المشاهد هي ذاتها .. سنوات مضت لم يتغير شئ بالرغم من التطور التقني والمعماري ولكن سوق امدرمان ظل كما هو في السابق يقاوم التغيير، ذات التفاصيل مازالت حاضرة، التغيير طال النظافة والجمال حيث تراجعت تلك الصور الجميلة .. العولمة لم تؤثر فيه .. مكانته في نفوس الناس بقيت هي الاخري .. الدكاكين القديمة واقفة يؤمها المتسوقون من كل حدب وصوب يقصدون السياحة في عوالم التسوق الذي وصفه الكثير من مرتادي السوق بانه يجسد تراث السودان المتنقل فكل ماتود شراءه موجود من الخضار واللحوم والملبوسات ومستلزمات العرائس . اللافت ان السوق العتيق اصبح مكبا للنفايات ومرتعا للصوص دون ان تحرك محلية امدرمان ساكنا بما يحدث فيه ، الي جانب ذلك اشتكى عدد من التجار من غلاء ايجار المحال التجارية الي جانب مطالبات المحلية لرسوم النفايات دون ان يقوم عمالها بالنظافة وتحسين بيئة السوق الذي كان يوما من الايام مثار حديث الناس في النظافة والترتيب ولكن حتى التجار انفسهم تدهور حالهم ، العديد من التجار يشتكون ارتفاع الضرائب والرسوم والجبايات... «مع الناس» كانت لها جولة داخل سوق امدرمان علي خلفية العديد من الشكاوى التي تلقتها الصحيفة والتقت العديد من التجار العاملين في السوق وتحدثت الي اسحاق ادريس تاجر ملبوسات الذي انتقد ماوصل اليه حال السوق خاصة ارتفاع الايجارات الي جانب ارتفاع اسعار البضائع من الاجمالي مما اثر علي نشاطهم التجاري واصبح المردود لايغطي الايجار اضافة الي ما تفرضه المحلية من رسوم وجبايات دون ان يكون هنالك عمل ملموس في مجال اصحاح البيئة في السوق، واضاف اسحق ادريس : « لا ندري اين تذهب اموالنا وكل شهر ندفع مايقارب ال30 جنيها دون تقديم خدمات ملحوظة للعيان» ، وطالب اسحق والي الخرطوم الدكتورعبد الرحمن الخضر الالتفات لسوق امدرمان لعظيم مكانته التاريخية عند عموم اهل السودان. اما دهب الطيب تاجر، فلم يختلف كثيرا عن اسحاق اذ اشتكى في بداية حديثه من ضعف الاقبال علي التسوق، مشيرا الي ان الاغلبية باتت تأتي الى السوق لغرض الترفيه يقابل ذلك ارتفاع قيمة الايجارات من قبل المحلية ، مضيفا « انها تقوم بزيادتها ما بين الفينة والاخري ما دفع العديد من التجار لهجر عملهم بسبب ممارسات المحلية وتصاديقها التي تمنحها في غير موقعها علي حد قول دهب ، والتي تصل قيمتها الى 200 جنيه شهريا ومن لم يستطيع تجديد التصديق يعرض نشاطه الى الايقاف والمساءلات القانونية، الي جانب ذلك تقوم المحلية بمصادرة بضاعته، مطالبا معتمد امدرمان بالتدخل لحسم امر ارتفاع الايجارات ومحاربة ظاهرة التسول التي استشرت في السوق مما عرض العديد من التجار للسرقات واعتراض المواطنين القادمين الي السوق، مطالبا والي الخرطوم بحل امر المتسولين في السودان . تجار سوق العناقريب تركناهم وهم في انتظار تفاعل المسؤولين مع معاناتهم وتوجيه الجهات المختصة بحل قضاياهم كتجار ، ثم دلفنا الي السوق اذ تكررت الشكوى من سوء حال السوق وما زاد من المعاناة هنا عدم وجود صرف صحي اضافة الي تراكم النفايات في كل مكان رغم ان عمال المحلية يتحصلون منهم 30 جنيها في الشهر، وطالب عماد الطيب وهو احد التجار بالسوق طالب معتمد محلية امدرمان بزيارة السوق والوقوف ميدانيا علي ما لحق به من الظواهر السالبة التي اجتاحته ، من شماسة ومتسولين ونشالين الي جانب انتشار جرائم السرقات، كما ان عدم وجود انارة في السوق ساهم في انتشار الجريمة واصبح وكرا لتجارة المخدرات، مطالبا الدولة بالالتفات الي امر اصحاح بيئة السوق لانه اصبح منفرا للمواطنين.