*ليس هناك أسهل من أن توجه إساءة أو استفزازا لشخص « أيا كان منصبه أو تأهيله أو سنه أو خبرته »أو تترصده وتستهدفه بالكتابة عنه يوميا بالسالب خاصة ان كنت صحافيا ، وليس صعبا ولا ممنوعا أن تحتقر كيانا حتى وان كان عريقا وضخما وله عشاق يفوق عددهم الملايين وتحط من قدره وقيمة الذين يعشقون هذا الكيان، ومن السهولة أن توجه اتهاما وتطعن فى شرف ونزاهة وأمانة «أجعص جعيص» وتستخدم فى ذلك المساحة المهولة والفاضية وهامش الحرية وسماحة المجتمع الرياضى والفوضى الضاربة الان وتسيطر على الواقع حيث لا رقابة ولا حساب ولا عقاب خصوصا وأننا لم نسمع يوما أن « التوبيخ قد أوقف انفلاتا ولا توقفت اساءات بسبب قرار يسمى بالادانه يطلقون عليه لفت النظر»، والواقع يقول اننا وصلنا مرحلة من الغرور جعلتنا نصل لدرجة أننا كصحافيين رياضيين لدينا من الحرمة والقدسية والحماية ما يجعلنا « نعمل أى شئ» ولا أحد يستطيع أن يقول بغم « بكسر الباء والغين » وان تجرأ أحدهم واعترض أو اشتكى أو تظلم أو حاول حتى النقاش فعليه أن « يسردب » للأذى و«يرجى الراجيه » فعندها يكون الحديث عن حرية التعبير وتتكرر العبارة التقليدية التى تقال فى مثل هذه المواقف «من يضيق ذرعا بالنقد عليه أن يذهب »علما به أن ما كتب يكون لاعلاقة له بالنقد ولا حتى الحرية بل هو شتائم نلبسها ثوب النقد واساءات نتعامل على أساس انها تدخل فى اطار معانى النقد والتوجيه وهذا يأتى بسبب اختلاط المعايير والمفاهيم . فنحن كاعلاميين رياضيين نرى أن من حقنا بل واجبنا تأديب الناس وفرض الوصايا عليهم واننا الأفهم والأعلم «نجيد قيادة الطائرة ونفهم فى علم الذرة أكثر من علمائها ونفهم فى الاقتصاد بصورة تفوق خبراءه ونعرف فى علم التدريب أكثر من الذين قضوا أربعين عاما فى هذه المهنة»، ومنا من يتعامل مع القلم ويستخدمه كسلاح أشبه « بالسكين والعكاز والطبنجة » لقتل الأبرياء أو هتك عروضهم أو التشكيك فى قدراتهم وأمانتهم والطعن فى شرفهم واتهامهم وارهابهم واستفزازهم والتشهير بهم واذلالهم بغرض اضعافهم « حتى يتأدبوا وينصاعوا ». *علينا نحن كصحافيين رياضيين أن نكون « حقانيين» وبمثلما ننتقد ونهاجم الأخرين و« نعريهم » وننشر سلبياتهم ونحرص على « التبشيع بهم» علينا أيضا أن نتقبل رأي الناس فى أدائنا ونتحمل انتقاداتهم لنا وقبل ذلك لابد أن نقول الحق على أنفسنا ومن الضرورة أن نقر بأننا حولنا كرة القدم من لعبة للمشاهدة والرفاهية والمتعة الى ميدان للحرب والتناحر والعداء والكراهية، وزرعنا الأحقاد فى قلوب عشاقها ورسخنا للعصبية وجعلنا منها مجالا للتصفية، ويحسب علينا أننا السبب فى افساد الذوق العام ونحن الذين حولنا العلاقة بين المريخ والهلال من ندية وأخوية الى عداء وكراهية حيث أصبح المريخى يتمنى الشر للهلال كما أن الهلالى لا يتمنى الخير للمريخ، وأصبح الانتماء لأى من طرفى القمة هو الأساس فى التعامل العام، أهملنا جوانب أساسية فى المهنة، وركلنا قدسيتها بأرجلنا وبات الأداء الصحافى يقوم على الرأي المنفلت القائم على التعصب والحقد والكراهية الخالى من المعلومة و يفتقد للموضوعية التى تجعله محل احترام الناس . كثير من الأخبار التى ننشرها غير صحيحة وملفقة والفبركة فيها واضحة والغرض منها مفضوح، نمارس الغمز واللمز والترصد والاستهداف نجتهد فى التشهير بالناس من منطلق أننا أوصياء عليهم ونحتمى بسلاح اسمه القلم وشعارات تقليدية تقوم على مفاهيم خاطئة ومنها « حرية التعبير » كل ذلك يحدث بسبب غياب الرقابة وضعف المعنيين بها وعدم وجود العقاب الرادع « وأيه يعنى توبيخ أو لفت نظر أو ايقاف الصحيفة ليوم »، الذى يمكن أن يوقف هذه الفوضى غير ذلك فاننا نجد دعما من المجتمع والدليل أنه لم يحدث أن وصلت قضية لمرحلة القرار بسبب تدخل الأجاويد وجماعة « باركوها واتلومت ودا عيب منك ويقولون للمتضرر ولنفرض أن المحكمة سجنته أو غرمته انت بتستفيد شنو ونحن مشينا ليهو وزجرناه وعليك الله ألعن ابليس وقدر جيتنا ليك دى وأشطب البلاغ» هذا هو منطق الوسطاء والذين لا يتحركون عندما يشتم الصحفى الشخص المعنى ولكنهم ينفعلون عندما يتظلم المتضرر ويشكو الصحفى وهنا لابد أن نشير الى أن الشخص المستهدف لا يجد حقه فى كل الأحوال فان اشتكى مارسوا عليه الضغط، وان صمت وصبر، نال المزيد من الاساءات والشتائم ، وان حاول رد الظلم عن نفسه بيده ففى هذه الحالة يطلقون عليه صفة بلطجى ، كيف يتصرف الذى يظلم ويشتم » فهذه جزء من السلبيات التى ظلت تصاحب أدائنا وعلينا أن نعترف بها لأنها الحقيقة .وللحديث بقية.