قياسا على التوقيت الذي يقوم عليه الموسم الكروي القومي فان بطولة كأس السودان تبقي هي الاكثر اهمية من نظيراتها بطولة الدوري الممتاز لكون ان الاولى تقام مباراتها الختامية في نهاية الموسم بالتالي تبقى احداثها ونتيجتها هي الاكثر امتدادا من بطولة الممتاز على اساس ان الذي يحققها يكون هو بمثابة بطل الموسم ، ولنا ان نقيس بالوضع الراهن اذ ان فوز المريخ ببطولة كأس السودان اصبح هو الحدث الطاغي على الساحة بينما لا اثر لبطولة الممتاز. ٭ فتحقيق المريخ لبطولة كأس السودان بعد فوزه على نده التقليدي الهلال مسح له كل سلبياته في الموسم كما غطى على خسارته لبطولة الممتاز وجعله بمثابة البطل العام للموسم الكروي السوداني. ٭ وبقراءة لمشوار المريخ هذا الموسم والظروف القاهرة التي مر بها فنرى ان تحقيقه لبطولة كأس السودان واعتلائه على مقعدها للمرة العاشرة يعتبر انجازا بل اعجازا اذ ان المريخ تعرض «لمصائب وكوارث» هذا الموسم كانت كفيلة بأن تجعله يتعثر ذلك حينما فقد 08% من ركائزه الاساسية لاسباب مختلفة «ايداهو بالوفاة طمبل وكلتشي حارسي المرمى حافظ واكرم بسبب الاصابة» فضلا عن ذلك فقد افتقد الفريق جهود «5» لاعبين اثناء الموسم لفترات طويلة بسبب الاعاقة ايضا وهم فيصل العجب سفاري موسى الزومة بلة جابر الشغيل.. وبرغم ذلك استطاع المريخ ان يواجه هذه الظروف بكل صلابة وقوة ارادة وبعزيمة فاقت حد التصور ونجح في ان يواجهها بكل قوة وصمود حتى وصل للمرحلة الطبيعية له كمنافس على البطولتين القوميتين ونرى ان المريخ قد قدم درسا فريدا في كيفية تجاوز الظروف وهزيمتها لكافة الاندية العالمية. ٭ نعود لاحراز المريخ لبطولة كأس السودان ونرى ان من حق جماهيره ان تفرح وتهلل وتملأ الساحة ضجيجا ولها ان تسرف في البهجة وذلك لان فريقها نجح في ان يسترد بطولته المحببة واستطاع ان يختم على الموسم بالشمع الاحمر ويصنع بسمة عريضة على شفاه جماهيره ستمتد طويلا. ٭ من اكبر المكاسب التي خرج بها المريخ من هذا الموسم القاسي عليه انه استرد عافيته ومنهجه والطريقة التي اشتهر بها منذ تأسيسه وهي اللعب بالروح القتالية العالية والشراسة والعنف والقوة والجدية وهذا ما كان غائبا عن اداء المريخ لفترات طويلة غير ذلك فقد نجح المريخ في تعويض جماهيره خسارته للممتاز ذلك في خلال ظرف قصير لم يتعد الاربعة ايام وهذا في حد ذاته انجاز يحسب للمريخ. ٭ لا نرى ان في سعادة المريخاب تقليلا من شأن الآخرين ولا استفزازا لهم ومن يفوز من حقه ان يفرح وان كان لنا ما نختم به فهو الاشادة بنجوم المريخ ومجلس ادارته وجماهيره الذين صبروا وثابروا حتى نالوا شهادة التفوق والجودة. في سطور: ٭ كان متوقعا ان يرفض الاتحاد الافريقي لكرة القدم «كاف» الشكوى والاستئناف الذي تقدم به الهلال ولكن برغم ذلك فقد كان للبعض رأي اخر يتمثل في صناعة امال وهمية واحلام وردية للفت الانظار عن الخروج عن البطولة الكونفدرالية. وكل ما نرجوه ان نقتنع بالواقع والحقيقة. ٭ رفض استئناف الهلال نرجو الا يتعامل معه البعض على اساس انه خسارة جديدة. ٭ ما يحدث الآن سبق ان نبهنا له وحذرنا منه قبل اكثر من عامين ونرى ان الانفلات الراهن ما هو الا مناظر فقط لفيلم مثير قادم! ٭ «الكورة» الآن في ملعب الاستاذ حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة والبروف علي محمد شمو والاستاذ العبيد أحمد مروح والكل ينتظر منهم قرارا وانفعالا يوازي حجم الانفلات والانفعال الذي يملأ الساحة. ٭ كرة القدم لعبة للمتعة والترفيه وليست مجالا للاحتراب والعداءات والكراهية والحقد والحسد والاساءات والشتائم وان فقدت هذه القيمة فيجب ان تلغى! ٭ نرفض توجيه الاساءات والشتائم لاي انسان وليس من العدل ان نقبلها لشخص ونرفضها للآخر.. وليس هناك حدا او سقفا للاساءة! ٭ وان كنت املك الحق لقررت على الفور الغاء او تجميد ما يسمى بكرة القدم في السودان لانها اصبحت مصدرا للازعاج.