مستوى الاهتمام بالنظافة بالسوق الكبير ولكنه عاب على مشروع النظافة عدم الاهتمام بالاحياء السكنية وهى الاهم وقال ان هنالك هبوطاً فى مستوى اداء مشروع النظافة بصورة عامة. حملنا شكاوى وآراء المواطنين ووضعناها على طاولة الاستاذ / عبد الناصر عبد الله مدير مشروع نظافة مدينة الابيض لمعرفة الاسباب والمشاكل والحلول والذى ابتدر حديثه بان امر نظافة مدينة الابيض كان من اول اهتمامات الاستاذ فتح الرحمن عوض الكريم معتمد محلية شيكان الذى قام بانشاء هذا المشروع فور توليه امر المحلية ورفده بكوادر معروفة بالبذل والعطاء ،حيث ان المشروع استهدف 112 حى بمدينة الابيض و16 سوقاً بحجم نفايات يقدر ب175 طن فى اليوم حيث يعمل المشروع بطريقة النظافة من بيت الى بيت فى 56 حياً وبنظام الحاويات فى 56 حياً اخرى اضافة الى 19 سوقاً. وبالنسبة للاحياء من المفترض وصولنا لاى حى بمعدل مرتين فى الاسبوع وفى حالة وجود اعطال فى الاليات مرة فى الاسبوع واذا لم يتم ذلك يكون هنالك يوم للمعالجة وهو يوم الجمعة . اما الاسواق فالسوق الكبير نعمل به بمعدل 3 ورديات فى اليوم والاسواق الفرعية بمعدل ورديتين فى اليوم، ومواطن مدينة الابيض بصورة عامة متجاوب قياساً بكل مدن السودان رغم قلة الخدمة المقدمة له ونعترف بذلك ويأتى ذلك لعدة اسباب ، اولها ان آليات المشروع بسيطة وقديمة ومستهلكة وهى عبارة عن ثلاث عربات ضواغط و2 قلاب و2 ترلة ورافعة واحدة و27 صندوق نفايات لتغطية كل مدينة الابيض اضف الى ذلك ان 40% من مكونات النفايات عبارة عن رمال مما يتسبب فى تعطيل الآليات علاوة على ان العربات تحمّل باكثر من طاقتها حيث يفترض ان تغطى العربة من 500 الى 750 منزل الا انها الآن تغطى من 1000 الى 1500 منزل وغالباً مايتم سد النقص بايجار عربات من السوق المحلى. اما الحلول فيرى انها تتمثل فى زيادة واستجلاب اليات جديدة وقال ان الاخ المعتمد قد شرع فى شراء بعض العربات من السوق المحلى ، كما قام الاخ والى الولاية بالتوجيه بتخصيص 4% من مال التنمية لدعم المشروع واستجلاب آليات جديدة وقال عبد الناصر انهم رغم المشاكل والنقص الكبير فى الآليات الا انه بفضل الله يرى ان المشروع له ادوار اخرى قام بها مثل انعدام الاسهالات التى غالباً ماتصاحب فصل الخريف اضافة الى خلق وظائف شبه ثابتة لحوالى 200 متشرد ساعدت فى استقرارهم . وناشد عبد الناصر حكومة الولاية وابناء الولاية داخل وخارج السودان ومنظمة الابيض الطوعية ان يضعوا امر النظافة ضمن اولوياتهم لان الوقاية خير من العلاج. هذا هو واقع حال مدينة الابيض فى مايخص النظافة وصحة البيئة ومواطن مدينة الابيض بطبعه يعشق التميز كما قال معتمد شيكان وان مواطن الابيض كل ماقدمت له خدمة يطمع فى المزيد والاجود رغم واقع الحال الذى يغنى عن السؤال ( والعين بصيرة واليد قصيرة ).