٭ ولأن الأجواء أصبحت عكرة والدواخل باتت متسخة والحقد يملأ القلوب والنوايا سوداء فمن الطبيعي ان يتعرض الاشراف والنبلاء واولاد الناس للاساءات والتجريح والاتهامات والاستفزازات ،وهذا ما جعل الوسط الرياضي يفقد سماته ومميزاته الحميدة ويتحول الى جهنم ويصبح طاردا وغير صالح، ونتحمل نحن في الاعلام الرياضي المسؤولية كاملة في كل ما حدث وعلينا ان نقر ونعترف بهذا الخطأ الكبير الذي ارتكبناه وما زلنا نمارسه بطريقة التمادي والتعمد. فقد عمت الفوضى الوسط الرياضي وباتت الفتنة تسيطر على كل ارجائه وتحول المجتمع الرياضي من متماسك الى طارد وبات الانتماء اليه ليس مطلوبا. كيف لا ونحن نطالع يوميا الشتائم واساليب الغمز واللمز والاساءات المباشرة والسباب والسخرية والتهكم توجه للابرياء والانقياء والاشراف والكبار سنا وعلما وخبرة. والاغرب ان الجهات المعنية بحماية المجتمع تتفرج وتتمسك بالصمت وكأن الحال يعجبها او انها تريد ذلك وهذا ما جعل البعض يتهم السلطة بأنها تريد هذه الفوضى وتعمل على تشجيعها من منطلق انها ستلهي الناس. نعم هكذا يقولون ويفسرون وهذا ما يجعلنا نسأل السلطة عن رأيها في الاتهام الموجه اليها. ٭ المساحات اصبحت مفتوحة وكل عبارة تكتب يمكن ان تجد طريقها للنشر حتى وان كانت تحمل في باطنها بذاءة خبث اساءة اتهام. وبعد ان تنشر لا يتحرك اهل الشأن وجهات الاختصاص وجماعات الرقابة وان تحرك المظلوم والمتضرر فانه لن يجد شيئا ولن تعود اليه حقوقه ولا توجد جهة تنصفه. ٭ وإن اردنا التأكد من السوء ودرجة الانهيار والتدهور الذي وصل اليه الحال في الوسط الرياضي ومجتمع كرة القدم على وجه الخصوص فعلينا ان نطالع الاساءات والاستفزازات التي توجه لرموز الرياضة وقادتها علما به انهم يعملون بالتطوع ولنا ان نتابع الحملات الظالمة العدائية التي توجه نحو الدكتور كمال حامد شداد د. معتصم جعفر المحامي مجدي شمس الدين جمال الوالي صلاح ادريس، فهؤلاء الرجال اصبحوا مادة دسمة للاقلام حيث يتعرضون للقذف والاساءة وليس النقد، يشتمون جهرا ومن منابر معروفة ومدعومة ولا احد ينطق بكلمة ونحمد الله ان التسامح ما زال موجودا والا لكانت الدماء والمصائب والكوارث والانتقام والثأر واخذ الحق باليد وربما نصل لليوم الذي يتصدى فيه المظلوم بنفسه لحماية ذاته وسمعته وشرفه وهذا ليس ببعيد ان استمر الوضع كما هو عليه الآن. ٭ هل نتوقع ان تتحرك الجهات المعنية بالرقابة وحماية المجتمع وتحدد اسقفا للحرية ام ستجعلها مطلقة وفوضى؟ وهل من الممكن ان يكون هناك حساب او عقاب رادع للمخطئين ام ان اقصى حد هو لفت النظر او الانذار او التوبيخ؟ هل ينتظرون حدوث الكارثة التي قد تصل للقتل ليتحركوا ولماذا لا يمنعوا المصيبة حتى لا تحدث؟ اين القانون الجرأة الشجاعة القدرة على اصدار القرار القوي العادل والذي يعاقب المخطئ ويرد للمظلوم حقه؟ اسئلة نطرحها ببراءة. ٭ المجتمع الرياضي مثالي ومسالم ولكن يمكن ان يتحول الى العكس ويصبح ملتهبا ووقتها سيختلط الحابل بالنابل وستحل المصائب ووقتها ستبقى السيطرة مستحيلة. ٭ نمارس الرياضة وخاصة كرة القدم بطريقة مختلفة عن العالم ومتخلفة.. نعاني ازمة مفاهيم مستوطنة فالمباراة عندنا حرب وقد نجح الاعلام في ان يحول العلاقة بين طرفي القمة من «ندية وودية» الى عداء وكراهية ليس في الملعب فقط بل حتى في الشارع حيث اصبح التعصب سيدا للموقف لدرجة ان اي مريخي اصبح يكره الهلال ويتمنى له الشر والفناء وبالمقابل فان الهلالاب يرون في المريخاب اعداء لهم وامتد التعصب حتى داخل المنازل كل ذلك بسبب الحرية المتدفقة غير المحكومة ولهذا فقد تحولت إلى فوضى وهرجلة وعشوائية. ٭ قد يتعرض شخص (لاساءة بالغة) تفوق درجة تحمله فهل سيلام ان سعى لأخذ حقه بيده. هذا هو الحدث القادم وقطعاً سيحدث ان استمرت الفوضى التي تملأ المكان الآن. ٭ اصبح من العادي جداً ان يُنشر خبر (مغلوط مشتول ومفبرك) يسبب ازمة ولا يتم تصحيحه أو الاعتذار عنه ومن العادي جداً ان نطالع رأياً فيه اتهام وتجريح واساءة صريحة ولا أحد يقول بغم. بأن الترصد والاستهداف أمر مألوف ويكفي ان نشير إلى ان بعض الاقلام مثلاً ظلت تتناول دكتور شداد يومياً بالاساءة لأكثر من عشر سنوات والمعنيون بالأمر (ما جايبين خبر). أصبحنا لا نؤمن بالممنوع ولا بالخطوط الحمراء نتعامل بالاحقاد وكل منا يسعى لتصفية خلافاته بالقلم (والعيون تعاين ولا أحد يقول شئ) غمز ولمز وشتائم واساءات واتهامات وسخرية وتهكم تملأ الصفحات والمعنيون بالرقابة احياء وموجودون ولكن الآذان متوقفة عن الخدمة والعقول متجمدة والافواه لا تنطق. ٭ الوسط الرياضي وخاصة الكروي السوداني غير معافى - ليس صالحاً - بات طارداً - معقداً تنتشر فيه الفتنة والقطيعة والنميمة، يكثر فيه الاتهام والاساءة. الكثيرون ندموا وفروا وتأسفوا للفترة التي قضوها به. انعدم فيه الوفاء وكثر الجحود والنكران. وهذه حقائق ثابتة لا تقبل الجدال. ٭ إن كان الأمر بيدي لاوقفت هذه الفوضى فوراً.