وذات يوم حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث وأنا متوجه إلى الأبيار بسيارتي ال»تروا شوفو» أشارت لي إحدى الفتيات أن توقف وخذني معك إلى ابن عكنون.. وقد كانت جرت العادة أن آخذ معي بعض الناس لأتلصص على أفكارهم وحديثهم وطريقة لبسهم وكل ما هو فيهم.. نظرت إليها نظرة تمل وقلت لها أنت رمانة.. وفي الطريق إلى حي البنات قصصت عليها حكاية رمانة. وبعد إيصالها إلى الحي الجامعي عدت أدراجي إلى وجهتي. وفي يوم من الأيام وأنا مار من أمام الحي الجامعي أشارت لي فتاة أن توقف..، توقف.. فتوقفت وإذا بموقفتي من عين البيضاء، بنت بلدي، ودمها من نفس دمي وملامحها هي تقريبا ملامحي ومن نفس العرش. وبالتالي فكما كان دافنشي يرسم الجوكوندا، فأنا كذلك ربما كنت أبحث عن وجهي في مرآة ما، قالت لي رفيقتي الجديدة أرجو أن توصلني إلى مستشفى مايو فلي موعد لإجراء عملية جراحية، فكما ترى لم أجد المواصلات... وبعد حوالي 500 متر، التفتت رفيقتي إليّ وقالت: ألم تعرفني بعد؟ قلت نعم، ومعذرة... لم أعرفك. قالت أنا رمانة.. لا لست رمانة قلت. لتردف الواقع أنني تغيرت بعض الشيء، فقد زاد وزني قليلا و، و..، وأنا حزينة لهذا الأمر.. ومن تلك المناسبة عرفت رمانة.. أما تجربة «الشمعة والدهاليز»، فالواضح أن الشاعر هو المرحوم يوسف سبتي وأما زهيرة كانت تشتغل بالجاحظية. وأما بالنسبة إلى الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي» فلا يحيل على أشخاص بأعيانهم، أو شخوص أعرفهم، وذلك بسبب هيمنة الإحالة على التجريد، ولو أن في ذلك امتدادا ل»الشمعة والدهاليز». وأما بالنسبة إلى « الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء» ففيه عبد الرحيم فقراء مراسل الجزيرة وبعض الرؤساء العرب كزين العابدين بن علي وغيره ممن ورد في الرواية، وكل هؤلاء موجودون في الواقع». وهنا ينبغي أن أشير، يقول وطار، «إلى أنني آخذ 5 % من الشخص، من هيكله العام، ولكن أعطيه أبعادا بعضها موجود فيه أصالة وبعضها الآخر من اصطناعي ولكنه يتميز في العمل بالتصرف حرا ومستقلا عن إرادتي، فالشيخ بولرواح مثلا، لا أتفق معه إيديولوجيا، بل وتمنيت له الموت. ولكننني لم أستطع أن أقتله أو أجعله ينتحر بإلقاء نفسه من على الجسر سيدي مسيد المعلق في قسنطينة. وذلك رضوخا لشخصيته وللمناخ العام الذي سارت فيه الرواية، ثم لأن الإقطاع، أولا، لم ينتحر، وأن هذا الفكر لا ينتهي بموت أو بانتحار الشيخ بولرواح. بالتالي فجانب من الموضوعية يحتم علي أن أحافظ على شخصية تمنيت لو أنني اغتلتها. وأعتقد أننا مهما كنا على دراية ومراس، لا نستطيع أن نخرج عما هو موجود حولنا وفي حواسنا. #. البحث زمن الحلم.. زمن الله لم يغادر الطاهر وطار مدرج الشهيد بن بعطوش دون الكشف عن نوع من النسق الفكري الذي يصدر عنه في رؤيته للعالم والحياة من حواليه؛ حيث أوضح بهذا الخصوص بأن الجدير بالإشارة بخصوص موضوع اصطناع الشخصيات والكتابة بصفة عامة «أننا عندما نقوم باستنساخ خروف أو إنسان ففي الحقيقة أننا لم نخترع شيئا، بل اكتشفنا بعض آليات الخلق بالمعنى البشري. وأعتبر أن البشرية من خلال فتوحاتها العلمية والتقنية المتناسبة مع تطورها الفكري، إنما تقوم في كل مرحلة باكتشاف أشياء لم يكن من الممكن أن تكتشف في غير محلها المناسب». ليكشف وطار أنه يسعى «للسيطرة روائيا على زمن الحلم. وزمن الحلم هو زمن الله. وزمن الحلم أن تكون هنا وتكون هناك وتكون في الماضي وقبله. وقد بدأت مشروعي هذا من خلال رقصة يوسف السبتي في بيته في نفس الوقت في الحراش وفي قسنطينة؛ قدم في الحراش وأخرى في قسنطينة. وفي الولي الطاهر أحاول أن ألغي الزمن العادي. وهذا ليس لي أي فضل فيه بقدرما هو مجرد اكتشاف. فبواسطة جهاز هاتف صغير أو وسيلة إعلامية نستطيع أن نتصل بأي شخص وفي أي مكان في العالم بالصوت والصورة في آن واحد. هذا الزمن مهم جدا بالنسبة إليّ في بحثي عن رواية لازمنية. وهي عملية أقرب ما تكون إلى صورة بهلوان يلعب بعدة كور يقذف بها ويمسك في الوقت الواحد دون أن تفلت منها أي منها»، ختم شيخ الرواية الجزائرية العربية (رحمه الله) مداخلته. #. أعماله الأدبية: خلف الطاهر وطار للمكتبة العربية تراثا أدبيا غنيا تراوح بين القصة القصيرة والرواية والمسرحية مترجما إلى معظم لغات العالم. هذا إلى جانب عشرات الأعداد من مجلة «التبيين» وملحقيها: «الشعر» و»القصة القصيرة». المجموعات القصصية: 1. دخان من قلبي، (تونس 1961، الجزائر 79 و2005). 2. الطعنات، (الجزائر1971 و2005). 3. الشهداء يعودون هذا الأسبوع ( العراق، الجزائر 1984 و2005 ). المسرحيات: 1. على الصفة الأخرى (مجلة الفكر، تونس، أواخر الخمسينات). 2. الهارب (جلة الفكر، تونس، أواخر الخمسينات) الجزائر، 1971 و2005. الروايات: 1. اللاز، (الجزائر 1974، بيروت 82 و83، إسرائيل، 1977، الجزائر 1981 و2005). 2. الزلزال (بيروت 1974، الجزائر 81 و2005 ). 3. الحوات والقصر، الجزائر جريدة الشعب في 1974، وعلى حساب المؤلف في1978، القاهرة1987، والجزائر2005). 4. عرس بغل ( بيروت عدة طبعات بدءا من 1983، القاهرة 1988، عكة؟ والجزائر في 81 و2005). 5. العشق والموت في الزمن الحراشي ( بيروت 82 و 83، الجزائر 2005 ). 6. تجربة في العشق ( بيروت 89، الجزائر 89 و2005). 7. رمانة (الجزائر 71 و81 و2005). 8. الشمعة والدهاليز (الجزائر 1995 و2005، القاهرة 1995، الأردن1996، ألمانيا دار الجمل2001). 9. الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي (الجزائر 1999 و2005، المغرب 1999، ألمانيا دار الجمل2001). 10. الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء (الجزائر جريدة الخبر، وموفم2005، القاهرة أخبار الأدب2005، إسرائيل مجلة مشارف 2005). 11. قصيد في التذلل (الجزائر، منشورات الفضاء الحر، 2010). الترجمات: ترجم الطاهر وطار ديوانا للشاعر الفرنسي فرنسيس كومب بعنوان الربيع الأزرق APPENTIS DU PRINTEMPS ، الجزائر 1986. المذكرات: «أراه... الحزب وحيد الخلية... دار الحاج محند أونيس»،(الجزائر، دار الحكمة 2006).