ينتظر ان تكون اجتماعات الشريكين باديس ابابا حول ابيي قد اختتمت امس وسط توقعات بفشلها في حسم قضية تعريف الناخب في استفتاء ابيي، بسبب تعنت اطراف النزاع. وعلمت «الصحافة» بحدوث اختراق في القضايا السياسية بنسبة 75% بشأن المنطقة ، بينما اعلن في جوبا مسؤول رفيع في مفوضية الاستفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان امس، ان عملية تسجيل الناخبين في الكشوفات ستبدأ في 14 نوفمبر وتستمر لمدة ثلاثة اسابيع. لكن المتحدث باسم المفوضية من مركز الخرطوم، جمال محمد ابراهيم، ابلغ وكالة فرانس برس انه «لم يحدد اي جدول زمني رسمي حتى الساعة». وقال نائب رئيس مفوضية الاستفتاء الجنوبي تشان ريك في مؤتمر صحافي في جوبا ان «فترة التسجيل تبدأ في 14 نوفمبر وتستمر ثلاثة اسابيع لتنتهي في 4 ديسمبر». وتبدأ حملة الاستفتاء في 7 ديسمبر، فيما ستنشر اللائحة النهائية للناخبين في 31 ديسمبر.ودعا تشان، سكان جنوب السودان للتوجه الى صناديق الاقتراع في 8 يناير المقبل للاختيار بين الوحدة مع السودان او الانفصال عنه. وقال ريك ان «الجدول الزمني مشكلة كبرى فعلا. اننا نبذل كل ما يسعنا لاجراء الاستفتاء في الموعد المقرر». وتابع انه حتى لو ادت «اسباب خفية» الى ارجاء الاستحقاق، فإن الاستفتاء نفسه ليس مهددا، وقال «انا متفائل اذا تسجل الجميع وباتوا يحملون بطاقة الناخب الخاصة بهم، فسيجري الاستفتاء مهما حصل».وتابع «قد يتم الارجاء لاسبوع او اثنين، لكن بما ان الجميع سينالون بطاقاتهم، لا ارى اي سبب للتشاؤم». ولا تملك لجنة الاستفتاء صلاحية ارجائه، لكن يمكنها اصدار توصيات الى الرئاسة السودانية المؤلفة من الرئيس عمر البشير ونائبه الاول، رئيس حكومة الجنوب سالفاكير ميارديت، التي تملك حق ارجاء الاستفتاء. وفي اديس ابابا قال ناظر الدينكا نقوك، كوال دينق كوال ل»الصحافة» ان اجتماعا سيعقد بين وفدي المسيرية والدينكا نقوك في وقت متأخر من ليل امس للاتفاق حول تعريف الناخب والدفع بموقف محدد للحزبين «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» لمناقشته واتخاذ قرار بشأنه. واشار لاجتماعين عقدا بين وفدي الدينكا والمسيرية نهار امس دون الوصول لنقاط التقاء، وقال «ما زال المسيرية يطالبوننا بنسيان قرار لاهاي وبروتوكول ابيي وكل ما يخص الاستفتاء للدخول في نقاش حول التعايش السلمي» واضاف «اذا ما زالت تلك لغتهم في اجتماع المساء فلا اعتقد انه سيخرج بأية نتائج». لكن كوال ابدى امله في حدوث اختراق واتفاق بين القبيلتين، واكد ان الاجتماعات المغلقة بين الوفدين الرسميين للحركة والوطني حققت اختراقا في بعض القضايا. في السياق ذاته، قالت مصادر ان اجتماعات اديس ابابا سترفع جلساتها اليوم لتمكين وفد الحركة من المشاركة في اجتماعات مجلس الامن بجوبا اليوم، واكدت ان معظم القضايا السياسية التي نوقشت في اطار الوفدين الرسميين حسمت بنسبة 75% على رأسها قضية البترول، في حال تبعية ابيي للشمال او الجنوب. في سياق ثان نوه أسقف تومبورا في جنوب السودان المونسنيور إدوارد هيبورد كيسالا إلى ضرورة تطبيق إتفاق السلام الشامل بشكل «دقيق» وإجراء إستفتاء «شفاف وحيادي» مطلع العام المقبل لتحديد مصير الجنوب . وأشار خلال ندوة نظمها البرلمان الأوروبي أمس حول إضطهاد المسيحيين والأقليات الدينية، إلى أنه في حال «لم يتم هذا الاستفتاء بشكل نزيه، فإن العنف سيعود للسودان». وعبّر عن قناعته أن السودان ليس بلداً مسلماً، كما يريد له البعض، ف»لدينا الكثير من المكونات العرقية والطوائف الدينية، والإسلام أحدها، فلا يمكن إعتبار السودان بلد مسلم». ودعا الإتحاد الأوروبي إلى التضامن مع السودان، والعمل على تحسين حالة حقوق الإنسان فيه، ومحاربة كل أشكال العبودية والتعذيب الذي رأى أنه يطبق «بموجب القوانين الإسلامية بحق غير المسلمين». وختم كلامه بمطالبة المجتمع الدولي بملاحقة جميع من يضطهد المسيحيين، ومساعدة هؤلاء على إقرار حقوقهم كاملة. ويسعى منظمو الندوة من أعضاء مجموعتي الحزب الشعبي الأوروبي والمحافظين الأوروبيين إلى التعرف إلى جذور مشكلة إضطهاد المسيحيين وأبناء الأقليات الأخرى في أنحاء مختلفة من العالم.