*المداوم على قراءة الصحف السودانية وخاصة الرياضية منها يلاحظ الشكاوى اليومية والمناشدات التى يوجهها كثير من الصحافيين للمجلس القومى للصحافة والمطبوعات الصحافية بوصفه جهة رقابية وحامية للمجتمع وأفراده من شرور بعض الأقلام والتى وصلت مرحلة خطيرة تعدت حد المعقول، وتحولت من أنها مجرد ظاهرة إلى سلوك ثابت و)إعتيادى يمارس يوميا) من شأنه أن يقود إلى الكوارث والمصائب خصوصا وأن المعنيين بالأمر باتوا ) ينهشون فى عروض الناس ويجسدون الترصد والإستهداف فى أسوأ وأبشع صوره) حيث تنفيذ الأجندة الخاصة والشخصية والعمل على تنفيذ مخططات ومؤامرات وممارسة الكراهية والعداء بطريقة قد تجعل الكثيرين يفكرون فى الإنتقام ) بطريقتهم الخاصة) حيث اللجوء للإمكانيات الذاتية ومنطق ) العضلات والبلطجة) ويكفى ان احد المتضررين قالها وسط مجموعة من الناس ) أنه سيؤجر آخرين لينتقموا له ) كل ذلك يحدث بسبب غياب الرقابة وضعف العقوبة وهذا ما أدى إلى إنتشار الفوضى وإختلاط المفاهيم إذ تحول النقد إلى إساءة وأصبحت حرية التعبير ) المفترى عليها) فوضى والدليل أن كل ما يكتب ينشر حتى وإن كان ) بذيئا ) ويكفى أن نشير إلى أن الصحافيين أنفسهم باتوا يلجأون لمجلس الصحافة وللقضاء ليشكو بعضهم البعض *علينا أن نقول الحقيقة وأن نعترف بسوء الواقع والتردى الذى أصاب الوضع التنظيمى لهذه المهنة فالواقع يؤكد الإنحدار والتدهور المريع الذى وصل ) الأخلاق والضمائر والتعامل الإنسانى ) ومن هنا نركب فى قطار المناشدين للمجلس القومى للصحافة بأن يقوم بدوره ويضطلع بمسئولياته وواجباته تجاه حماية المجتمع وهو الذى تم إنتخابه وإئتمانه بالتالى فهو مسئول أمام الله والمجتمع والقاعدة والدولة وهنا لا بد أن نؤكد على ثقتنا فى أعضاء المجلس القومى للصحافة ونعلم أنهم على قدر المسئولية وبإمكانهم القيام بدورهم فى حماية هذه المهنة الرسالية من الذين يسعون لتشويه صورتها وتحويلها من مصدر لتثقيف الناس وتعليمهم وتوجيههم وتبصير المسئولين إلى ميدان للحروب ومسرح لتصفية الأحقاد الخاصة وإكمال مركبات النقص وتنفيذ الأجندة الشخصية وإساءة الأبرياء وشتمهم والطعن فى شرفهم وأمانتهم ونزاهتهم وإتهامهم بما ليس فيهم ، وبالطبع فإن للمجلس القوة والصلاحية التى تجعله يضع كل من يخرج من الخط فى مكانه ولكن الغريب أنه ظل يتمسك بالصمت وهذا مايجعلنا نستغرب خصوصا وأن ما يحدث من تردى وفوضى يحتم عليه التدخل السريع وبطريقة حاسمة وجادة وقوية وذلك لأن فى عدم تحركه مزيد من الانهيار * بعض المتضررين من النشر وبعد أن وصلوا إلى قناعة أنه لا توجد جهة يمكن اللجوء إليها لترد لهم حقوقهم وبعد أن )ملوا إنتظار الجهات المعنية بحمايتهم ) فقد إكتشفوا طريقا جديدا وضح أنه الأقصر والأفضل والأسرع فاعلية وهو اللجوء للناشر ) مالك الصحيفة) مباشرة وبأوجه مختلفة فمنهم من يرفع مظلمته إليه طالبا تدخله وهناك من يهاجمه بنفس السلاح على إعتبار أنه مسؤول وراضى عن مايكتب فى صحيفته ) حتى وإن كان لاعلاقة له بالصحيفة وما يكتب فيها ) ونتابع هذه الأيام سير البعض فى هذا الطريق حيث أصبح بعض ملاك الصحف محل تناول يومى لا يخلو من القسوة والتهديد وبالطبع سيكون هناك مفعول لهذا العلاج مع العلم أن كل المستثمرين فى صناعة الصحف من غير الصحافيين لا علاقة لهم بما يكتب فى صحفهم ولكن تبقى هناك مشكلة وهى أن بعض الذين يكتبون ينتهزون الفرصة ويستغلون المساحة لينفذوا أجندة خاصة تحقيقا لمنافع أو تصفية لأحقاد ذاتية لا علاقة لمالك الصحيفة بها ولكنه بالطبع يتحمل المسؤولية بحكم أنه مالك للمؤسسة بالتالى وكل مل يحدث فيها محسوب عليه من منطاق أنه صاحب القرار *حرية التعبير لا تعنى بأية حال الفوضى وتجريح الناس والتعدى على حرماتهم وإستهدافهم وإستفزازهم وتناولهم بالسالب وبطريق يومية كما أن الجلوس على الموقع العام لا يعنى أن يتحمل الذى يجلس عليه الأذى والشتائم والإساءات المستمرة وبالطبع فإن النقد ليس معناه أن تهاجم وتكتب ماتشاء وتحتقر الناس بحجة أنك تنتقدهم واى إنسان له طاقة محدودة ودرجة معينة وليس هناك إنسان مكتمل وسوى وحر ومنحدر من قبيلة وله أسرة ولديه كرامة ويحترم نفسه يمكن أن يقبل ويتحمل الإحتقار وبطريقة يومية. *نختتم حديثنا بمناشدة نرفعها لمجلس الصحافة والمطبوعات ونضم صوتنا للزملاء الذين يناشدونه يوميا ونتمنى منه بل نتوقع أن يتجاوب وينفعل مع القضية و يقوم بدوره ومسؤولياته تجاه المجتمع وأن لا يجامل أو يتهاون فى حسم الفوضى التى تملأ الساحة الصحافية الآن خصوصا وأن كل الحيثيات بطرفه كما أن السيد رئيس الجمهورية قد سبق وأبدى عدم رضائه عن الإعلام الرياضى إضافة لذلك فقد وصل مجلس الصحافة يوما إلى قرار ضد بعض الصحف والصحافيين وهاهو الآن يجد سندا من الصحافيين أنفسهم ويكفى مناشدتهم له بالتدخل، فالأمر أصبح خطيرا ولا يمكن السكوت عليه ومع كل يوم جديد يزداد الوضع سوء هذا مع وافر الإحترام والتقدير للبروف على محمد شمو ولكافة أعضاء المجلس الموقرين *وإن كانت لنا كلمة أخيرة نقولها فهى أنه لا يوجد فى الكون من هو مقدس وفوق العقاب وكل من يخطئ حتى وإن كان صحافيا يجب أن ينال العقاب الرادع الذى يشبه خطيئته وليس هناك أعظم من ذنب البهتان والإتهام والإستهداف.