بات الهدام بمثابة ملك الموت يجرف يوميا مساحات واسعة من الاراضى الزراعية التي قوامها الطمي الخصب خاصة بمناطق الغابة التي تعرف في خارطة الانتاج الزراعي بانتاج كميات كبيرة من التمور والفواكه اذ جرف الهدام مايزيد عن خمسمائة فدان بمشروع الغابة الزراعى وما يزيدعن خمسة وعشرين ألف نخلة وعشرة آلاف شجرة فاكهة من البرتقال والمانجو والليمون وصار المزارع يعيش فى حالة نفسية سيئة جراء تمدد فعل الهدام في ابتلاع الاراضى الزراعية منذ العام1990في وقت فشلت فيه الحكومة في اتخاذ اية تدابير لمواجهة الخطر الماثل والذي يهدد بازالة المشروع تماما اضافة الي ان الهدام يؤدي لتحويل مجرى النيل بالمنطقة علما ان مشروع الغابة الزراعي تأسس في العام 1917 ضمن المشاريع الاعاشية التي تعتبر من اكبر المشاريع الزراعية بالسودان في مجالات زراعة النخيل والتى كانت قد تأثرت بمرض الحشرة القشرية قبل ان تنجح الدولة في مكافحتها على مدى ثلاث سنوات متتالية . «الصحافة» التي انتقلت الي المنطقة والتقت بعدد من ملاك الاراضى الزراعية اعربوا في احاديثهم عن قلقهم من سرعة الهدام الذى بات يشكل هاجسا بالنسبة لهم مشيرين الي انهم يفتقرون لمصادر الرزق باستثناء فترة حصاد البلح ، مشيرين الي ان حالة اللامبالاة من قبل اجهزة الدولة ستجعل الولاية الشمالية طاردة لاهلها خاصة ان الولاية تشهد تراجعا مخلا في اعداد المواطنين لعدم وجود حراك مجتمعي يساهم في خلق وظائف خدمية.وقال المزارع الفاضل بكرى ان الهدام جرف له 4 مشاريع زراعية منتجة للتمور والفواكه، مشيرا الي انه علي وجه التدقيق فقد مائة نخلة وعددا مماثلا من اشجار الفاكهة، وناشد الفاضل ولاة الامر بالشمالية والحكومة المركزية النظر فى امر الهدام الذى اصبح يهدد الاراضى الزراعية واصفا مشكلة الهدام بانها ستكون السبب الرئيسي لهروب سكان الولاية الشمالية ونزوحهم الى العاصمة الخرطوم وغيرها من مناطق البلاد لعدم توفر فرص للعمل سوى الزراعة ، وفى ذات السياق تحدث المزارع عثمان أحمد وقال ان الهدام جرف نصف الارض التى يمتلكها ومازال مستمرا فى جرف المزيد ، واكد عثمان ان الهدام متمركز من الساقية 60وحتى الساقية 15وقد بدأ الهدام منذ العام 1990 ولم تبد الدولة اى اهتمام بهذا الخطر الذى يهدد سكان الولاية الشمالية وينذر بكارثة حقيقية قد تؤدى الى تغيير مجرى النيل ، واضاف عثمان ان الهدام يلتهم يوميا مساحات واسعة من الاراضى الزراعية المبسستنة وغير بعيد عن افادة عثمان قال المزارع أحمد محمد أحمد ان الهدام جرف كل اراضيه الزراعية واصبح من غير مصدر رزق ، الامر الذى سيضطره الى ترك حرفة الزراعة وامتهان حرفة اخرى لا يدرى ماهى، مشيرا الى ان الولاية الشمالية اصبحت طاردة لاهلها جراء الهدام الذى يبتلع يوميا مساحات شاسعة من الاراضى الزراعية والبساتين وجناين النخيل الذى يمثل مصدر الدخل الاساسى لسكان الولاية، وطالب محمد السلطات ذات الاختصاص بالوقوف والنظر الى مشكلة الهدام التى باتت تؤرق مواطني الولاية، واكد محمد ان الهدام قد جرف مايزيد عن 500 فدان وما يزيد عن 25 ألف نخلة و10آلاف شجرة فاكهة وما زال الخطر مستمرا وبصورة يومية ولم تبد الدولة اية محاولات لحل هذه المشكلة التى تتفاقم يوما بعد اخر. مجموعة كبيرة من المزارعين المتضررين استمعت «الصحافة» لمعاناتهم جراء الهدام الذى اضحى مصدر قلق بالنسبة لهم مطالبين بنقل مناشدتهم للسلطات المختصة لوضع حد لمشكلة الهدام التى جرفت اراضيهم وممتلكاتهم لاسيما ان محصول البلح يساهم كثيرا فى الاقتصاد الوطنى .