نظم مركز راشد دياب الثقافي مؤتمراً صحفياً على شرف الاحتفاء بالفنان العالمي ابراهيم الصلحي وتكريمه، حضره عدد من الصحافيين والاعلاميين وبعض التشكيليين، طرحت خلاله العديد من الاسئلة والمداخلات، وادار الحوار فيه د. راشد دياب وشرفه السيد السموءل خلف الله وزير الثقافة. وتحدث الصلحي مؤكداً على أهمية دراسة التذوق الفني في رياض الاطفال والمدارس والجامعات، واضاف ان جامعاتنا مجردة ليست بها كليات فنون مرتبطة بها مناهج مكملة للدراسة المهنية، وذلك بهدف محو الامية البصرية ومسألة التلوث الثقافي وهو جانب مضر بالبصر والبصيرة.. اما في ما يخص المدارس الفكرية، فمدرسة الواحد التي قامت بعد مدرسة الخرطوم كانت في الحقيقة تفرعات من مدرسة الخرطوم التي لم يكن لها بيان، وهي الحسنة الأساسية في مدرسة الخرطوم، فهو كان عمل افراد هدفهم واحد لخلق كيان جديد للصورة السودانية، وهي قصة مرتبطة بالهوية سياسية كانت ام ثقافية، تراثية ام فردية، والمسألة مرتبطة بمسألة المدارس الفنية، وهي اما ان يقودها الفن كما حدث في عهد النهضة والعودة الى الفن الاغريقي والفن الكلاسيكي. وفي ما يتعلق بقانون النظر وخلق المجال خلق الصورة بالذات. وركزت على هذه الاعمال، والمدرسة هنا قد تكون فكرية فردية وقد تكون جماعية في بيان واضح، والمسألة لم تنته فهي مستمرة وموجودة، وهنالك فنانون يعملون في حالة انفرادية ومؤثرون في الآخرين، وهنالك من يلتف حول الآخرين. والآن تعددت المدارس والتوجهات التشكيلية، وصارت كثيرة العدد.. أما الحديث عن دور الفنان السوداني بالذات في ما يتعلق بالوحدة والانفصال، اتمنى ان تجد هذه المسألة الحل في الاستفتاء القادم، واتمنى أن يظل السودان موحداً مترابطا، علما بأن هنالك جغرافيا ذكر شيئا مهما ذكرته عدة مرات لاخواننا الجنوبيين بجمعية الدراسات السودانية في بريطانيا وفي جامعة انتوني «كمبردج»، وهو ان هذا الجغرافي المتخصص بأن الحد الجغرافي اقتصادياته متكاملة، فالموجود في اعلى الوادي لا يوجد في اسفله، ومع ذلك ان كان الانفصال رغبة الجميع فلا بأس، لكن الإنسان يتمنى ان يظل السودان الذي عرفناه وحدثت فيه تمازجات عديدة عرقية وثقافية مستمرة عبر الزمن. واتمنى أن يظل كما هو، والفنان في الحقيقة هو مؤرخ ومسجل للاحداث، وانسان تتضمن اعمال الكثير من المرئي وغير المرئي، وعلى الفنان ان يكون شعوره بالذات في المقام الاول نحو المجتمع البشري ككل والمجتمع السوداني على وجه الخصوص، ويبين الميزات والقيم الموجودة في هذا العمل، فهذا هو الدور الحقيقي للفنان. كما تحدث السموءل خلف الله عن الصلحي قائلاً: نحن أمام مسيرة كبيرة فيها اجتهاد وعمل وفكر وموضوع، واتجاه لله سبحانه وتعالى، وهدفه واضح من الحياة فلسفة، فنون، آداب، معلم، وغير ذلك. وهو واحد من أبناء أم درمان وترعرع وسط عائلة الصلحي التي خرجت لنا كثيراً من المبدعين، وهو واحد من الذين قادوا الثقافة في السودان. وأضاف قائلاً: نبشر الصلحي بأن واحداً من المشروعات الكبرى ضمن خطة الوزارة لعام 0102م هو تنفيذ المركز الوطني للفنون التشكيلية، ونحن اخترناه ضمن مشروعين آخرين بدأ العمل فيها، أولهما مشروع المكتبة الوطنية، وقانونها وضع عام 8291م، وجدد في عام 7491م وما زالت فكرتها عالقة في اذهان السودانيين الآن خلال هذا المؤتمر. ونبشر بأننا منحنا قطعة ارض 9 آلاف متر امام فندق الهيلتون، والآن جاء مستثمر يوناني ووافق على تمويل مشروع المكتبة الوطنية بمبلغ اربعين مليون دولار خلال سنتين، وقد وافق السيد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية ووزير المالية.. اما المشروع الثاني فهو المركز الوطني للفنون التشكيلية وقطعته محددة، ويوجد تبرع قديم نسعى لتجديده مع مجموعة من التشكيليين بالاتصال بالاستاذ يوسف عيدابي لتجديد هذا التبرع الذي تبرع به سلطان القاسمي أمير الشارقة لقيام هذا المركز، والمشروع الثالث هو المسرح الوطني، وهو واحد من المشروعات التي يمكن أن نطلق عليه المدينة الإعلامية الثقافية، وستتم دعوة الإعلاميين قريبا لرؤيته، ويتكون من ثلاثة أبراج كبيرة في مدينة ام درمان قرب مبنى التلفزيون، وسيكون معها مسرح وطني في المقدمة، مسرح مغلق بمواصفات عالمية، سينما، تسجيل اذاعي وتلفزيوني ويستقبل كل الاعمال الدرامية، فهذه بشريات نتمنى أن نراها على ارض الواقع قريباً. وهذا المعرض كان افتتاحية لأسبوع حافل بالأنشطة الثقافية والمعارض التشكيلية المصاحبة، منها في ختام الأسبوع معرض التشكيلي إبراهيم الصلحي.