الاستاذة المحترمة د. آمال عباس.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … لست سعيدا بالانفصال، ولعلنا جميعا في حزن واسى.. ومع هذا فإن الامل كبير في المستقبل لكن التاريخ سيسجل لهذا الجيل وصمة التفريط، والسؤال هو لماذا لم نجعل الوحدة جاذبة؟ ارض السودان الكبير واسعة ولعل هذه نعمة من نعم الله علينا وكل ذي نعمة محسود. ما تبقى من السودان ارجو ان نحافظ عليه وهذا الشعب لا هو عربي ولا هو زنجي، وانما هو هجين وهناك رأي عالمي يقول ان الهجين اقوى من الاصل. علينا ان نحسم امر الهوية السودانية فنحن اقرب لحزام يضم اثيوبيا والصومال واريتريا، جيبوتي وحتى الامازيق في المغرب والجزائر. اهل ام درمان تشكلوا من هجين سوداني هم في الاساس مشروع الهوية السودانية التي تبتعد عن القبلية والجهوية، ولعل من اقوى الطوائف الدينية التي من اهم ركائز وممسكات الوحدة السودانية الانصار والختمية ثم الطرق الصوفية الاخرى. اضافة لطائفة الانصار والختمية كان من الاخطاء التي ينبغي تداركها. مؤتمر الخريجين والذي انبثقت منه الحركة الاتحادية والاستقلالية كان ايضاً من الاسس المهمة في تاريخ الحركة السياسية في بلادنا التي ما عرفت التطرف، وبالتالي لا بد من الحرية- حرية التعبير والتفكير والديمقراطية والقيم والتقاليد والموروثات السودانية. لا احد يستطيع ان ينكر دور مشروع الجزيرة وما زال مطلوباً والسكة الحديد والخدمة المدنية واقسامها وانشطتها المختلفة والثقافة السودانية واهمية نبذ العنف والكنكشة والانانية والعنف اللفظي في التخاطب والتعامل، فهذا ليس من قيم المجتمع السوداني. السودان وطن على الشيوع ليس لقبيلة او مجموعة او كيان ان يستأثر بإدارته والاحادية لا في السودان ولا غير السودان هي النظام الامثل ومحاربة الفساد والغلاء والفقر والمرض لن يكون مثلا باقتصاد السوق والجوع لن تحاربه آلية السوق والرسوم والضرائب وقسوة الجباية وتحميل المواطن اعباء التعليم والعلاج وتسحب الدعم عن الخبز والذرة وزيوت الطعام والسكر وخدمات المياه والكهرباء، وهذا الشعب عمره وثقافته اكثر من سبعة آلاف سنة فيجب احترام ثنائيته وحضارته وقيمه وتقاليده. هذا رأيي المتواضع ولست مصرا عليه ان كان هناك الافضل. كمال دقيل فريد