قال سفير بريطانيا لدى الاممالمتحدة مارك ليال غرانت أمس، ان بعثة مجلس الامن التي زارت السودان في وقت سابق هذا الشهر لمراقبة الاستعدادات للاستفتاء في جنوب السودان عادت ب «فهم أفضل» للتحديات التي تواجه البلاد قبل الحدث الذي طال انتظاره. وابلغ غرانت المجلس في اجتماع مفتوح ان «بعثة المجلس الى السودان عادت الى نيويورك مقتنعة بالاهمية القصوى للتحديات التي تواجه السودان وقد عدنا بفهم أفضل لهذه التحديات والارادة السياسية المطلوبة لمواجهتها بفضل الاجتماعات التي عقدناها»،واضاف السفير البريطاني «سمعنا التزاما قويا من الطرفين باتفاق السلام الشامل بما في ذلك اجراء استفتاء سلمي في حينه والتوصل الى اتفاق حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء». واشار الى ان بعثة المجلس «ترحب بهذه الالتزامات وتشدد على أهمية ترجمتها الى عمل ملموس» محذرا من ان المجلس سيواصل متابعة هذه القضايا «عن كثب خلال الاشهر المقبلة» بما يؤدي الى الحدث الحاسم في التاسع من يناير المقبل. من جهتها قالت مندوبة اميركا في المنظمة الدولية،سوزان رايس للمجلس «وجدنا ان الجنوبيين متفائلون جدا ومتلهفون للغاية وقد تمثلت الرسالة التي سمعناها مرارا في أنهم ملتزمون التزاما قويا بموعد الاستفتاء لكنهم قلقون من أن هذه التوقعات قد لا تتحقق» وسط مخاوف من احتمال عودة الصراع بين الشمال والجنوب. ونقلت رايس ان رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت يبدي خشية من تحضير الشمال «للحرب» مع الجنوب حول الاستفتاء . وقالت الدبلوماسية الاميركية بعد عودتها من مهمة لمجلس الامن في السودان الاسبوع الماضي ان «الرئيس كير حذر من انه يخشى من امكان اعداد الشمال للحرب بعد نقل قوات في اتجاه الجنوب». واضافت خلال هذا الاجتماع «لقد قال ان الجنوب يقترح انشاء منطقة عازلة بعرض 16 كلم تديرها الاممالمتحدة ويمنع وجود اي جندي فيها». وتابعت «عبر كير ايضا عن قلقه بشان المسائل العالقة حول الحدود، والتاخير في التحضيرات للاستفتاء» في منطقة ابيي «والمفاوضات حول تقاسم النفط والثروات». وتابعت ان كير «اكد ان الجنوب لن يعلن استقلالا من جانب واحد لكنه سينظم استفتاءه الخاص» اذا لم يتم اجراء الاستفتاء في الموعد المقرر كما يخشى بعض الدبلوماسيين في الاممالمتحدة.