لم تكن ليلة امس الاول ليلة عادية لكل من يحمل وثيقة وجواز الانتماء للسودان، فقد كانت ليلة كللها الفرح الذي هطلت سحبه وعم خراجها كل ارض المليون ميل مربع، فما فعله صقور الجديان وهم يقاتلون في الاحراش الغانية وفي مدينة كوماسي وهم ينتزعون تعادلا بطعم الفوز من براثن النجوم الغانية التي شرفت القارة في المونديال الاخير وجندلت اعتي المنتخبات، ولكنها فقدت ضوءها حينما اصطدمت بالارادة السودانية التي حمل لواءها احد عشرة كوكبا في تلك الليلة كانوا خير ممثلين لارض البطولات والشموخ والكبرياء السوداني. حالة من الخوف سيطرت علي الجميع في بداية المباراة ولكنه خوف سرعان ما تلاشي والصقور تحلق عاليا واصلة الشمس البعيدة لتبقي عيدا في ليلة شكل فيها صقور الجديان حضورا طاغيا ابتدروه وهم يقفون في حضرة الوطن منشدين ان دعا داعي الفدا لن نهن، بل نكون عند الموعد فرسان حوبة واسود حارة وهو ما حدث بالفعل داخل الملعب والفرسان يطوعون المستحيل ويهزمون دعاوي التخذيل ما قبل المباراة ومعها كل الفوارق التي تتجه لمصلحة المنتخحب الغاني على حساب السودان ولكن انتصرت العزيمة ونجوم السودان، يدخلون لارض المعركة يحملون طموحات شعب يعشق الكرة حد الوله ويعشق التميز بلا حدود. كانت مباراة في سجل الخلود والتاريخ السوداني ولكن ما بعدها كان الاروع فحالة الفرح التي سكنت قلوب الجميع كان لها ما يبررها وهو الانتماء لهذه الارض فرحة بدت صورها واضحة على وجوه الجميع الذين لم يكن لهم حديث سوى عن ملحمة اولاد السودان بعيدا عن اية اتجاهات اخرى، او ألوان تانية سوى ألوان الوطن الواحد فصورة اللاعبين وهم يصطفون داخل المرمي لاخراج الضربة الحرة تطابقت مع صورة الكثيرين في الشوارع وهم يصطفون على اجنحة الفرح الذي كان فرحا بهدوء ووداعة النيل فرحا كان في الدواخل لم تردده ابواق السيارات ولم يقطع فيه الطريق حينما يفعل البعض عند انتصار الاندية، ففرح الاب يجب ان يتدثر بثوب الوقار وهو ما حدث فالكل كان يحتضن الفرح وينام علي وسادة الوطن الكبير والعالي بتحليق صقور الجديان الذين صعدوا بإرادة الزول وعزيمته التي لا تعرف الانكسار وتتحدى المستحيل.