* ثانوية حلفاالجديدة الأكاديمية العليا كانت مدرسةً نموذجيةً ، مبنىً ومعنى .. * فقد كانت أنيقة جداً بمقياس ذاك الزمان .. * وربما حتى زماننا هذا .. * ويكفى أن أشير لا مؤاخذة الى حماماتها التى كانت ذات مقاعد أفرنجية لتدرك معنى الأناقة التي عنيتها .. * ثم كانت ذات معلمين وطلاب كأنما تم إختيارهم بعناية .. * وكذلك (صولها) العم سليمان .. * وسليمان هذا هو الذي يعنينا في سياق إشارتنا إلى ثانوية حلفا الأكاديمية .. * وفي سياق حديثنا عن الشرطة كذلك وتساؤلاتنا التي وجهناها اليها في زاويتنا هذه قبل أيام .. * فقد كانت هنالك حجرة أنيقة أيضاً في مدرستنا تلك مخصصة لعم سليمان الصول .. * والغرض من ذاك التخصيص هو جلد من (يُؤمر !!) سليمان بجلده من الطلاب .. * ولكن سليمان لم يجلد أحداً أبداً إلى أن تخرجنا .. * فهو لم يكن يكتفي بتلقي (أوامر !!)الجلد وإنما يسأل الطالب المعاقب عن سبب العقوبة .. * والسبب دائماً ما يكون غير ذي صلة ب (الهرجلة) ، أو التأخير ، أو الإهمال الدراسي .. * لقد كانت أسباباً ذات صلة ب (الواقع السياسي!!) لذيّاك الزمان .. * فقد كان كلُّ منهم الآمر والأمور معاً (عبد المأمور!!) .. * وعمنا الصول أي المأمور الثاني كان يُخرج نفسه من مأزق تنفيذ الأمر بإدخال الطالب (المشاغب!!) إلى الحجرة الأنيقة إيّاها ثم يجلد (بوته) العسكري عوضاً عن الطالب .. * ولا ينسى وهو يجلد حذاءه أن يأمر الطالب بأن يصرخ حتى يسمعه (الآمرون) .. * فقد كان ينأى بنفسه من أن يكون (أداةً!!) عقابية في غيرما تقصير تربوي .. * وشرطتنا السودانية نحمد لها كذلك اجتهادها في النأي بنفسها من أن تصبح أداة عقابية لأفراد شعب هي (في خدمتهم) حسب شعارها في غيرما جريرة (جنائية!!) .. * وحين يشى (ظاهر!!) الأشياء بغير ذلك فمن حقنا عليها نحن الذين هي في خدمتنا أن نستفسرها لكى (تطمئن قلوبنا) .. * وهذا ما فعلناه نيابة عن الشعب قبل أيام تحت عنوان (تساؤلات للشرطة) .. * وكما توقعنا تماماً فقد كانت الاستجابة فورية عبر مدير إدارة الإعلام العميد هاشم علي .. * ثم بعد ذلك عبر اللواء ناصر نفسه الذي وقعت في دائرة إختصاصه أحداث السعدة .. * فالمسح الذي أثار حفيظة أهالي المنطقة حسب اللواء ناصر محمد يوسف هو خطوة لابّد منها لحصر الذين هم مستحقون للتعويض .. * والرصاص الذي أوقع جرحى في صفوف المحتجين لم تلجأ إليه القوى الشرطية الا بعد عجز البدائل الأخرى عن وقف الهجوم الذي تعرض له الماسحون .. * ثم إنه كان مصوباً أي الرصاص نحو (الأسفل) وليس في اتجاه المناطق التي توصف بأنها (في المليان) .. * أما السؤال المتعلق بمشاركة أفراد من القوات النظامية في عملية تأمين أرض مدينة أفريقيا للعلوم والتكنولوجيا فالإجابة عليه هي من قبيل مقولة عادل إمام الشهيرة : (أنا لو أعرف أأوول على طول) .. * وما زال أهلنا بمنطقة كجبار في انتظار من (يؤول لهم على طول) حقيقة ما أدى الى استشهاد نفر من أبنائهم بمثلما فعل تجاهنا الآن اللواء ناصر ب(الوضوح!!) كله .. * ما زالوا في انتظار لجنة التحقيق (إيّاها!!!) .. * ولجنة التحقيق هذه ربما كان في فم كلٍّ من أعضائها (ماء!!) .. * فآثروا والحالة هكذا أن يجلدوا أنفسهم داخل غرفة شبيهة بغرفة عم سليمان الصول .. * ثم صرخوا بالنيابة عن (الآمرين !!) حتى يسمعهم أهل كجبار .