رفضهما القاضي قبل أن ينظر و يدقق في أوراق ستؤدي آخر الأمر إلي طلاقهما.. واللذان قدما برغبة عارمة لاستخلاص نتيجة حكمه. ولكن القاضي ود ألا ينفذ أمر الطلاق.. وهو يستمع إلي بكاء طفل خارج قاعة المحكمة. وقد أدرك أن ذلك طفلهما.. والذي قد يصاب بنصيب أكبر من التعاسة غير ذلك البكاء. استدعاهما القاضي بهدوء رغبة منه في محاورة كل واحد علي إنفراد وهو ينظر إليهما بعطف أكثر من البحث في الوقائع المرهقة التي تؤكد مكائدهما للبعض.. واختلافاتهما الجوهرية مع بعضهما، وأحس بحاجتهما للمال ذلك الذي كان الشاحن والشاحذ الأكثر لإتباع نهج العداء والمغالطات والتناوش. وقد كان حافزه في ذلك إحساسه الإنساني أكثر من أنه عليه الإندفاع لتحقيق سير العدالة. طلب القاضي من كليهما عدم إفشاء السر.. الذي فيه إعادة إنعاش رغبتهما في المحبة والوئام والانسجام وعدم التفكير أو الإصرار علي الانفصال وإتلاف عش الزوجيه و هجر وكره الجميل... الحزين. منح القاضي كلاً منهما مبلغاً كبيراً من المال رغبة منه في إرضائهما دون أن يخبرهما معاً - وذلك ما حدا بكليهما باستعادة سعادة خفية - دون أن يعرف أحد الزوجين أن القاضي أهدي للآخر مثل ما أهداه وعاد الاثنان فرحين - و ناسيين تماماً أمر الطلاق كل منهما أكثر فرحاً من سواه وعادا لحياتهما الطبيعية... وبعد فترة من نفاذ الخلافات التي كان سببها الحاجة أخذ كل منهما يفكر في كيفية رضي الآخر واستغنائه عن ضرورة الطلاق بهذه السرعة.. وقد أوصلهما ذلك أخيراً إلى المصارحة في الذي قضاه القاضي من نفقته الخاصة فضحكا شديداً حتي علا بكاؤهما من الفرح.. مقدرين للقاضي تلك الوسيلة الرائعة والعظيمة لإيقاف الردة عن الحب والحياة الحميمة.. لكنهما أنفقا جميع ما وهبهما دون أن تكون هناك بدائل متوفرة.. تسرع لإيصال الأموال إليهما.. لم يمض وقت طويل حتىّ رمقهما القاضي مرة أخري وران قبل أن تدفعه نفسه للاستفسار.. وكان يشير كل واحد منهما للأخر بأنه السبب.. حتى قال القاضي: وما بكما اليوم ؟ فأسرع كل منهما بالقول متلهفاً: لقد قررنا الطلاق