*لا يختلف اثنان حول الظروف الاستثنائية التى ألمت بالمريخ هذا الموسم والتى تمثلت فى فقدانه لأكثر من 12 لاعبا خلال فترة وجيزة حيث توقفوا جميعا عن اللعب الشئ الذى جعله يؤدى كل مبارياته بتشكيلات اضطرارية ومن هذه الظروف ذاك الحدث الأليم « وفاة لاعبه ايداهو وهو يرتدى شعار النادى وفى مبارة رسمية » ، اضافة لذلك فقد افتقد المريخ كل خط هجومه فبعد رحيل ايداهو تعرض ثنائى الهجوم كلتشى وطمبل لاصابات فرضت عليهما الابتعاد عن الملاعب من قبل لأكثر من ستة شهور ولازالا غائبين. *بدأت النكبات تحل بالمريخ مع بداية الموسم فخلال فترة الاعداد الرئيسية والتى أقيمت بضاحية كاسرانى بكينيا افتقد الفريق للثنائي أكرم الهادى « الحارس الأساسى» وقتها بسبب مرض مفاجئ « حصوة » واللاعب الثانى هو بدر الدين قلق والذى أجريت له عملية لخلع «عين سمكة » فى نيروبى بعدها سافر الفريق الى أديس أبابا ولعب أمام سانت جورج وبعد اسبوعين فقط قابله فى مباراة العودة بأمدرمان وخلال تلك المواجهة تعرض حارسه الأساسى الثانى حافظ أحمد محمد لاصابة خطيرة كان من الممكن أن يفقد حياته بسببها ومن يومها أصبح حافظ خارج كشف المشاركات ومن بعد ذلك بأقل من اسبوعين لعب المريخ أمام الأمل وشهدت تلك المباراة وفاة اللاعب ايداهو « اللاعب رقم واحد فى المريخ وأخطر وأفضل مهاجم أجنبى فى السودان » لتتوالى بعد ذلك النكبات حيث أصيب كل من قلق وسفارى والعجب وراجى ثم طمبل وكلتشى وموسى الزومة مما استدعى سفرهم للخارج طلبا للعلاج ليفتقدهم الفريق ولكن برغم ذلك حافظ المريخ على تماسكه وظل قويا ومستقرا وحقق انتصارات باهرة على المستويين الداخلى والخارجى حيث نجح فى التقدم فى البطولة الافريقية وتخطى فيها ثلاث مراحل ، أما على المستوى المحلى فقد تمسك المريخ بصدارته لبطولة الممتاز واستطاع أن يحافظ على سجله خاليا من الخسارة عندما فاز فى 12 مباراة متتالية وتعثر فقط فى اخر مباراة له أمام الهلال وبرغم ذلك فقد أنهى الدورة الأولى وهو متصدر لها بفارق 3 نقاط، وهنا لابد من الاشارة للانجاز التاريخى والرقم القياسى الذى حققه المريخ فى تلك الفترة وهو أنه لم يتعرض لأى خسارة خلال موسمين ونصف الا مرة واحدة فقط كانت أمام حى العرب ببورتسودان فى العام 2008 وخلال ذاك الموسم حصل المريخ على بطولتى الدورى والكأس ، وفى الموسم السابق سجل المريخ سابقة تاريخية فريدة لم تحدث من قبل فى السودان ولا نظنها قد حدثت فى العالم الخارجى بل قد لا تتكرر مرة أخرى لا هنا ولا بالخارج والمتمثلة فى أنه لم يتعرض لأى خسارة فى 24 مباراة التى أداها فى الدورى الممتاز، وبرغم ذلك لم ينل البطولة، كما يحسب التاريخ للمريخ وتثبت الأرقام التى لا تكذب ولا تتجمل أن المريخ استطاع أن يحافظ على سجله خاليا من أى هزيمة فى البطولة المحلية الكبرى « الدورى الممتاز » خلال 52 مباراة أداها فى ثلاثة مواسم « 16مبارة فى الموسم 2008 + 24مباراة فى الموسم 2009 + 12مبارة فى هذا الموسم 2010م» ليحطم بذلك الرقم القياسى العالمى والذى كان مسجلا لفريق الأرسنال الانجليزى الشهير . قصدت من السرد أعلاه القول ان ظروف المريخ « لو» كانت طبيعية لما كان هناك منافس له وهذه حقيقة يعرفها خصوم المريخ قبل أنصاره الشئ الذى يجعلنا نتعاطف مع هذه الظروف ونرى فيها مبررا كافيا ومقنعا، وأي مريخى صميم وصادق فى انتمائه للمريخ يقدر هذا الظرف الحرج والصعب ويكفى أن خط الهجوم المريخى الحالى قوامه مدافعان ولاعبا خط الوسط « النفطى - قلق - راجى - مصعب عمر »، وهذا دليل كافى يؤكد المعاناة التى يعيشها فريق المريخ بسبب فقدانه للمهاجمين. *يحسب للمريخ «مجلسا وجمهورا وفريقا وجهازا فنيا» أنهم تعاملوا مع هذا الواقع المرير بقدر كبير من الحكمة والصبر والتجاوب وقد أكدت جماهير المريخ الوفية على صفويتها وهى تتعاطف مع الفريق وظلت تدعمه وتحث اللاعبين وتشجعهم وتساندهم بكل قوة ونشهد لمجلس المريخ أنه تعامل مع هذا الملف بحكمة وحنكة وصبر وظل يجتهد من أجل الوصول بالسفينة الى بر الأمان دون خسائر وقد نجح بالدرجة الكاملة ونرى أن الظروف التى ألمت بالمريخ لو أصابت أى نادٍ غيره فى العالم لأدت الى فركشته وضياعه. *الفترة الحالية بالنسبة للمريخ هى بالغة الأهمية والحساسية وتتطلب من كل المريخاب أن يربطوا الأحزمة وارتداء « لبس خمسة » والحمد لله أن المريخ لازال فى قلب المنافسة وبامكانه أن يخرق العادة ويحول المستحيل الى ممكن ويحقق بطولة الممتاز برغم هذه الظروف القاهرة والصعبة جدا لا سيما وأن أمر الفوز بالبطولة لازال بيده بمعنى أنه اذا فاز المريخ فى مبارياته المتبقية فانه سيحصل على بطولة الممتاز، وان كانت هناك قولة يرددها أهل الفروسية حيث يقولون « الخيول الحرة بتجى فى اللفة » فنرى أن المريخ يملك صفات الخيول الحرة وبالتالى يمكن له أن يحقق طموحات جماهيره ويأتى فى اللفة والمرحلة الحالية فى الممتاز تشابه « اللفة فى ميادين الفروسية » فهل سيأتى المريخ ؟. *فى سطور * الاتحاد العام مطالب بأن يعيد النظر فى برمجة مباريات طرفى القمة فى الدورى الممتاز حتى يوفر عنصر العدالة بمعنى أن لا يمنح أى منهما فرصة اللعب على مباريات الأخر فليس من العدل ولا المنطقى ان يلعب المريخ ثلاث مرات قبل الهلال لأن لذلك كبير الأثر حيث سيلعب الهلال بدافع جديد ومختلف أيا كانت النتيجة التى ستنتهى عليها مباراة المريخ المعنية ولهذا نرى أن المريخ من حقه أن يخاطب الاتحاد العام فى هذا الخصوص. *نتمنى ان يرتقى بعض نجوم المريخ لمستوى المسؤولية ويلعبوا بجدية وقوة بدون استهتار أو تراخى فالظرف لا يحتمل أى تهاون. *لابد أن يعرف نجوم المريخ ضخامة المسؤولية فى الفترة القادمة ويتعاملوا معها بجدية. *فى اعتقادى الخاص ان نجوم المريخ هم الأجود فى الساحة وليس هناك من هم أفضل منهم، والدليل أن كل الفرق عندما تلاعب المريخ تلجأ للخطط الدفاعية ورقابة نجوم المريخ بطريقة «الظل» وان تعاملوا بهذه الحقيقة فسوف يكون التفوق من نصيبهم .