٭ السلام عليكم وكل عام وانتم بخير وحمد لله على سلامة العودة والعود احمد ان شاء الله برغم ان الغياب لاسباب محزنة فلا حول ولا قوة إلا بالله. عدد من الآراء نشرت بمنتهى الوضوح والاشفاق حول وحدة السودان ولقد تبقت شهور قليلة وكلما قرأت عن اقتراب الموعد اصاب بالفزع والحزن الاليم لأنه الانفصال المستحيل. صحيح نحن متمسكون حتى النخاع بالوحدة وللاخوة الجنوبيين رأيهم ومطالبهم إلا انه لمجرد ذكر اسم الانفصال نصاب بالحسرة ولعلنا نحن قدامى اهل امدرمان (وامدرمان هي البوتقة التي انصهرت فيها كل القبائل السودانية بمختلف لهجاتها ولغاتها وثقافاتها ومعتقداتها) الاكثر حزناً وجزعاً وخوفاً- لأن انفصال اي جزء من السودان بحدوده التي كانت في 1/1/6591 خط احمر وإن تم لا قدر الله فهذا الانفصال سبة في جبين هذه الاجيال واين النخب السودانية؟! الاتفاقية نصت على الاستفتاء بتقرير المصير على ان تكون الوحدة جاذبة هذا قبل 6 سنوات فلماذا لم نعمل لاجل ان تكون الوحدة جاذبة؟ ولعل هذا الوطن عاش على اساس التنوع وواجبنا جميعاً ليس ان نجعل الوحدة جاذبة وإنما نبني شعباً متفرداً في علاقاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بسماحة بعيداً عن مفاهيم الاثنيات والتطرف فإن السودان والسودانوية هي اساس الوحدة الوطنية (المواطنة)، هذا ما كنا نوده فالشمالي والجنوبي والغربي والشرقي متساوون في الحقوق والواجبات. الانفصال ليس فيه فائدة للشماليين ولا للجنوبيين والاستقرار والتنمية والقوة في الوحدة. كل الاطراف على علم بما سيحدث والتبعات والاستحقاقات خاصة قسمة الثروة والسلطة، وبعد ظهور البترول فإن الدخل القومي والميزانية اعتمدا عليه بنسب عالية والان الاجدى التحسب لمثل هذا اليوم. الفقر استشرى كما النار في الهشيم بفعل اعتماد سياسات اقتصادية قاسية وهى رأسمالية وجلبت الخصخصة وضياع امل دعم المؤسسات الزراعية وفي مقدمتها مشروع الجزيرة والاهتمام بالزراعة - فالزراعة هى مستقبل السودان وفرطنا واعتمدنا شعارات عاطفية لا تجدي على ارض الواقع، واصبحنا على ما فرطنا نادمين ومستوى الرعي تدني بفعل الضائقة المعيشية والانفلات في الاسعار وغياب الدعم الحكومي للسلع الاساسية- إن دولة مثل ايران تدعلم السلع الاساسية بحوالي 7 مليارات دولار حتى تبقى الاسعار منخفضة، فما بالنا نحن في السودان لا ندعم بل نكثر من الرسوم والجبايات وتحميل المواطن الضعيف ما لا يطيق فكيف لا تهتز القيم والاخلاق ويضعف الواعز الديني والوطني لأن الفساد يستشرى في كل الطبقات الثرية والرأسمالية والاقطاع. نحن مع الوحدة ولا نريد الانفصال ولكن ما نيل المطالب بالتنمني لو كل واحد تمسك برأيه ومطالبه ومعتقداته واجندته فإن النهاية المحتومة هى الضياع والندم حين لا ينفع الندم. الانفصال لن يحل لا مشكلة في الشمال ولا الجنوب- الانفصال خيار رديء وتفتيت السودان قطعاً لا يفيد اهل السودان والتضحية بوحدة السودان لا يمكن تبريرها ولا تعتبر انجازاً ولن يسجل التاريخ لنا سوى لعنة الاجيال القادمة فعلينا جميعاً ان نعود للحق والعودة للحق افضل فإن الوحدة العادلة والجاذبة هى الافضل ليس فقط للشمال او الجنوب بل لكل أمة وشعب ووطن والله المستعان. كمال دقيل فريد امدرمان