«دكتور أرباب ياتمرجي يعالج الشباب» و«دكتور كاشان يداوى العظام » و«السسترات أنا عقلي فات» أهازيج واغاني نظمت في تمجيد مستشفى الأبيض في ستينات وسبعينات القرن الماضى عندما كان المستشفى قبلة لكل اهل غرب السودان حيث ظل يتميز بالنظافة والنظام الدقيق والعلاج المجاني وروعة منظر الممرضين والممرضات والسسترات بزيهم الأبيض الناصع ودقة مرور الاطباء في الزمن المحدد ، وكان في مقدمة الاطباء دكتور بشير أرباب وكاشان وفيصل فضل عليه الرحمة ومختار الشيخ رحمه الله انتهاء بعاطف والرشيد ومجاهد وغيرهم من ملائكة الرحمة في العهد الذهبي ...تلك حقبة قد مضت و مستشفى الأبيض اليوم يشكو لزمانه بعد ان تراجعت الخدمات و صار مجرد مكب للأوساخ..فزيارة لحوادث الأطفال أو الحوادث أو العنابر الداخلية تجعل المرء يكفر بالطب الحديث ويلجأ للطب البلدى أما عنابر الولادة فحدث ولا حرج أسرة متهالكة افضل منها ان تفترش الأرض وتلتحف السماء وأما قصة مبنى الولادة الجديد الذي تصدع بعد اقل من خمس سنين قبل أن تكتمل مبانية فنمسك عن الأمر حتى نرى نتائج التحقيق:لا ادري من أين نبدأ وإلام ننتهي في وصف حال مستشفى الأبيض التعليمي ولعل خير وصف له هو ما قاله والي أسبق بالولاية «لو كان عندى بغله لما تركتها تلد في هذا المستشفى» وكان ذلك الوالي ينوى هدمه وانشاء أخر جديد غير ان المزاج السياسى ذهب بالوالي قبل ان بشرع في التغيير. الوزير الجديد د.اسماعيل بشارة تحدث بمرارة عن حال المستشفى كاشفا عن حلول جذرية حتي يغدو المستشفى في حالة تليق بكرامة الانسان وأدميته ، حديث الوزير أثلج الصدور ولكن ثمة سؤال وهو متي التغيير . ان الأيام تمضى وآلام المرضى تزداد ومخاوف الاصحاء تتعاظم خوف الزمان وتقلباته. الناس هنا يناشدون الوزير بدء العمل ويهمسون في اذنه ان دع اللودرات والآليات الثقيلة ودع المستشفى اياما عدة للشمس لتقضي على كل الجراثيم والميكروبات التي تشربت بها أرضه ثم أعده معمارا يعيد ولو القليل من كرامة وعزة انسان كردفان التي أهانها كدر الليالي الظالمات وليطمئن الجدود والأباء على مستقبل أبنائهم الصحي والطبي اذا جارت الأيام وهم لا يستطيعون تحمل نفقات العلاج بالاردن أو أوروبا رغم أنهم يملكون الثروة الحيوانية ذات الميز التفضيلية على مستوى العالم والمحاصيل التجارية النقدية الأولى عالميا «ومكتول هواك يا كردفان».