يحق للشعب السوداني الفخر والاعتزاز بالعرس الديمقراطي القائم فالسودان هو البلد العربي والأفريقي الوحيد الذي يضم خمسة وثمانين حزباً سياسياً دون إقصاء لفكر أو اجتثاث لتنظيم سياسي، حيث يدعم مجلس تسجيل الأحزاب السياسية ترسيخ الديمقراطية داخل الكيانات الحزبية ويعترف بوجود جماعة للإخوان المسلمين جنباً إلى جنب مع الحزب الشيوعي السوداني الذي قدم مرشحه لرئاسة الجمهورية في ظل نظام يصفه الغرب بالتشدد الإسلامي ورعاية الإرهاب الدولي !! . والتحوّل الديمقراطي في السودان يقل نظيره في المحيط العربي والأفريقي فالانتخابات تجريها مفوضية مستقلة مشهود لأعضائها بالحيدة والنزاهة والاستقامة والتقيد بحرية الانتخابات وشفافيتها وفق الدستور الانتقالي لعام 2005م، الذي عالج قضية الانتخابات وعكس روح اتفاقية السلام الشامل في التأكيد على اعتبار الانتخابات الأداة الرئيسية لبناء المجتمع الديمقراطي وتأسيس الحكم الراشد، حيث أمن الدستور على أن الشعب هو مصدر السلطة ومنبع الشرعية عبر الانتخابات الحرة باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن إرادة الأمة ومشيئتها . وقد أدت مفوضية الانتخابات مهامها بمهارة واقتدار في مراحل تقسيم الدوائر الجغرافية ومرحلة تسجيل الناخبين التي تجاوزت نسبة ال 81% من العدد المستهدف للتسجيل بعموم البلاد، ومرحلة قبول الترشيحات حيث يتأهب نحو 14 ألف مرشح لخوض الانتخابات التنفيذية والتشريعية، كما تدير المفوضية الحملة الانتخابية لضمان الفرص المتكافئة للمرشحين في الدعاية الانتخابية عبر وسائل الإعلام الرسمية ومنع استغلال أجهزة الدولة في الحشد لمرشحي الحكومة . كما أمن قانون الانتخابات على أحقية الدول والمنظمات الدولية وغيرها من منظمات المجتمع المدني ومندوبي الأحزاب السياسية المتنافسة المشاركة في مراقبة الانتخابات لضمان حرية ونزاهة وشفافية العملية الانتخابية حتى تسلم العملية الانتخابية من الشكوك في مرحلة دقيقة من تاريخ البلاد، ويبقى أن تحرص مفوضية الانتخابات على اختيار منظمات ذات خبرة ونزاهة في مجال الإشراف الدولي حتى يتحقق السلام والطمأنينة والبعد عن الدس وخدمة الأجندة الخفية المتربصة بالسودان وأهله كما هو الحال عند بعض منظمات العون الإنساني المغرضة، فما أكثر المزايدين علينا في مجال الحريات العامة والديمقراطية وحقوق المرأة التي كفلت لها القوائم النسبية ربع مقاعد البرلمان القادم على الأقل . . هذه صورة السودان التي يعمد البعض على تشويهها في ظل عجز السودانيين الدائم عن تسويق أنفسهم !!.