دفعت الحركة الشعبية في اجتماعات اديس ابابا الاخيرة باستراتيجية متكاملة حول قضايا مابعد الاستفتاء ،اقترحت خلالها دعم محدد من البترول في حال الانفصال للشمال ، مع الاستمرار في استغلال خط الانابيب والمصفاة الموجودين حاليا . وكشف القيادي بالحركة الدكتورلوكا بيونق ل»الصحافة» عن اجتماعات عقدت في اديس ابابا بشأن ترتيبات مابعد الاستفتاء، ووضعها «في اطار تفاهمات»،واوضح ان الحركة طرحت في الاجتماعات رؤية متكاملة لقضايا الساحة المتمثلة في الحدود والبترول والعلاقات الدولية ،مشيراً الى ان الربكة التي حدثت في قضية ابيي عطلتها، وذكر لوكا ان الرؤية اكدت ان للحركة دورا لابد ان تلعبة فيما يتعلق بالاستقرار السياسي للشمال ،مبيناً انها اقترحت منح الشمال دعما محددا من نصيب البترول المنتج في الجنوب في حال الانفصال ،مع استمرار استغلال خط الانابيب والمصفاة الموجودين في الشمال، واكد ان المقترح تضمن ان لاتثير قضية ترسيم الحدود مشكلة بين الطرفين ،وان تحسم النقاط الخلافية سياسيا، وفي حال الفشل، تحل عبر المحافل الدولية ،واضاف ان استراتيجية الحركة التي طرحتها امام الاجتماع تطرقت لضرورة ابرام اتفاق امني بين الطرفين في حال الانفصال لضمان الا يكون الجنوب مصدر ازعاج امني للشمال او العكس ،او ان تستضيف اي من الجهتين، المعارضين للطرفين. وتابع بالقول «بل ذهبنا اكثر من ذلك بأن يدافع كل عن مصالح الآخر» . وذكر بيونق ان الحركة اقترحت ان تستخدم علاقاتها الدولية لتحسين علاقات الشمال في قضايا مثل اعفاء الديون واسقاط العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، واكد ان اطروحات الحركة وجدت موافقة من وفد المؤتمر الوطني . وفي سياق منفصل، اتهم بيونق، المؤتمر الوطني بعدم الاعتراف ببروتوكول ابيي وقرار لاهاي وقانون استفتاء المنطقة ،مبيناً ان ذلك ظهر جلياً خلال المحادثات الاخيرة حول ابيي بأديس ،ورأى ان المؤتمر الوطني يفضل ان يحارب ضد الحركة «ولا يدخل في نزاع مع المسيرية»، واشار الى ان المؤتمر الوطني يسعى الى رفع توقعات المسيرية دون سبب بشأن ابيي ،وقال انه تنقصه الجرأة في مواجهة المسيرية بالحقائق. واكد بيونق، ان الحركة في اجتماعات اديس ابدت التزاماً واضحاً بتنمية مناطق المسيرية واستعدادها لاستقطاع جزء من نصيب ابيي لصالح المسيرية . ووجه بيونق انتقادات مبطنة لفريق الوساطة الامريكي بأديس ابابا، واتهمه بعدم فهم طبيعة منطقة ابيي ،واشار للمواقف التي اتخذها المبعوث الامريكي سكوت غرايشن لاجبار الحركة على تقديم تنازلات بشأن ابيي، وقال « شعرنا ان غرايشن يمنح المؤتمر الوطني ترضيات على حساب الشعب حتى يتم الاستفتاء .» وجدد تمسك الحركة بإجراء استفتاء ابيي، واعتبر المقترح الامريكي بضم ابيي للجنوب بقرار رئاسي محطة اخيرة يمكن اللجوء اليها. واضاف « لا نريد الدخول في استفتاء لايأتي بنتائج جيدة «، واشار لعدم وجود اتفاق حول المقترح، واكد انه في حال الموافقة عليه يتطلب ذلك اجراء تعديل لبروتوكول ابيي والمصادقة عليه من البرلمان القومي، واكد ان الامر سيحتاج للبحث عن آليات سلمية بناء على روح نيفاشا للوقوف على خيار شعب ابيي.