من يزرالدويم هذه الأيام أول شىء سيلاحظه هو الكميات الكبيرة للذباب والتى أصبحت تطوف داخل المدينة فى شكل أسراب ، حيث لم يتعود المواطنون على هذا العدد الرهيب من الذباب ،فقدإنتشرت هذه الحشرة داخل الأحياءوعلى الطرقات هذا فضلا عن السوق خاصة سوق الخضروات (الملجة)وجزارة اللحم ، فلم ينفع معه لابخورولاغيره لطرده ،فكلما حاولت إبعاده يزدادهيجانا ويصبح أكثرشراسة وإصرارا على البقاء. وعندماينتشرالذباب فى منطقة ماوبهذه الطريقة فهذا دليل قاطع على أن البيئة فى أسوأ حالاتها وأن المدينة أصبحت عبارة عن كومة من الأوساخ،وقدلاحظنا ذلك خاصة بعدالأمطارالتى هطلت قبل أيام ،حيث أدى تراكم المياه وبقاءالأوساخ فى مكبات النفايات وفى بعض الشوارع إلى وجود بيئة مثالية ومرتعا خصبا لتوالدالذباب وتغذيته،والمعروف أن هذه الحشرة تعتبرمن أخطرالنواقل للأمراض ذات الدرجة العالية من العدوى،حيث تنقل جراثيم الكثيرمن الأمراض بواسطة أرجلها أوبطنها أوفمها وعبرالأطعمة والجروح التى تصل إليها،مثل أمراض التيفوئد،الكوليرا،السل،الدسنتاريا،الرمدوالحمى القلاعية. لقدجأرالمواطنون بالشكوى من إقتحام جحافل الذباب لبيوتهم، خاصة النساء واللائى يعانين كثيرا من أجل حفظ الأطعمة من غزو الذباب ،حيث ذكرت الحاجة زينب محمدأنها إضطرت لصناعة أغطية من القماش للمواعين حتى لايقع داخلها الذباب. أما المواطنة سيدة الحاج فقالت أن النوم بالنهارأصبح من المستحيلات فى ظل الأعداد الكبيرة للذباب ،وقالت أن الذباب يسبب إزعاجا لايحتمل لكل من يبحث عن قيلولة بهجومه على الشخص النائم بطريقة تجعل الشخص ينفعل ويثور،وأحيانا يصاب بهستيريا. عددمن الجزارين وتجارالخضروات وصفوا بالوضع بالخطيروغيرالمحتمل وقالوا أنهم يعانون أيما معاناة للمحافظة على سلامة معروضاتهم ،وقالوا أن إدارة الصحة نفذت حملة لإبادة الذباب إلاأنها لم تكن كافية،وطالبوا الجهات المختصة بتكثيف الحملات حتى لاتنتشرالأمراض وسط المواطنين . وحقيقة تبادرإلى ذهنى سؤال مهم ،وهوهل يشترى المسؤولون بالمحلية بمافيهم العاملون فى الصحة إحتياجاتهم من الخضروات واللحوم من سوق الخضرواللحوم بالمدينة؟إذا كانت الإجابة بالإيجاب فتكون هذه مصيبة ،وإذاكانت بالنفى فهذه مصيبة المصائب،ففى الحالة الأولى فهم يرون التلوث البيئى والذى يسببه الذباب ورغم ذلك لايحركون ساكنا!،وفى الحالة الثانية فهذا يعنى أنهم مقرين بإنهيارالوضع البيئى بالمدينة !!. (الصحافة)إتصلت بالأستاذ محمدعظيم مديرالصحة بمحلية الدويم وسألته عن الإجراءات التى إتخذتها الصحة للقضاء على الذباب ؟فأجاب بأن إدارته بدأت حملة مكثفة لمحاربة الذباب قبل أيام وذلك عن طريق رش مكبات النفايات والسوق بأحدالمبيدات الفعالة وقال إن المرحلة الأولى من الحملة حققت نتائج جيدة خاصة فى منطقة السوق مشيراإلى أنها الأكثرتأثرا بأسراب الذباب ،وأكدبأن الحملة ستتواصل خلال الأيام المقبلة حتى يتم القضاءعلى الذباب، وحول أسباب تأخرالحملة أوضح عظيم بأن التأخير جاءلعدم وجودعمالة كافية وتباطوءبعض الجهات فى التعاون مع إدارة الصحة لوفيرالعمالة،وطمأن سيادته المواطنين بأن الأيام القادمة ستشهدإنحسارا كبيرا لأعدادالذباب وابان بأن هنالك كميات كبيرة من المبيدات تكفى لفترة طويلة،وطالبهم بمساعدة السلطات الصحية بعدم رمى الأوساخ فى الشوارع وأمام المنازل حتى لايجدالذباب بيئة صالحة لتوالده. إن الوضع ورغم أنه بدأيتحسن إلاأنه مازال فى مرحلة الخطورة مما يستوجب مضاعفة الجهود من كافة الجهات والفعاليات سواءرسمية أوطوعية وفى مقدمتها طبعا السلطات الصحية حتى يتم القضاء على هذه الآفة الخطيرة والتى قدتتسبب فى كارثة صحية وبيئية حقيقية خاصة إذا علمنا أن الذبابة الواحدة تضع وخلال أربعة أيام فقط من أربعة إلى ست مجموعات من البيض وتحتوى كل مجموعة مابين 150-200بيضة،إذن لابد من تدارك الأمروبسرعة حتى لاتنتشرالأوبئة وعندها لن ينفع الندم وسيدفع الثمن الجميع وهوالصحة فهلا تحرك الجميع من أجل إنقاذ مواطن الدويم .